الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ياسر عبيدو يكتب: عراق الكاظمي هل يتجه عربيا؟

صدى البلد

قرأ ساسة ومحللون دخول قائد فيلق القدس الإيراني اسماعيل قاني، إلى العاصمة العراقية بغداد على رأس وفد يمثل بلاده بتأشيرة دخول بأنه يشي بشكل جديد للعلاقة بين الجارتين اللدودتين.

 
وأصر رئيس الوزراء العراقي مصطفى كاظمي ، أن يكون دخول جميع الشخصيات السياسية والعسكرية من  الدول الاخرى بما فيها إيران  على شكل وفود رسمية "بعيدا  عن الابواب الخلفية والمشبوهة ".


ويرصد المتعمقون في علاقة طهران ببغداد بعد انتهاء حكم الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين انه منذ تسلم مصطفى الكاظمي رئاسة الحكومة العراقية في شهر أيار الماضي بدأ خطاب بغداد يحمل تضادا مع إيران "وخشونة سياسية يلحظها الاريب".

  
ولم يستطع  هؤلاء تأكيد ما اذا كان هذا التضاد يرسم تغيرا جديدا للسياسة العراقية الرسمية في فرض السيادة المنتهكة من إيران، أم انها مجرد لغة هدفها إخماد نيران الغضب الشعبية  في العراق والعربية ايضا ضد الوجود الإيراني.الذى ينتقص من سيادة الدولة أو يفخخها بالشكوك .


ولكنهم عموما أكدوا أن رئيس الوزراء العراقي الجديد اتخذ قرارات ضد التدخل الإيراني في الساحة العراقية وأولها ملاحقة عناصر في ميليشيات مسلحة مدعومة من إيران قتلت متظاهرين عراقيين خلال الاشهر الماضية لقمع هذه الاحتجاجات. 


والمعروف ان احتجاجات الشارع العراقي أثرت كثيرا على تشكيل الحكومة الجديدة بدفع مصطفى الكاظمي من واجهة أمنية بحكم إدارته المخابرات العراقية إلى الواجهة السياسية برئاسة حكومة بلاده. 


ووفق ما يترشح من معلومات عن هذا الرجل الذي عاش في المنفى نتيجة معارضته لنظام حزب البعث انه كان في الواجهة الأمنية خلال اندلاع الاحتجاجات في العراق ضد إيران. 


ولكن الذي لم يحسم موقف المراقبين والمحللين من رجل العراق الجديد عدم معرفتهم فيما اذا كان الكاظمي ضد هذه الاحتجاجات قبل تكليفه بتشكيل الحكومة أم متوافق معها. 


ويرى هؤلاء ان الحكم على الرجل في إعادة العراق إلى حضنه العربي من عدمه ما زال مبكرا، لأن ما اتخذ من مواقف لا يزال في اطاره الاعلامي ولم يرتق حتى اللحظة إلى مستوى التنفيذ. 


وتغليب كفة انجذاب العراق مجددا إلى حاضنته العربية يظهر في حال قرر رئيس وزراء العراق الجديد فتح خاصرته الشرقية على الأردن تجاريا واقتصاديا وسياسيا. 


وأكدوا انه في حال قرر العراق ذلك، يمكن القول ان العراق يعود للتنفس من رئته العربية بعد غياب استمر لأكثر من 7 سنوات وأعتقد ان التحدى الحقيقى أمام الكاظمى هو تعظيم استخدام خراج الارض العراقية المعروفة بأنها الاكثر خصوبة فى الوطن العربى كله والعجيب أن ايران تقدم له المنتجات الزراعية المستوردة منها او من حولها بأقل من تكلفتها الحقيقية حتى لا يحقق المارد العراقى الاكتفاء الذاتى من انتاج طعامه ويصبح ألعوبة فى ايدى المهربين وتجار السلاح والممنوعات التى يدسونها ضمن المنتجات الزراعية المستوردة .


وهالنى وأحزننى ان تقطع السيارة ما يزيد على 83 كم بين النجف وكربلاء وتبعد كربلاء عن, بغداد 103 كم كنت أضرب كفا بكف فكل هذه المسافة طينية فى منتهى الخصوبة تقف على حافتها اعواد النخل المحترقة وغير الملقحة وداخلها على مرمى البصر عشرات الكيلو مترات تركت للحشائش التى استغلت عدم زراعتها واستغلالها وخصوبتها الخيالية فنبتت ادغالا موحشة عالية غير مزروعة ولا مستغلة ورحت اتساءل كل هذا الهجر اما بسبب تأثير الحرب العراقية الايرانية التى حرقت رءوس النخلات او زراعة الالغام وبقايا المتفجرات من مخلفات الحروب التى عطلت اكبر سلة للخضروات والفواكه عن عمد تكاتف العملاء وتجار الاستيراد وراغبى اغراق البلد المحزون فى الديون وطوابير من المرتزقة اشترتهم وحولتهم امريكا وبريطانيا الى عملاء وخونة ومهربين ومدمنين ليسهل استعمار العراق الأبى والسطو على مقدراته .


لا أدرى ما الذى أطلق يد الشيطان ليجمع حثالات الخونة والمرتزقة لينهبوا خيرات العراق متكئين على العنصرية وبعث الفتن الطائفية والعرقية التى لم يكونوا يسمعون عنها او يدققون فى هوياتهم واعتناقهم أى مذهب او ديانة. هل يستطيع الكاظمى الشيعى ان يقتحم كل هذه المشكلات المتفجرة ليحصد ذهب ابناء الرشيد، لينتفع به اصحابه من الشعب واعادة تهيئتهم ليتركوا الجدل والتخوين والانجرار فى نفق العمالة والخيانة حتى دون ان يدروا ليقف العملاق الصريع ويلعق جراحه ويعود درع العرب والاسلام وسيفه ؟ أم يدخل الدوامة التى فرضت على سابقيه ويبتعد عن لم الشمل الوطنى الذى هو البداية الوحيدة الصحيحة وسط طوفان الاغلاط الذى أغرق العراق ويمنعها ان تستفيق.