الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد الشناوي يكتب: الأمن القومي المصري (تحديات ومتغيرات)

صدى البلد

لماذا اتجهت البوصلة التركية غربا باتجاه ليبيا بعد أن كانت مسلطة شرقا نحو سوريا؟ وما مطامع ومطامح أنقرة في ليبيا؟ وما آثار ذلك على منطقة المغرب العربي؟   
لماذا تريد أنقرة الانضمام إلى الحرب في ليبيا؟
١)تستهلك تركيا كميات هائلة من الطاقة سنويا، وليس لديها موارد كافية، وتستورد ما قيمته 50 مليار  دولار في العام الواحد. 
ورغم عمليات التنقيب التي تقوم بها أنقرة، إلا أن المناطق البحرية التابعة لها لا يوجد بها آبار غاز أو نفط. 
وهو ما دفعها في وقت سابق من هذا العام خلال شهر يوليو الماضي إلى إرسال سفن للتنقيب عن الغاز قبالة سواحل قبرص، وهو ما اعتبرته نيقوسيا استفزازا وتحركا غير قانوني قوبل بالرفض والتصعيد.
٢)تعد منطقة شرق المتوسط مطمعا كبيرا لأنقرة لما تحتويه من مخزون هائل من الغاز الطبيعي يقدر بأكثر من 100 تريليون متر مكعب.
وهي بذلك تريد إذا أن يكون لها نصيب وفير من تلك الثروات!
٣)ترغب أنقرة أيضا من خلال انخراطها سياسيا وعسكريا في ليبيا في أن تكون قريبة من مصر عن طريق التواجد على حدودها الغربية وهذا بدوره تهديدا كبيرا للدولة المصرية من راعية الإرهاب الأولى في العالم(تركيا) إلى جانب شقيقتها(قطر)!
٤)محاولة الأغا العثماني الموتور تعويض فشله في سياسته الداخلية والتي تلقى غضب جموع المفكرين وأصحاب الرأي وخارجيا في رفض انضمامه عضوا في الاتحاد الأوروبي
٥)محاولة البلطجة وفرض الهيمنة في حلمه بعودة الولاية العثمانية إلى الوجود مرة أخرى! 


وإذا كان هذا هو الحال والشأن فوجب علينا أن نعلم أن لمصر بوابتين واحدة شرقية وهي (سيناء)وأخرى غربية وهي ليبيا.
فهما لمصر جناحي طائر ولطالما حاول المتآمرون كسرهما معا من أجل الإيقاع بمصر فريسة التقسيم في أجندة الخريف العربي الأغبر الذي لم يجر على المنطقة غير ويلات الحروب والتخريب.

وبذلك نرى أنه لم يعد خافيا على القاصي و الداني الدور الذي تلعبه أنقرة في البلاد و حقيقة مطامعها في حصة من الكعكة الليبية عن طريق التحالفات التي تعقدها في الداخل الليبي بحيث تسهر و ترعى مصالحها.

لا سيما وان مطالبة تنظيم الإخوان قبل ذلك بتدخل تركي، يعتبر اعترافًا صريحًا من قبل الجماعة بأن تركيا هي الملاذ الأخير للجماعة وهي السبب في المشكلات التي تعاني منها الدولة الليبية وكافة دول المنطقة.

ومن هنا تحركت القيادة السياسية بمعلوماتها المسبقة بسرعة فائقة لمواجهة هذه التحديات وفق متغيرات إقليمية ودولية.
فمصر لا تنتظر الاعتداءات، وإنما تواجه التهديدات المحتملة، وتقف بالمرصاد لكل من يحاول العبث بأمنها القومي، وأن أحلام الواهمين لا شك منتهية و إلى زوال حتمي وأن ثروات ليبيا فقط لليبيين.

ولعلي هنا أقرر:
 أن أمن مصر القومي لا يرتبط بحدودها الجغرافية القريبة، وإنما أبعد من ذلك بكثير، ففي أقصى شمال شرق الأناضول، وما يجرى في سوريا والعراق وليبيا وتونس والسودان وإثيوبيا حتى منابع النيل، وما يجري في قبرص واليونان أمن قومي مصري.

وإزاء تلك التحديات الكبيرة رأينا كيف أن الدولة المصرية كانت ولا تزال تتحرك بخطى متسارعة لبناء وتنظيم منظوماتها التسليحية وقدراتها القتالية على كل المحاور الإستراتيجية بما يتسق مع التطور التكنولوجى للقرن الواحد والعشرين و بما يمكنها من مواجهة التحديات الإقليمية والمتغيرات الدولية وانعكاساتها على أمنها القومي داخليًا بما في ذلك تأمين الأهداف الحيوية والمشروعات التنموية العملاقة من التهديدات بصورها المختلفة من جانب، وحماية مصالحها الإستراتيجية وتحقيق الردع بمحيطيها الإقليمى والدولى من جانب آخر.

فمصر حين أراد لها الغير الشر سحبت الجميع إلى مرادها الأخير .