الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة معلقا على ما حدث في دار عبلة الكحلاوي: إنا لله وإنا إليه راجعون.. يجيب عن هل يجوز التبرع بالأعضاء بعد الوفاة؟.. كيف يكون مكر الله ومعناه؟.. وتوحيد الله وبر الوالدين الأساس الأول لرضاه تعالى

على جمعة، مفتي الجمهورية
على جمعة، مفتي الجمهورية السابق

على جمعة :
- معلقًا على ما حدث في دار عبلة الكحلاوي: إنا لله وإنا إليه راجعون
- توحيد الله وبر الوالدين الأساس الأول لرضاه تعالى
- يوضح كيف يكون مكر الله وما معناه
-  المعصية لا تمنع من العطاء
- هل يجوز التبرع بالأعضاء بعد الوفاة 

فى البداية.. علق الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، على ما حدث في دار الباقيات الصالحات للدكتورة عبلة الكحلاوي، العميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر قائلًا: «الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ». 

وأضاف « جمعة» خلال مداخلة عبر سكايب لبرنامج « من مصر» المذاع على فضائية «cbc»  أن هذا الوضع من المصائب الإنسانية والدينية والاجتماعية والأخلاقية، ويأثم صاحبه.

ونبه عضو هيئة كبار العلماء أنه يجب ألا يقبلها المجتمع ولا الناس، وأن يشرع بايذائها عقوبة تعزير، لأننا وصلنا لحال من الأنانية وعدم الإنسانية، فيجب أن يواجه بقوة خاصة أن هذه الدار بنيت للتخفيف عن المسلمين من ناحية اعترافًا بجميلهم وعن أبنائهم حتى يتفرغوا لشؤون حياتهم.

وتابع المفتي السابق: نحن في ظرف استثاني ينبغي علينا أن نتصرف بخلاف ما حدث، خصوصًا أن الآباء والأمهات في دار المسنين الذين تم استدعاء أبنائهم ليسوا من المرضى ولكن يتم نقلهم لحمايتهم؛ لأنهم كبار السن ومناعتهم ضعيفة، فنقلهم كان للحماية والوقاية فقط؛ لذا كان أول تعليق يقال على هذا: "إنا لله وإنا إليه راجعون".

وقال إن الله - تعالى- أمرنا ببر الوالدين، وجعله مكافئا لتوحيده- عز وجل-، حتي لمن يدعو إلى الشرك به.

واستشهد بقوله - تعالى-: « وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ »، ( سورة لقمان:  الآية 15). 

ونبه أن توحيد الله وبر الوالدين الأساس الأول لرضا الله - تعالى-، فإذا الإنسان لم يبر والديه فلا يعرف ما يفعله الله به، ولا يعلم ما الذي سيقع فيه وهو غافل بهذه الدنيا ومقتضياتها وترتيب معاشها.

وأشار الى أن الإنسان لا يعلم ما في نفس الله، مستشهدًا بقوله - تعالى- على لسان سيدنا عيسى - عليه السلام-: « .. إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ»، ( سورة المائد: الآية 116). 

وأضاف أن الإنسان لا يعلم ما الذي يرضى الله الرضا التام، وما الذي يغضبه الغضب التام؛ فيجتهد ومن علامات ذلك إتباع أوامره- سبحانه-.

وضرب مثالًا لتوضيح المعنى قائلًا: " الله  -تعالى- إذا كان أمرنا ببر الوالدين، وجعله مكافئا لتوحيده- عز وجل-، حتي لمن يدعو إلى الشرك به، فإذا الإنسان لم يبر والديه؛ فلا يعرف ما يفعله الله به، ولا يعلم ما الذي سيقع فيه وهو غافل بهذه الدنيا ومقتضياتها وترتيب معاشها". 

وأوضح أنه هنا لا يعلم العاق لوالديه ما الذي سيقع فيه وهو غافل بهذه الدنيا و مقتضيات وبترتيب معاشها، وفجأة يفعل الله به ما يكون انتقاما منه لهذه الجريمة النكراء والمصيبة الشديدة.

كما إن المعصية لا تمنع العطاء، فقد تكون سببًا في توبة العاصي وتعففه بألا يمد يده احتياجًا. 

وأضاف أنه يجوز إعطائه لأنني بذلك أمنع عنه الحجة أن يسرق.

ونصح بأن نأمره بالمعروف وترك السرقة بالتوبة من هذا الإثم، منبهًا: " المنع قد يترتب عليه نتيجة اسوأ من العطاء؛ لذا يستحب أعطاءه". 

وفى النهاية أجاب عن سؤال مضمونة "هل يجوز التبرع بالأعضاء بعد الوفاة؟"

وقال «جمعة» إن مسألة التبرع بالأعضاء غاية في التعقيد، ولها حالات كثيرة، وهي متعلقة بأمور طبية تحدد هل هذا العضو قابل للنقل أم لا إلى غير ذلك من التفاصيل».

وأضاف أن هذه المسألة تنظهما قوانين الدول، وتابع: "هناك 18 دولة إسلامية لديها قوانين تضبط هذه المسألة؛ لئلا يتحول جسد الإنسان لقطع غيار تباع وتشترى".