الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الستر الجميل ..على جمعة: يُشترط فيه أمران

الستر الجميل ..على
الستر الجميل ..على جمعة: يُشترط فيه أمران

قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن النبي - صلى الله عليه وسلم- أكد على أهمية الستر الذي هو أصل في الشريعة الإسلامية في أكثر من حديث شريف يدعو إلى التحلى بهذه الفضيلة. 

واستشهد « جمعة» خلال لقائه ببرنامج « من مصر» المذاع على فضائية « cbc» بما روى عن ابن عمر  - رضى الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «المسلم أخو المسلم لا يَظْلِمُهُ ولا يُسْلِمُهُ، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيام، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة»، رواه البخارى ومسلم.

واستدل عضو هيئة كبار العلماء أيضًا بما روى عن أبو هريرة - رضى الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: « لا يستر عبد عبدًا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة»، رواه مسلم. 


وأكد المفتي السابق أن الأصل في الشريعة الستر وأن الله يغفر للجميع إلا المجاهرين، وهو من فعل ذنب بالليل يستره الله ثم يقوم ويفضح نفسه استهانا بمعصية الله.

ولفت الدكتور على جمعة إلى أن الستر الجميل يكون من غير فضيحة بالغيبة أو البهتان، فإن كانت المعصية في هذا الشخص بالفعل فإفضاحه من الغيبة، وإن لم يكن فهو من البهتنان، مختتمًا: « إذا المقرر من جميع العلماء أن الستر هو الأصل في الشريعة الإسلامية». 


وفي وقت سابق، كشف الدكتور على جمعة، مفتي الجهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن  رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ سُبْحَةُ الْحَدِيثِ» قَالُوا : وَمَا سُبْحَةُ الْحَدِيثِ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: «الرَّجُلُ يُسَبِّحُ وَالَّناُس يَتَكَلَّمُون»؛ فالإنسان يبدأ في التسبيح والناس حوله، والقلب بيسبح وهو في وسط الناس، لكنه منفصل شعوريًّا عن خلق الله.

وأضاف « جمعة» عبر منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك» أن هذا الفعل يقول عنه أهل الله : "خلوتهم في جلوتهم "يعني هو خلوته مع الله -سبحانه وتعالى- في الجلوة، وهو جالس مع الناس، لكن قلبه معلق بالله، هو دائم الذكر والطمأنينة، وإن كان يخالط الناس في الظاهر.


وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن هذا نوعٌ من أنواع عزلة القلب، فالقلب ينعزل وينفصل عن التفاعل مع الأحداث والجزئيات، وفي هذا طاقته، نوره، سره، حضوره، يقظته تكون حاضرة، وقوية، وعندما  ينعزل القلب عن التفاعل مع ما حوله من أحداث، وجزئيات، وهموم الدنيا، وكدرها، وشواغلها فإنه يُتاح للعقل أن يفكر، أن يتدبر، أن يتأمل، أن تتداعى الأفكار في ذهنه.

وتابع المفتي السابق: حينئذٍ تأتيه واردات من عند الله -سبحانه وتعالى- ويُفتح عليه بفهمٍ جديد، بوعيٍ جديد، وتأسيس الوعي لازمٌ لتأسيس السعي فكما قالوا: الوعي قبل السعي، الوعي والسعي فكرة، ثم تطبيق، رأي، ونظر، وفتح، ووارد، ثم سلوك، فالوعي والسعي، إذا ما تأسس السعي على الوعي كان سعيًا دائمًا.


وواصل الدكتور على جمعة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم- عمله دايم، وكان يحب من العمل الدائم، وتقول عنه السيدة عائشة -رضى اللهتعالى- عنها : «كان عمله ديمة» أي مستديمًا، ويقول - عليه الصلاة والسلام-: «لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل، ثم تركه»، وكان يحب من الأعمال أدومها ويقول ﷺ : «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل».