الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السحر انقلب على الساحر.. ربيع الثورة يسقط أقنعة أمريكا الزائفة

الدمار جراء الاشتباكات
الدمار جراء الاشتباكات في الولايات المتحدة

وجه شاحب وعيون جاحظة من شدة الضغط، شريط العمر يمر أمامه في لحظات معدودة معلنا خروج الروح إلى بارئها، لتصعد روح ضحية اللا انسانية جورج فلويد إلى السماء، ويولد على اثرها قاتل اخرج الوحش الكامن من جسده ليقتل فلويد الذي لم تشفع توسلاته ولم تجد صداها لدى قاتله، ولكن تلك التوسلات تخطت صداها المتوقع لتشعل ما يمكن وصفه بالثورة ضد قمع الحريات وخروج مظاهرات الولايات المتحدة.

- اكذوبة امريكا بلد الحريات 

"لا استطيع التنفس" ليس فقط جملة عادية بل هي حروف اسقطت أكذوبة "امريكا بلد الحريات" التي لطالما تفاخرت بها حكومات الولايات المتحدة على مر الطريق، وكثيرا ما سمعناه في الأفلام الهوليوودية التي تتحدث دائما عن عظمة الدولة ذات الخمسين ولاية.

- ليسوا جميعا متحضرين
لم تكن تلك الجملة الشهيرة فقط هي ما تم اسقاطه بل ان هنا الكثير والكثير من الاقنعة التي يمكن وصفها بالزائفة قد تساقطت واحدا تلو الآخر، فمشاهد السرقات والسلب والنهب التي فعلها المخربون في الولايات الامريكية واستغلوا حالة الغضب على مقتل فلويد اسقطت الفكرة التي لطالما صاحبت الامريكيين بصفتهم شعب التحضر والوجه الامثل للانسانية. 


- السحر انقلب على الساحر

"نطلب الحفاظ ضبط النفس - نطلب الحفاظ على الحريات - اوقفوا القمع غير المنطقي - يجب الاستجابة لطلبات المواطنين"، كل ذلك الحديث كثيرا ما تكرر في تصريحات الساسة الامريكيين وبيانات الخارجية الامريكية والبيت الأبيض تجاه الكثير من الدول وهي طلبات مشروعة يجب الحفاظ عليها لكل الشعوب، ولكن اين تلك الطلبات في تعامل الحكومة الامريكية والشرطة العنيف مع المواطنين الذين خرجوا للاعتراض على مقتل فلويد، فيبدو ان الوقت قد حان لينقلب السحر على الساحر بالنسبة للولايات المتحدة. 

- الشرطة بين الواقع وهوليوود
"لديك الحق لأن تبقى صامتا، أي شئ تقوله يمكن ان يستخدم ضدك في المحكمة، لديك الحق في توكيل محام للدفاع عنك"، تلك الكلمات التي تعرف بإسم تحذير "ميراندا" دائما ما سمعناها في الأفلام الامريكية والتي كانت دليلا على حرفية الشرطة الامريكية في التعامل مع المواطنين، ولكن هذا القناع هو الأخر قد سقط فلم تخلو وسائل التواصل الاجتماعي من مشاهد لإجراءات الضبط التعسفية ضد المواطنين دون وجه حق لمجرد الشك فيهم فقط ودون مبرر واضح في ظل الاحداث التي تشهدها الولايات المتحدة.

- الحرب انتهت والعنصرية باقية

خاض الاوائل من الشعب الامريكي حرب أهلية بين الشمال والجنوب على صدى التعديل الـ 13 للدستور الامريكي الذي نص بتجريم العبودية ليطلق شرارة حرب بين الشمال المناهض للعبودية إلا بشروط والجنوب الرافض لمنح ما تم تسميتهم في حينها بالعبيد حريتهم ومساواتهم بالامريكي صاحب البشرة البيضاء، وكانت الغلبة فيها للشمالين ليطبق القانون وتلغى العبودي إلا بشروط ولكن يبدو انه بعد مرور ما يقارب 153 عاما، إلا ان البعض مازال متمسكا بالعنصرية تجاه اصحاب البشرة السمراء في الولايات المتحدة ليسقط قناع اخر من الاقنعة الزائفة للولايات المتحدة. 

اتهام الولايات المتحدة بالعنصرية لم يكن وليد افكار الكره السياسي تجاه الولايات المتحدة ولكنه ظهر جليا في حملة الاعتقالات تجاه السود وتوقيفهم العشوائي خلال التظاهرات التي اجتاحت مناطق واسعة من البلاد الامريكية، ومنها مشهد شهير اجتاج مواقع التواصل الاجتماعي حتى ان النجم روبريت دي نيرو قد نشره، لشرطيين يوقفان مواطنا اسود البشرة دون سبب واضح في احد الحانات في تعنت كبير ليتضح بعد ذلك عضو في احد الاجهزة الامنية في الولايات المتحدة مما اجبرهما على تركه، و


- شهد شاهدا من أهلها

ذلك المشهد ليس الوحيد الذي يكشف تلك العنصرية بل اقرها احد الساسة الامريكيين في تصريحاته، وهو بيل دي بلاسيو عمدة نيويورك الذي قال عن جريمة قتل جورج فلويد: "هذا الإحباط المؤلم الغاضب يطرح بعمق في لحظات كهذه، إنه شئ يومي يحدث كل ساعة بالنسبة لسكان نيويورك السود، ولاتيني نيويورك".

- مرارة كأس المؤمرات

دائما ما كانت الولايات المتحدة المتهم الرئيسي في تأجيج الصراعات والثورات في العديد من البلدان في جميع أرجاء الكوكب، وكانت فكرة المؤامرة الكونية صنعتها ولكن يبدو ان السهم قد أصاب راميه تلك المرة، وظهر ذلك جليا في تصريحات عددا من الساسة الامريكيين حول ان الصين لها دورا كبيرا في تأجيج الوضع والتظاهرات ضد العنصرية في الولايات المتحدة، وقد اصبح اسم الصين اكثر مسمى لدولة يتداوله الرئيس الامريكي دونالد ترامب في الفترة الأخيرة ويراها كأنها الشر الأعظم في أغلب خطاباته


- ما خفي كان أعظم

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ تسلمه مقاليد الحكم في بلاده انكشفت على يده العديد من الفضائح والازمات مما يجعله الرئيس الأكثر جدلا في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، ويبدو أن ترامب قد وقع في مأزق قد يكشف الكثير من الأقنعة الزائفة عن وجهه هو الآخر بعد ان اعلنت مجموعة هاكر شهيرة عن نيتها فضحه وكشف ما وصفته بـ "الكثير من الغسبيل القذر" الموجود في ملفاته التي تملكها تلك المجموعة إذا لم يدفع لهم فدية مقدارها 42 مليون دولار، ومازالنا جميعا في إنتظار ما قد تكشفه الأيام القادمة