الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبراء لـ أ ش أ: إعادة المصريين المحتجزين بليبيا يؤكد امتلاك مصر لكل الأساليب لحماية أمن ومصالح مواطنيها

المصريين العائدين
المصريين العائدين من ليبيا

أجمع خبراء عسكريون وأمنيون ودبلوماسيون سابقون على ان عودة 23 مصريًا بعد تحريرهم  من أيادى احدى الميليشيات الارهابية في مدينة ترهونة الليبية مساء الاربعاء و القبض على محتجزيهم  يؤكد الاولوية الكبيرة التي توليها الدولة المصرية لابنائها في الخارج وقوة العلاقات بين مصر وليبيا. 

ولفت الخبراء والدبلوماسيون - في تصريحات خاصة لوكالة انباء الشرق الاوسط الخميس-  الى تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي لاجهزة الدولة المعنية بسرعة انهاء الامر وإعادة العمال المصريين سالمين الى الوطن ، مؤكدين ان مصر تمتلك كل الوسائل لحماية امن ومصالح مواطنيها بالداخل والخارج.  

و أكد اللواء أركان حرب نصر سالم، استاذ العلوم الاستراتيجية ان اعادة المصريين من ليبيا برهن انا لدينا قيادة سياسية تعلم تماما مسئوليتها تجاه أبناء شعبها بكل دول العالم.  

وقال الخبير الاستراتيجي  إن مسئولية مصر ان تحمي ابناءها بكل مكان على الارض وهذا هو  ايضا الامن القومي المصري، "و مصر دولة تصون ولا تبدد، تحمي ولا تهدد"، منوها بان مصر كانت في طليعة الدول الي تحركت لإعادة  مواطنيها  في ظل جائحة كورونا .
 
ولفت الى ان مصر يقودها رئيس يفي بوعوده، مذكرا في هذا الصدد بحادثة قتل مصريين في ليبيا على ايدي ارهابيين عام ٢٠١٥ وما قام به الرئيس آنذاك و اثبت انه وقت الفعل وليس الكلام  ولم يأخذ عزاء هؤلاء قبل ان يثأر لهم الطيران المصري، كما ردت مصر بقوة  على العمليات الارهابية التي خططت من ليبيا  و كان الرد القاسي على الارهابيين أسرع مما تخيلوا، "و هذا ما تعود عليه العالم من مصر".

واعتبر استاذ العلوم الاستراتيحية ان اعادة العمال  المصريين من ليبيا يبعث برسالة لكل مصري في أي مكان بالعالم وهي "ان يطمئن لان بلده  لن تتركه و أمنه هو أمن مصر".  

ومن ناحيته، قال لواء دكتور محمد زكي الألفي المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، ان عودة العمال المصريين من ليبيا برهن ان مصر قادرة على استعادة وتأمين وحماية  ابناءها في كافة الدول والامكان وبالطرق السياسية والدبلوماسية، موضحا انه وإذا استدعى الامر فتتدخل قوى صلبة  عند اللزوم ، مذكرا ايضا في هذا الاتجاه بالاعتداء الذي تم بطريقة غير إنسانية ضد اخواننا المصريين المسيحيين في ليبيا منذ سنوات والضربة الجوية التي وجهت مباشرة  آنذاك لمرتكبي هذا الاعتداء . 

وثمن الجهود الكبيرة والمستمرة  التي تقوم بها اجهزة الدولة ووزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج ، لإعادة  ابناء مصر الى ارض الوطن وخاصة العالقين في جميع الدول العربية والأجنبية .

وذكر الخبير العسكري باهمية ليبيا كدولة عربية وخاصة في الشمال الافريقي و بانها تمثل العمق الاستراتيجي العربي لمصر وان اي اعتداء على ليبيا او اي تواجد لقوات اجنبية في هذا الاتجاه يؤثر على الامن القومي المصري والمصالح المصرية سواء كان داخل ليبيا او في المياه الإقليمية حيث الثروة البترولية المصرية.    

ومن جانبه، أكد لواء  طيار دكتور هشام الحلبي المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية أن إعادة المصريين من ليبيا إلى أرض الوطن قد رفع معنويات الشعب المصري، وساد شعور اطمئنان داخل البلاد بأن هناك دولة قوية، قائلا: "وهو أسمى ملامح الامن الإنساني شعور  المواطن بان وراءه دولة بتحميه".

واضاف ان القيادة السياسية ومنذ ولاية الرئيس عبد الفتاح السيسي تولى اهتماما كبيرا للمصريين بالخارج وتعتبرهم جزء لا يتجزء عن الشعب المصري، موضحا ان ذلك لم يكن موجودا بهذا الشكل من قبل. 
 
واشار الى ان  القيادة السياسية و اجهزة الدولة بكل امكانياتها  تتبع  نهجا: ان المصريين في العالم اجمع هم مسئولية الدولة المصرية اي ان كانت مشاكلهم او الازمات التي يمرون بها، مذكرا ان ذلك قد شاهدناه من قبل اثناء  ازمة الصيادين في اليمن و كذلك خلال مِحنة وباء كوزونا وإعادة المصريين العالقين بأعداد كبيرة من  دول متعددة، وأخيرا الأولية القصوى لمشكلة المصريين بليبيا  وتعرضهم لبعض الاهانات هناك. 

ومن جهته، اعتبر نائب وزير الخارجية الأسبق السفير علي الحفني ان التحرك السريع لاجهزة الدولة المعنية بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي لإعادة المختطفين من ليبيا يدل على وجود إدارة قوية بالبلاد لديها من الأدوات الكثير ويمكنها ان توظفها وتحقق نتائج فعالة وسريعة على الارض.

واضاف ان مصلحة وكرامة المواطن المصري حيث كان اصبحت اليوم على قائمة اولويات و اهتمامات الدولة وقد برهن على ذلك مرة تلو الاخرى وتجلى كذلك في اعادة عشرات الالف من العالقين رغم توقف حركة الطيران.

واشار  السفير على الحفني الى ان وزارات الدفاع والداخلية والخارجية والهجرة يقومون بدورهم، بتكليف من القيادة السياسية، كما ينبغي ويحققون نتائج سريعة ومرضية. 

وبدور، اعتبر السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق ان تحرير العمال المصريين و إعادتهم  من ليبيا بهذه السرعة كان شيئا متوقعا ويؤكد ان مصر لديها القدرة على التحدث مع كل الاطياف داخل ليبيا وانها على اتصال بكل الاطراف.  

وذكر الدبلوماسي المخضرم ان ليبيا، التي لديها حدود تبلغ  نحو ١٢٠٠ كم  مع مصر،  هي خط احمر لنا، فهي اكبر دولة حدودية لمصر ولن يكون هناك اي تهاون على الإطلاق من قبل مصر لاي تهديد لأمننا ، لافتا كذلك الى وجود حوالي ٢ مليون مصري يمثلون الجالية المصرية بليبيا وعلينا ان نحميهم.

ونوه بالعلاقات التاريخية و الوطيدة بين مصر وليبيا وبأنها دولة عربية عضو بجامعة الدول العربية وتربطنا معها العديد من الاتفاقات من بينهم اتفاقات دفاع مشترك بين البلدين.
  
واعرب عن امله في ان تنجح مصر في التقريب بين كل وجهات النظر الليبية  والعبور بليبيا من أزمتها الحالية وان تتحقق بها الوحدة الوطنية ويبتعد عنها  الاٍرهاب والتدخلات الخارجية. 

ومن جانبه،  قال السفير صلاح حليمة نائب رئيس المجلس المصرى للشئون الإفريقية ومساعد وزير الخارجية الأسبق، إن إعادة العمال المصريين سالمين بهذه السرعة من ليبيا يؤكد   اهتمام مصر واجهزة الدولة ومؤسساتها برعاية مواطنيها في الخارج.

وثمن دور اجهزة الدولة ومؤسساتها لقيامها بهذا العمل الذي يستحق الشكر والتقدير و كذلك لرعايتهم لمصالح ابناء مصر في الخارج خاصة في مثل هذه الظروف التى تواجدوا فيها وما تعرضوا له من مواقف واساليب لا تمت للانسانية بصلة.

 واعتبر ان السرعة في إنجاز هذه المهمة تدل على مدى حرص القيادة السياسية  على  امن وسلامة مواطنيها بالخارج، منوها  بان المصريين العائدين قد أكدوا بأنفسهم مدى اهتمام ورعاية الدولة لهم وصيانة كرامتهم  ومواجهة اي مصاعب قد يتعرضون لها.