الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أبرزها سبب لهداية الإنس والجنّ ...10 فوائد في سماع القرآن الكريم

10 فوائد في سماع
10 فوائد في سماع القرآن الكريم

فوائد سماع القرآن الكريم .. القرآن الكريم هو كلام الله الذي أنزله سبحانه وتعالى ليخرج الناس من الظلمات إلى النور قال تعالى "كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلماتٍ إلى النور.. وسماع القرآن الكريم سبب لبكاء العين، وخشوع القلب: كما حصل عندما طلب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من عبد الله بن مسعود أن يقرأ عليه القرآن، فقال: (اقرَأْ عليَّ، قال: قلتُ: أَقرَأُ عليكَ وعليكَ أُنزِلَ؟ قال: إني أشتَهي أن أسمَعَه مِن غيري، قال: فقرَأتُ النساءَ حتى إذا بلَغتُ "فكيفَ إذا جِئنا مِن كلِّ أمةٍ بشهيدٍ وجِئنا بكَ على هؤلاءِ شهيدًا"، قال لي: كُفّ، أو أمسِكْ، فرأيتُ عينَيه تَذرِفانِ)، وقد يكون طلب الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أن يسمع القرآن الكريم؛ ليتدبّره ويتفهّمه؛ لأنّ المستمع لديه القدرة على تدبّر الآيات أكثر من القارئ.

 سماع تلاوة القرآن الكريم له أثر كبيرٌ في فهم معانيه، بالإضافة إلى أنّ الصالحين والسلف تعوّدوا على سماعه؛ لما في ذلك من فوائد عديدةٍ، منها أنه سبب لهداية الإنس والجنّ ووصف القرآن الكريم الذين يستمعون إلى القرآن بأنّهم أصحاب عقولٍ راشدةٍ سليمةٍ؛ ولذلك يتّبعون أحسن القول، وأحسن القول؛ هو كلام الله عزّ وجلّ، ثمّ كلام نبيّه عليه الصّلاة والسّلام، بالإضافة إلى أنّ الله تعالى وعدهم بالهداية لأفضل الأقوال والأعمال والأخلاق الظاهرة والباطنة، حيث قال تعالى:(فَبَشِّرْ عِبَادِ* الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ  أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ  وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ).

سماع القرآن الكريم أبلغ في التفهم والتدبر من قراءته بنفسه،  كما أنّ الخشوع و البكاء عند سماع كلام الله لم يكن محصورًا بالنبيّ -عليه الصّلاة والسّلام وحده، بل كان هدي الأنبياء جميعًا، حيث كانت تخشع قلوبهم وتتأثّر من ذكر الله، ثمّ تفيض أعينهم من الدمع، كما قال تعالى:(أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا) وسماع القرآن الكريم سببٌ لرحمة الله تعالى: حيث إنّ الله تعالى أوجب على نفسه الشريفة الرحمة لمستمع القرآن إذا حقّق شروط الاستماع والإنصات، فقد قال تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)، ويمكن القول أنّ رحمة الله التي تشمل المستمع للقرآن تكون في الدنيا والآخرة. سماع القرآن الكريم عبادةٌ: فكما أنّ القرآن الكريم متعبد بتلاوته، فسماعه أيضًا عبادةٌ لله تعالى.

أثر سماع القرآن الكريم عظيم في النفوس، ومن ذلك إصلاحها، وانشراحها، وشفاؤها من الأمراض المختلفة، ومن الأدلة على ذلك ما جاء في قول الله تبارك وتعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ وَلا يَزيدُ الظّالِمينَ إِلّا خَسارًا)، أنزل الله -تعالى- القرآن الكريم على نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم- ليكون نورًا للناس وضياءً، يُخرجهم من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان، فنزوله رحمة من الله لعباده، به يهتدون، وإليه يتحاكمون، وهو مرجعهم تلاوةً وعملًا، وقد حفظ الله -تعالى- القرآن الكريم من التبديل والتغيير، فلا مخلوق قادر على الزيادة فيه أو الإنقاص منه، وقد جعل الله -تعالى- لهذا القرآن العظيم الفضل الكبير في هداية نفوس البشر وسعادتهم.


ومن الأدلة التي جاءت في السنة النبوية على فضل سماع القرآن الكريم أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يُحبّ أن يسمع القرآن من غيره، مصداقًا لما جاء في الحديث الشريف في قول النبي -عليه الصلاة والسلام- فيما رواه عنه عمرو بن مرة الجهني أنّه قال: (اقْرَأْ عَلَيَّ قُلتُ: آقْرَأُ عَلَيْكَ وعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قالَ: فإنِّي أُحِبُّ أنْ أسْمعهُ مِن غيرِي فَقَرَأْتُ عليه سُورَةَ النِّسَاءِ، حتَّى بَلَغْتُ: {فَكيفَ إذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بشَهِيدٍ وجِئْنَا بكَ علَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} قالَ: أمْسِكْ فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ) وعليه يمكن إجمال أهم الآثار المترتّبة على سماع القرآن الكريم في زيادة الإيمان: حيث يؤدي إلى تقوية الإيمان في القلب وزيادته، وهذا مما لا شكّ فيه يُعدّ من أكثر الأمور أهميةً في حياة المسلم.

و ذكر الكثير ممن هدى الله -تعالى- قلوبهم للإيمان أن الاستماع للقرآن الكريم وتلاوته بتدبّرٍ وإمعانٍ كان السبب الأكبر في ذلك ولسماع القرآن الكريم أثرٌ كبيرٌ في هداية القلوب، وقد ورد في كتب التاريخ والسيرة الكثير من المواقف التي تدلّ على ذلك، فقد رُوي أن سبب هداية عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ودخوله في الإسلام اطّلاعه على سورة طه من صحيفةٍ وجدها عند أخته فاطمة بنت الخطاب رضي الله عنها، ورُوي أيضًا أن النجاشي وأساقفته لما سمعوا قراءة جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- لسورة مريم بكوا حتى اخضلّت لحاهم، ثم قال لهم النجاشي: "إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاةٍ واحدة"، وقيل إن سبب توبة الفيضل بن عياض -رحمه الله- كان سماعه لقول الله تعالى: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ)،ولم يقتصر أثر سماع القرآن الكريم على الإنس فحسب، بل إن الأثر شمل الجن أيضًا، مصداقًا لقول الله تعالى على لسان الجن لما سمعوا القرآن : (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا* يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا.

خصائص القرآن إن الله -تعالى- ميّز القرآن الكريم عن غيره من الكتب السماوية بالعديد من الخصائص، حيث تكفّل بحفظه من أن تزيد فيه الشياطين باطلًا، أو تنقص منه حقًا، مصداقًا لقوله تعالى: (إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ)،\ وأنزله بلغة العرب، وإن كان فيه بعض الأسماء الأعجمية: كإسرائيل، وجبرائيل، ونوح، ولوط، وجعله معجزةً خالدةً إلى قيام الساعة، حيث يرتقي القرآن الكريم في البلاغة إلى حدٍّ يفوق قدرات البشر،  ومن خصائص القرآن الكريم أن الله -تعالى- رتّب على قراءته وسماعه أجرًا عظيمًا، حيث رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ).
آداب قراءة القرآن الكريم.. ينبغي لقارئ القرآن أن يتحلّى بالعديد من الآداب، وتقسّم هذه الآداب إلى قسمين آداب مطلوبة في جميع الأحوال: وتتمثَّل هذه الآداب في أن يتوجّه القارئ في قراءته لله تعالى، ويداوم على ذكره، ويقابل نعم الله -تعالى- عليه بالشكر، ويتجنّب المحرّمات والمنهيات، ويتوكّل على الله -سبحانه- ويستعين به، راغبًا بما عنده، خائفًا من عذابه، وأن يتحلى بالرفق والتواضع، ويبتعد عن العجب والكبائر آداب مطلوبة حال التلاوة: ومنها أن يكون القارئ على طهارةٍ من الحدثين الأصغر والأكبر، ومن الجدير بالذكر أن قراءة القرآن للمُحدث حدثًا أصغر جائزةٌ بإجماع العلماء، ولكنه يكون حينها تاركًا للأفضل، ومن آداب التلاوة التّطيُّب ولبس الجميل من الثياب، واستعمال السواك، واختيار المكان المناسب للقراءة، واستقبال القبلة، والقراءة بتدبّرٍ وفهمٍ مع استحضار معاني الآيات.

ومن آداب تلاوة القرآن تجنّب اللهو واللغو والضحك أثناء التلاوة وميَّز الله -تعالى- القرآن الكريم بتسميته بعدّة أسماءٍ بخلاف الكتب السماوية الأُخرى، وهذا إن دل على شيءٍ فإنَّما يدل على شرف المُسمى وعلو مكانته، وقد أوصل بعض العلماء هذه الأسماء إلى أكثر من تسعين اسمًا؛ منها القرآن، والفرقان، والكتاب، والذكر، والوحي، والروح.

 ووصف الله للقرآن الكريم وصف الله -تعالى- القرآن الكريم بأنه كتاب هداية للبشرية أجمع، وهو أهمّ وصف وأكثره ورودًا في آيات القرآن الكريم، فهو هدىً للخير والأفضل والأقوم في كل شيءٍ، أما الذين لم ينتفعوا به ولم يهتدوا به فذلك لأنهم قدّموا غيرهِ عليه، وجعلوا اهتمامهم بكلام البشر أكثر من كلام رب البشر وخالقهم،  وقد وصف الله -تعالى- القرآن الكريم بعدة أوصاف أخرى منها  الحق. العلم. البرهان. الفرقان. الموعظة. الشفاء. النور. 
وحق القرآن الكريم على المسلم أن يؤمن بأنَّه كلام الله تعالى، وأن يُعظِّمه غاية التعظيم، ويتلوه بأحكامه وتجويده، فيقيم حروفه ويرتّله، وأن يفهمه ويتدارسه ويتدبّره حق التدبّر، فهو الذي أخرج أُمة الإسلام من الظلمة إلى النور، وينبغي على كل مسلمٍ أن يعيش حياته على نهجه وأحكامه، ويقدِّم كل ما يستطيع في سبيل خدمة القرآن الكريم والدعوة إلى الله من خلاله، فهي الأمانة التي حمَّلها الله -تعالى- للمسلمين عامة وللعرب على وجه الخصوص،كما إن على المسلم أن يحبّب أهله وأبناءه بالقرآن الكريم ويشجّعهم على حفظه؛ وحافظ القرآن حريٌّ به أنْ لا يقصر نفعه على نفسه، بل ينفع غيره بما أكرمه الله به، وهذا من تمام النعمة التي تفضّل بها الله على أهل القرآن وحفّاظه، فقد قيل: "إن العبد إذا وفّقه الله للآية فتأثّر بها، وأراد أن يذكّر بها غيره فوفّقه الله لتذكيره بها؛ فإن الله سيوفّقه لغيرها"