الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد تبخر وعوده للإثيوبيين .. آبي أحمد يستخدم سد النهضة لصرف الأنظار عن أزمته الداخلية

صدى البلد

صرح وزير الخارجية الإثيوبي في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس، اليوم الجمعة، بأن بلاده ماضية مع ملء سد النهضة، سواء تم التوصل إلى اتفاق مع دولتي المصب، مصر والسودان، أو من دونه.


وتعبر تصريحات وزير الخارجية عن موقف رئيس الوزراء، آبي أحمد، الذي بات يغامر بمصالح الشعب الإثيوبي، في تحد واضح للقوانين والأعراف والمواثيق الدولية التي تنظم عملية الاستفادة من الأنهار العابرة للحدود، وتملص من المسؤولية أمام الدول ومنظمات المجتمع الدولي، وهو ما يثير التساؤل حول إصرار آبي أحمد على التعنت في ملف سد النهضة.


يمكن الحصول على إجابة لهذا السؤال المثير من خلال نظره بسيطة على مستقبل آبي أحمد في السلطة، خاصة وأنه وعد الإثيوبيين بالكثير عند توليه منصب رئيس الحكومة، لكن هذه الوعود تبخرت في ظل انتهاكات حقوق الانسان التي مارسها ضد الشعب، واستمرار التفرقة بين مكونات الشعب الإثيوبي على أساس عرقي، وتعرضه لمحاولة اغتيال وكذلك محاولة انقلاب، وهو ما يعني أن المستقبل السياسي لأبي أحمد بات على المحك.


ويرى مراقبون أن آبي أحمد يعمل على استغلال قضية سد النهضة لتساعده في النجاح خلال الانتخابات المقبلة، والتي استغل فيروس كورونا لتأجيلها، لأنه لم يصبح لديه أي منجز يمكن أن يقدمه للإثيوبيين.


وكان إقليم تيجراي الواقع شمالي البلاد قد أعلن أنه سوف يمضي في إجراء الانتخابات البرلمانية على الرغم من  تأجيل هيئة الانتخابات الانتخابات على مستوى البلاد، 


في السياق ذاته قال الناشط الحقوقي والسياسي الإثيوبي البارز، "جوار" أو جوهر  محمد، إن حزب آبي أحمد يريد استغلال أزمة فيروس كورونا للبقاء في الحكم إلى الأبد.

ونقل موقع "أفريكا نيوز" عن جوار قوله إن الحكومة الإثيوبية تستخدم فيروس كورونا كذريعة لتمديد فترة ولايتها إلى أجل غير مسمى. 


جاء ذلك ردا على قرار الغرفة البرلمانية العليا لمجلس النواب الإثيوبي، بتمديد ولاية البرلمانات الاتحادية والإقليمية إلى حين انتهاء فيروس كورونا، وانعدام أي تهديد له.


وقال الناشط الإثيوبي إن الخطوة لم تشكل أي مفاجأة بالنسبة له، وأضاف: "نحن لم نفاجأ لأننا كنا نعرف إلى أين كانوا متجهين منذ البداية". فيما وجه انتقادات للخبراء الذين قالوا إن الحكومة قد "خدعتهم" واستخدمتهم في "عرض زائف" للجنة استشارات دستورية. وشدد على أن الحزب الحاكم الذي يسيطر على البرلمان سيتلقى هزيمة قاسية إذا أجريت الانتخابات المؤجلة حسب الجدول الزمني لشهر أغسطس.


ويرى مراقبون أن آبي أحمد يستعمل قضية سد النهضة لصرف أنظار الداخل الإثيوبي عن محاولاته الرامية إلى البقاء أطول فترة ممكنة في السلطة، وفي هذا السياق، أعلنت رئيسة البرلمان الإثيوبي، كيريا إبراهيم، الاستقالة من منصبها، احتجاجًا على تأجيل الانتخابات. وقالت "كيريا"، إنها تتقدم باستقالتها من منصبها، اعتراضا منها على أن الخيار المتبع في معالجة الأزمة الدستورية التي تشهدها البلاد ليس دستوريا، في إشارة إلى لجوء آبي أحمد وحزبه الازدهار لفكرة التفسير الدستوري لقضية تأجيل الانتخابات، وأضافت "لست مستعدة للعمل مع مجموعة تنتهك الدستور"، ووصفت نظام آبي أحمد بأنه "دكتاتورية في طور التكوين".


وكان المجلس الانتخابي أعلن نهاية مارس استحالة تنظيم الانتخابات في الوقت المحدد بسبب فيروس كورونا، وهو ما يعني أن الانتخابات لن تجرى خلال فترة صلاحية المشرعين المقرر لها أن تنتهي في أكتوبر المقبل، وهي أزمة دستورية لا يوجد علاج لها في الدستور.