الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«تصميم» مجلس نقابة الصحفيين


يقولون لك إن مبنى نقابة الصحفيين جرى تصميمه بطريقة تتيح تهويته ذاتيا فقط، أي عبر أجهزة التكييف المركزي، ومن ثم يصبح انتشار عدوى كورونا سهلا حال دخول أي مصاب إليه، وبناء عليه؛ جرى اتخاذ قرار غلقه خلال الساعات الأخيرة لمدة تصل أسبوعين تقريبا.


القرار جرى "تصميمه" على عجل؛ بحيث يحرم أعضاء الجمعية العمومية من خدمات "الشهر العقاري-وزارة العدل"؛ "الأحوال المدنية-وزارة الداخلية"؛ "مصلحة البريد وخدمات الهاتف-وزارة الاتصالات"؛ و"حجز القطارات- وزارة النقل"، مع الاكتفاء بخدمة بيع السلع الغذائية فى ماركت "وطنية" بالطابق الأرضي؛ والكحول و"الكمامات" المثيرة للجدل.


"تصميم" المجلس على تنفيذ القرار بهذه الصيغة المعلنة من قبل السكرتير العام عبر "فيس بوك" الذي لا أمتلك حسابا به منذ سنوات، لم يراع سوى "تصميم" تشكيلة المجلس وآليات عمل أعضائه الذين يصعب الوصول إلي كثيرين منهم وقت المحن والأزمات ولا نعرف من بعضهم خلالها سوى "البيانات".


وعليه؛ ومع عودة هذه الخدمات التى تقدمها الجهات الحكومية الخمس لكافة المواطنين؛ المتوقفة بقرار نقابي رغم سهولة إتاحتها لنا داخل مبنى عبد الخالق ثروت، مطلوب منا والزملاء الوقوف وسط طوابير طويلة أمام مكاتب ومجمعات هذه الوزارات لنيل خدماتها؛ وربما الفيروس معها؛ ثم العودة إلى بيوتنا وأعمالنا ونقله إلى عائلاتنا وزملائنا، وربما إلى مقدمى الخدمات المختزلة داخل النقابة حاليا.


لم تعد آلية المواجهة حاضرة فى التعامل مع واقع تتجدد وتتطور أزماته بشكل لحظي، فلا تتعجب أن تغلق أبواب النقابة بوجهك لأسباب تتعلق بطبيعة "تصميم" المجلس قبل "تصميم" المبنى الذي يسهل تعديله أو التحايل عليه بتهوية تكتمها قرارات امتناع سلبية، ثم تعامل بعض متخذي القرار مع حقوقك بطريقة المنح والمنع، أبسطها تجاهل أزمات متجذرة تتعلق بضمانك الإجتماعي؛ وأدناها يتفق وحقك فى خدمات أتيح أغلبها عبر جهود فردية لأعضاء الجمعية العمومية ذاتهم وليس عن طريقة مجالس ذات "تصميم" عجيب.


القرار يذكرنا بمشاهد جمع مقاعد الاستقبال وتشوينها داخل المبنى؛ والإصلاح المزعوم طويل الأجل لمطعم النقابة المعطل، ولو أن مجلسا قضى نصفه؛ ونقيبا قضى فترته، فى إصلاح وإنفاق ما لم نشعر بجدواه، ليقول أهل رأي إن الرغبة الملحة كانت استبعاد تواجد أرباب السياسة داخل جدران النقابة.


قرار المجلس الأخير لا منطقية له ولا معقولية لقبوله كاملا، إذا ما أدركنا أن بعض القرارات تجرى الموافقة عليها بالتمرير مع تعذر اجتماع الأعضاء لمناقشة آلية تطبيقها بما يضمن تجاوز سلبية أية تداعيات لها، لكن يبدو أن الأزمة ذاتها تغيب معها أدوار المصممين على الغياب بإرادتهم؛ ولا سبيل لمواجهتهم ومناقشتهم.


أخيرا؛ ألمي يتزايد مع تكرار أنباء وفاة أو إصابة زملاء وذويهم بالفيروس اللعين، والتى كشف بعضها ضعف مواقف زملاء القانونية أمام جبروت إدارات مؤسساتهم وإهمالها فى متابعتهم، بخلاف تجاهل مجلس النقابة إيجاد حلول جذرية لمشكلات الضمان الاجتماعي للمئات والتى تكرر تفجيرها بوفاة الزميل الصحفى محمود رياض.


الوباء يحاصرنا جميعا؛ وبات قريبا جدا منا، أسأل الله أن يكتب النجاة للجميع؛ وأكرر دعائي لهم وزميلي الأستاذ حسين الزناتى "دينامو" نقابة الصحفيين الذي تلقيت خبر إصابته بصدمة المحبين، كما أتمنى الشفاء له وكل الزملاء وذويهم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط