الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كورونا هدية من السماء أم لعنة على رأس آبي أحمد.. شبح التمرد والانفصال يحوم مجددا في سماء إثيوبيا.. إقليم تيجراي يتحدى قرار البرلمان ويعلن إجراء الانتخابات.. وأحزاب المعارضة تنتفض

رئيس وزراء إثيوبيا
رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد

- البرلمان الاتحادي الإثيوبي يعلن تأجيل الانتخابات بحجة مكافحة فيروس كورونا
- حليف آبي أحمد السابق يتهم الأخير باستغلال الأزمة للبقاء في السلطة
- أحزاب المعارضة في مسقط رأس آبي أحمد ترفض قرار تأجيل الانتخابات
- تكتلات الائتلاف الحاكم تتبادل الاتهامات بالمسئولية عن الفشل في إدارة ملفات كبرى


لم تكد أزمة فيروس كورونا تغطي على أزمة أخرى عميقة وممتدة تهدد تماسك الدولة في إثيوبيا، حتى عاد شبح التمزق الأهلي والانفصال يحوم من جديد في سماء البلاد، وبسبب فيروس كورونا أيضًا.

وأعلن مجلس إقليم تيجراي، أحد الأقاليم التسعة المكونة للاتحاد الفيدرالي الإثيوبي، عزمه إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها المقرر سلفًا في أغسطس المقبل، في تحد لقرار برلمان إثيوبيا الاتحادي بتأجيل الانتخابات لفترة تتراوح بين 9 - 12 شهرًا لإتاحة الفرصة للحكومة برئاسة رئيس الوزراء آبي أحمد لمكافحة فيروس كورونا.

ونقلت قناة "أفريكا نيوز" عن العضو التنفيذي بحزب جبهة تحرير شعب تيجراي الحاكم لإقليم تيجراي إعلانه المضي قدمًا في التجهيز لإجراء الانتخابات في موعدها أغسطس المقبل دون التقيد بقرار التأجيل الصادر من البرلمان.

وأعلن مجلس إقليم تيجراي أيضًا مد إجراءات الطوارئ المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا لمدة شهرين ونصف، بالرغم من وجود إجراءات مماثلة مفروضة على مستوى البلاد لمدة 5 أشهر منذ 10 أبريل الماضي.

وكررت قيادات من جبهة تحرير شعب تيجراي مؤخرًا إعلان العزم عن إجراء الانتخابات في موعدها، في خطوة يتكهن مراقبون بأنها تنبئ بصدام في طريقه إلى التصاعد بين حكومة الإقليم الحكومة الاتحادية برئاسة آبي أحمد.

وكانت أحزاب معارضة في كل من إقليم أوروميا - الذي ينتمي إليه آبي أحمد - والإقليم الصومالي قد شنت هجومًا حادًا على قرار البرلمان الاتحادي تمديد دورته ودورة برلمانات الأقاليم بحجة مكافحة فيروس كورونا، بما يتيح لحكومة آبي أحمد البقاء في السلطة لوقت أطول.

وتسبب ذلك التأجيل في استقالة خيرية إبراهيم، السياسية البارزة المعارضة في حزب جبهة تحرير شعب تيجراي، من منصب رئيسة المجلس الأعلى في البرلمان.

واتهم السياسي الإثيوبي المعارض جوهر محمد حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد باستغلال أزمة فيروس كورونا في إثيوبيا للبقاء فترة أطول في السلطة، في معرض تعليقه على قرار المجلس الفيدرالي، الغرفة العليا للبرلمان الإثيوبي، تمديد دورة البرلمان الاتحادي وبرلمانات الأقاليم إلى حين انتهاء أزمة فيروس كورونا.

وبحسب قناة "أفريكا نيوز"، قال جوهر محمد، الحليف السابق لآبي أحمد، "لم نُفاجأ بهذا الإعلان لأننا نعرف منذ البداية إلى أين يمضون"، وشن هجومًا حادًا على سياسيين وخبراء أعضاء بلجنة للاستشارات الدستورية تستخدمها الحكومة لإضفاء صبغة شرعية على قراراتها، بعد موافقتهم على تمديد ولاية البرلمان.

وأكد جوهر محمد أن الائتلاف الحاكم بزعامة آبي أحمد، والمسيطر على أغلبية مقاعد البرلمان، كان ليُمنى بهزيمة مؤكدة لو أجريت الانتخابات البرلمانية في موعدها الذي كان مقررًا أغسطس المقبل قبل قرار تأجيلها، وأضاف "فيروس كورونا لم يكن سوى هدية من السماء جاءت في الوقت المناسب بالضبط" بالنسبة لرئيس الوزراء وحكومته.

ومع ذلك، تساءل جوهر محمد "هل ستساعد هذه الهدية من السماء نظام آبي أحمد على البقاء في السلطة كما يتمنى؟"، ليجيب "أعتقد أن الإجابة هي لا، بل ستأتي بنتيجة عكسية تمامًا، ونأمل أن يكون ذلك درسًا وعبرة للخبراء الذين أيدوا النظام".

وبحسب مجلة "ذي ناشونال إنترست" الأمريكية، فقد خفتت الحماسة التي قوبلت بها وعود آبي أحمد الإصلاحية الكبرى، بدءًا من الإفراج عن المعتقلين السياسيين وحتى فتح المجال للإعلام الحر، أما الوعود نفسها فقد باتت ذكريات بعيدة لا أكثر.

وأضافت المجلة أن إدارة آبي أحمد فشلت في معالجة أسباب المشاحنات السياسية بين الأطياف المكونة للحكومة الاتحادية، فضلًا عن نزع فتيل الصراعات الإثنية، وهذان العاملان بالذات يضعان إثيوبيا على طريق الخراب، إذ فشلت الحكومة في حصد قبول قطاع معتبر من المجتمع والقبائل الإثيوبية لاعتبارها السلطة العليا في البلاد، ما فتح المجال لفاعلين قبليين لحمل السلاح في مواجهة الدولة.

وما زاد الطين بلة أن الجبهة الثورية الديمقراطية الشعبية، وهي الائتلاف الحاكم في إثيوبيا، منقسمة على نفسها، وخلال الأشهر الأخيرة شرعت الأحزاب المكونة للجبهة في تبادل الاتهامات بالمسئولية عن عجز الحكومة وإخفاقها في إدارة ملفات كبرى.