الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مدرب تونسي: جائحة كورونا كشفت منظومة الاحتراف الهشة فى الأندية العربية

صدى البلد

سلط الدكتور جمال الحاجي المدرب التونسي والمحلل الكروى الضوء على مدى جدوى منظومة الاحتراف فى كرة القدم بالدول العربية فى ظل انتشار فيروس كورونا.

قال الدكتور جمال الحاجي فى تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، لا تزال منظومة الاحتراف في كرة القدم العربية تثير عديد التساؤلات حول مدى جدوى هذه المنظومة وحول بلوغ هذه المنظومة المستويات الفنية واللوجستية المرجوة؟ وهل تضمن هذه المنظومة الاحترافية العربية فعلا حقوق وواجبات كل الأطراف المتداخلة فيها؟

وتابع: كشفت مؤخرا جائحة كورونا عديد الثغرات والفجوات في المنظومة الاحترافية في الدوريات العربية لكرة القدم فالعديد من الأندية العربية وجدت نفسها في مواجهة مباشرة مع لجنة النزاعات بالاتحاد الدولي لكرة القدم على إثر تأخرها في صرف أجور لاعبيها وأجهزتها الفنية والإدارية. واستحال في عديد الحالات على عديد الأندية استخلاص ديونها وأصبحت مهددة بالنزول إلى الأقسام السفلى بعد أن منعت من انتداب اللاعبين لفترات متتالية في مرحلة أولى وهذه الوضعيات المزرية جعلت المتابعين للشأن الرياضي العربي يتساءلون على مدى جدوى هذه المنظومة وما مدى ملائمتها للوضع العام في بعض الدول العربية.

وأضاف الحاجي، في تونس التي انطلق فيها اول دوري للمحترفين في كرة القدم سنة 1994 أصبحت الأمور تراوح مكانها ومعظم الأندية في الرابطة المحترفة الأولى التونسية أصبحت عاجزة عن تسديد أجور لاعبيها. كما لا تمتلك جل هذه الأندية ملاعب مؤهلة لخوض مباريات الدوري وحتى الأندية الكبرى في العاصمة أصبحت عاجزة على توفير ملاعب تحتضن مبارياتها الرسمية. وفي الآونة الأخيرة أشعر لاتحاد الافريقي لكرة القدم الجامعة التونسية بأنه لا يوجد ملعبا واحدا في تونس مؤهلا لاحتضان المباريات الرسمية.

لفت الى أنه في الجزائر التي انطلق فيها دوري المحترفين سنة 2010 لا زالت الأندية الكبرى على غرار اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر ووفاق سطيف تبسط سطوتها على بقية النوادي الجزائرية الأخرى ضعيفة الموارد مشيرا إلى أنه في المغرب التي انطلق فيها أول دوري للمحترفين سنة 2011 لا تختلف الأمور كثيرا فأندية الرجاء والوداد أصحاب المداخيل الثابتة لازالت تسيطرعلى المسابقات المحلية أمام غياب أندية أخرى عريقة بسبب ضعف ميزانياتها.

وأوضح أنه في مصر صاحبة التاريخ الكبير على مستوى تتويجات المنتخبات والنوادي لا زالت المنظومة الاحترافية في سنواتها الأولى بعدما انطلقت في موسم 2016 /2017 بعد إلحاح من الكاف. ولا يزال الأهلي والزمالك يسيطران على كل المسابقات في مقابل انحسار أندية عريقة كالإسماعيلي والترسانة والمقاولون العرب والأليمبي بسبب شح الموارد.

وأشار إلى أنه في الخليج العربي تختلف الأمور كثيرا لوجود إمكانيات مالية ولوجستية رهيبة منوها إلى أنه في السعودية مثلا انطلق دوري المحترفين سنة 2008 وهناك لا تزال عديد النوادي كالهلال والنصر والشباب والأهلي والاتحاد وغيرها من النوادي متقاربة المداخيل، وذلك في وجود دعم مالي متواصل من أعلى الجهات الرسمية مضيفا انه نفس الشيء تقريبا في قطر والكويت والإمارات التي انطلق فيها الاحتراف سنة 2007.

ونوه إلى أنه حسب رأيه لا يزال من المبكر الحديث على منظومة احترافية ناجحة خاصة في دول شمال إفريقيا في ظل عدم استقرار الكوادر الفنية ومجالس الإدارات وعدم وجود خطط طويلة المدى. هذا إلى جانب غياب سياسة الحزم في إدارة المسابقات وعدم احتراف المنظومة التحكيمية إلى الآن مشددا على أن الاحتراف أصبح يعني فقط زيادة رواتب اللاعبين دون أن يفرض أي واجبات عليهم.

وقال أيضا.. في الختام لن تنجح منظومة الاحتراف في الدول العربية ما دامت مداخيل جل الأندية غير ثابتة وخاصة في غياب دور السلطة الرسمية التي عليها صياغة قوانين حازمة وواضحة لحماية الأندية وكذلك اللاعب والمدرب والى جانب لعب دورها كما ينبغي على مستوى التمويل ومساعدة النوادي ومعاملتها على قدم المساواة وتوفير البنية التحتية واللوجستية لإرساء منظومة احتراف عصرية.