محافظة أسوان صاحبة التاريخ العريق الحافل بالآثار الخالدة والمواقع والمعالم السياحية البارزة، بجانب كونها تمتلك وتتفرد بطبيعة ساحرة وطقس جاف وشمس مشرقة وجو معتدل.
في هذا الصدد يواصل موقع " صدى البلد " الإخبارى عرض سلسلة حلقاتها " قصة أثر " حيث ترسو بنا اليوم سفنية رحلتنا داخل متحف التماسيح الشهير بمدينة كوم أمبو.
فهذا المتحف يقع بجوار معبد كوم أمبو، ويعد أكبر متحف عالمى يخص حيوانًا واحدًا فقط حيث يحتوى على تماسيح محنطة من أيام الفراعنة.
واقرأ أيضًا:
وجرى افتتاح المتحف بعد التطوير فى 31 من يناير 2012، واكتمل إعداده فى حضن نيل ومعبد كوم أمبو الذى خصص لعبادة الإله سوبك ورمز له بالتمساح، بالإضافة إلى عبادة الإله حورس الكبير.
وهذا المتحف يوجد به فاترينة عرض التماسيح في هذا المتحف تعد أضخم فاترينة تجمع تماسيح في العالم كله، وطريقة عرضها تميل على الرمال كأنها متجهة لتقترب من شاطئ النيل علي ضوء القمر باستخدام لمبات صناعية توحي بهذا الجو الأسطوري، بالإضافة إلى مقبرة للتماسيح يعرض من خلالها كيف كان يتم دفنها في مدافن من الطمي الجاف.
كما يضم المتحف 22 تمساحًا من خمسين تمساحا تم العثور عليها بالمنطقة القريبة من المعبد وتم وضعها في فتارين العرض وتمثل مختلف الأعمار، حيث يعرض تماسيح كانت مازالت في مرحلة الجنين وتماسيح صغيرة وتماسيح كبيرة وكذلك مختلفة في الأطوال والتي تصل إلى حوالي 5.5 متر بجانب 8 تماسيح في توابيت ولفائف الدفن.
ويستعرض المتحف كيفية تحنيط التماسيح من خلال خمس مومياوات توضح مراحل وكيفية تحنيط التماسيح والتي كانت تتم بنفس الدقة التي يتم اتباعها عند تحنيط الملوك أو الأفراد عمومًا، بالإضافة إلى عرض المحفة، وهي عبارة عن ترابيزة من الخشب يوضع عليها التماسيح المحنطة ويقدم لها القرابين وتوجد داخل المقبرة كمقصورة خشبية.
وفي نفس السياق أوضح المرشد السياحى محمد مصطفى بأن الإله سوبك أو التمساح الذي صوره المصري القديم على هيئة إنسان برأس تمساح انتشرت عبادته في منطقة كوم أمبو وبنوا معبدا لعبادته بقرب شاطئ النهر وعند وفاة التمساح بطريقة طبيعية أو قتله كان يعامل كأنه حيوان مبجل وتقام له طقوس التحنيط كاملة ويدفن فى جبانة خاصة وتدفن معه قرابين تخصه من أوانٍ فخارية مملوءة بالطعام، والدفن كان يتم في شرق النيل في منطقة من الطين الجاف في مجرات خاصة لها قبو تغطى بسعف النخل ويلف بعد التحنيط بلفائف من الكتان، وتعظيما لشأنه كانت عيونه تطعم بعيون صناعية مطعمة حتى يصبح مرهوب الشكل قبل الدفن، وبعضها يوضع في مقاصين من الخشب الملون.