الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دعاء الاستفتاح في الصلاة.. تعرف على صيغه وحكمه

دعاء الاستفتاح في
دعاء الاستفتاح في الصلاة.. تعرف على صيغه وحكمه

دعاء الاستفتاح في الصلاة هو الدعاء الذي يستفتح به المسلم صلاته، وهو بمثابة المقدمة للصلاة، وبالنسبة لموقعه بالتحديد اختلفت المذاهب الفقهية حول ذلك، فمنهم من قال بأنه يتم قراءته قبل تكبيرة الإحرام، ومنهم من قال أنه يُقرأ بعد تكبيرة الإحرام، وقد كان الرأي الغالب لدى أهل العلم، بأن المسلم يجب في البداية أن ينوي أداء الصلاة، ومن ثم يستقبل القبلة، وبعد ذلك يكبر تكبيرة الإحرام، ومن ثم يقرأ دعاء الاستفتاح.

دعاء الاستفتاح في الصلاة: 

ليس هناك نصًا محددًا ينبغي الالتزام به في دعاء الاستفتاح، وقد وردت العديد من الأحاديث والأدعية في شأن ما يقال في استفتاح الصلاة، أبرزها: 

« وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفًا، وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي، اعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعًا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير بين يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك»، رواه مسلم.


«الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلآ» استفتح به رجل من الصحابة فقال -صلى الله عليه وسلم-: عجبت لها ! فتحت لها أبواب السماء»، رواه مسلم.

« اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيم»، رواه مسلم، و كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفتتح به صلاته إذا قام من الليل. 

«الحمد لله حمداُ كثيراُ طيّباُ مباركاُ فيه» استفتح به رجل فقال -صلى الله عليه وسلم-: « لقد رأيت اثني عشر ملكاُ يبتدرونها أيهم يرفعها»، رواه مسلم.

« سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك»، صحيح سنن ابن ماجه. 

«اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض، ولك الحمد أنت قيام السموات والأرض، ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن أنت الحق، ووعدك الحق، وقولك الحق، اللهم لك أسلمت وبك آمنت، وعليك توكّلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدّمت وأخّرت وأسررت وأعلنت، أنت إلهي، لا إله إلّا أنت»، متفق عليه، وكان -صلى الله عليه وسلم- يقوله إذا قام إلى الصلاة في جوف الليل أيضًا. 


حكم دعاء الاستفتاح:

اتفق جمهور العلماء على أن دعاء الاستفتاح مستحب وليس واجبًا، إلا الإمام أحمد، فقد جاء في رواية عنه بوجوب هذا الدعاء، لكن المعتمد في مذهبه على استحبابه، ودليل العلماء على استحباب دعاء الاستفتاح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان فقط يقرؤه ويقوله في صلاته، ولم يكن يعلمه لأصحابه، إلى أن سأله أبو هريرة عما يقوله بين تكبيرة الإحرام والقراءة، حينها علمهم دعاء الاستفتاح، فلو كان واجبًا لقاله لصحابته -رضي الله عنهم- منذ بداية الأمر ولم ينتظرهم حتى يسألوه.


فوائد دعاء الاستفتاح في الصلاة: 

كونه في بداية الصلاة قبل القراءة دلالة على أنه تقدمة بين يدي الملك؛ فالفاتحة مناجاة بين العبد وربه، وقبل هذه المناجاة يكون دعاء الاستفتاح كتوطئة. 

احتواء إحدى الصيغ على الاعتراف بالذنوب والخطايا، وبالتالي يزول العجب والكِبر من النفس. 

إظهار ذل العبد وضعفه بين يدي ربه عندما يطلب منه تخليصه من الذنوب، وهذا من مقاصد العبادة. التأكيد في قول "وجهت وجهي" على الاعتراف بتوحيد الله سبحانه وتعالى وأن المصلي عندما يناجي ربه يذكر له توحيده إياه وإيمانه به.

احتواء ألفاظ أدعية الاستفتاح على المدح والثناء على الله سبحانه وتعالى، مما يؤدي إلى تربية المؤمن على تعظيم الله تعالى وتنزيهه وإجلاله والاعتراف بالعبودية له -جل وعلا-.


فضل الصلاة في وقتها: 

الصلاة لها فضل عظيمٌ، ومن فضل الصلاة في وقتها:

-أنها نورٌ للمسلم يوم القيامة، إضافةً إلى أنّها نورٌ له في حياته الدنيا.

- محو الخطايا وتطهير النفس من الذنوب والآثام، وتكفير السيئات.

- أفضل الأعمال بعد شهادة ألا إله إلا الله، وأنّ محمدًا رسول الله.

- يرفع الله تعالى بالصلاة درجات عبده.

- تُدخل الصلاة المسلم الجنة، برفقة الرسول - صلى الله عليه وسلم-. 

- عد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- انتظار الصلاة رباطًا في سبيل الله تعالى.

- سبب في استقامة العبد على أوامر الله تعالى، حيث تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر؛ قال اللَّه – تعالى-: «وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْـمُنكَرِ».

- أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة.

- يُعد المسلم في صلاةٍ حتى يرجع إذا تطهّر، وخرج إليها.

- يُعد المُصلي في صلاةٍ ما دامت الصلاة تحبسه، وتبقى الملائكة تُصلّي عليه حتى يفرغ من مُصلاه.


خطوات عملية للالتزام بالصلاة والمحافظة عليها:

يجب على المسلم الحرص على أداء الصلاة في وقتها وعدم تركها أبدًا، وفي ما يأتي بعض الأمور والنصائح التي قد تساعد على ذلك:

أولًا: التوبة إلى الله -سبحانه وتعالى- عما مضى من ترك الصلاة أو التقصير فيها، فيتوضأ الإنسان ويصلّي ركعتين ينوي بهما التوبة عن تقصيره في الصلاة، وذلك ليستعين بالله -عز وجل- على مرحلة جديدة من المحافظة على الصلاة في حياته. 

ثانيًا:- بذل الوقت في التفكر في عظيم خلق الله –تعالى- وقدرته واستحقاقه للعبادة والمحبة، وكذلك التفكّر في الموت، واستحضار أنّ الإنسان قد يموت في أيّ وقت دون داء أو كبر، وكيف يكون حاله إذا لقي الله ولم يُؤدِّ فرضه. 

ثالثًا: مصاحبة الصالحين المُحافظين على الصلاة الحريصين على أدائها في وقتها، فذلك يشجّع الإنسان على الصلاة. 

رابعًا: دوام ذكر الله عزّ وجل والإكثار من القرآن الكريم ومن الطاعات بشكل عامّ، فهي تشرح صدر الإنسان للصلاة. 

خامسًا: المبادرة إلى الصلاة مباشرة عند سماع الأذان، فيترك الإنسان كل ما يشغله ويتوجه إلى الصلاة.

سادسًا: ترك المعاصي واجتناب المنكرات التي تورث قسوة القلب والبعد عن الله -سبحانه وتعالى-. 

سايعًا: الاستعانة بالبرامج والتطبيقات الحديثة التي تُذكّر الإنسان بموعد الصلاة ووقتها وتُنبّهه لها.