الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عالم أزهري: حديث "لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ" ضعيف ولم يخرجه البخاري ولا مسلم

عالم أزهري: حديث
عالم أزهري: حديث "لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ" ضعيف

واصلت المنظمة العالمية لخريجى الأزهر محاضراتها بدورتها التدريبية لأئمة ووعاظ اندونيسيا بمقرها الرئيسي بالقاهرة، عبر تقنية "فيديو كونفرانس"، لمشايخ وعلماء الأزهر، تماشيا مع الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا كوفيد 19.

وألقى الدكتور أيمن الحجار أحد علماء الأزهر الشريف، محاضرة تحت عنوان "انحراف الفهم عند الجماعات المتشددة من خلال حديث جئتكم بالذبح" ، موضحًا أن أصحاب التيارات الإرهابية المتشددة  قد تبنت العنف منهجًا وأسلوبًا لتبرير قتل الأبرياء، فقد استندت إلى بعض النصوص الشرعية وفهمها فهمًا خاطئا واجتزاؤها من سياقها، لتبرر أفعالها الإجرامية من قطع الرقاب واستباحة الدماء،  كما أظهروا  أن النبي صلى الله عليه وسلم  نشر رسالته بالقتل وسفك الدماء،  مما أساءوا لسمعة الإسلام إساءة بالغة ،  فلا يجوز أن  ينطلى  ذلك  على العقلاء من المسلمين وغير المسلمين، وهنا يكمن دور العلماء فى توضيح الحقائق والتعامل مع تلك الأكاذيب  من منطلقين : أولا السياق الذى جاءت به أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ونوع المخاطبين بها، وثانيًا الحادثة التى تفسر وتبين المقصود منها.

وفند الدكتور الحجار الشبهات المثارة من قبل  هذه التيارات المتطرفة ، وبيان معناها الصحيح حسب الأصول العامة لدين الإسلام والتى جاءت لحفظ الدين وبناء الإسلام وحب الأوطان، وأضاف أن هذا الحديث الوارد بلفظ (تَسْمَعُونَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ) لم يخرجه البخاري ولا مسلم بهذا اللفظ، فسند الحديث ضعيف ليس بالقوي، ولا يصلح للاستدلال به منفصلًا في قضية خطيرة كهذه ، وحتى بفرضية صحة الحديث يجب أن تفهم كلمة الذبح أنها تأتى  على سبيل التهديد والتخويف مجازا.

وأشار الحجار إلى مواقف النبي العديدة من ترسيخ مبادئ الرحمة والتسامح والعفو وحقن الدماء  كما فعل فى صلح الحديبية، وفتح مكة، وهذا ما تؤسس له الشريعة الإسلامية على العكس ما تنتهجه تلك الجماعات المتطرفة من قتل وذبح وتمثيل ما تدل على نفوسهم المريضة وقلوبهم القاسية المتشبعة بالغلو والعدوان لتحقيق مآرب ومقاصد لصالحهم فقط. 

ووجه د. الحجار نصيحته للمتدربين بأن يبلغوا رسالة الأزهر الوسطية وقيم الإسلام الصحيحة المتمثلة فى التعايش السلمى والرحمة والوسطية بعيدًا عن الغلو والتطرف ، وأن يحصنوا عقول الشباب من أفكار ومفاهيم  تلك الجماعات الإرهابية وما يتعرضون له على مواقع التواصل الاجتماعى وغيره، فهى مخالفة للشرع الحنيف وقواعد العلماء فى الاستنباط ، ومخالفة للدلائل الواردة والمواقف الخالدة لمسيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.