الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كانت مرجعا علميا لكبار الصحابة.. الأزهر: الله أنزل في من آذى أُمنا عائشة قرآنا يتلى إلى يوم القيامة

مركز الأزهر العالمي
مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية التابع للأزهر الشريف، إن من إجلال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إجلالُ مَنْ أحبَّهم كآل بيتِه؛ فلا يُحبُّهم إلا مؤمنٌ، ولا يُبغِضُهم إلا مُنَافق، وإكرامُهم  بما في ذلك زوجاتُه أمهاتُ المؤمنين- إكرامٌ له - صلى الله عليه وسلم-.

وأضاف « مركز الأزهر» في بيانه حكم إيذاء السيدة عائشة بالسب أو غيره، خلال نشره ملفًا تعريفيًا بها عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك» أن  إيذاء أمهات المؤمنين بِسَبٍّ أو انتقاصٍ أو تَعْرِيضٍ إيذاءٌ لهن، مُحرَّم، لافتًا: «كما بين الحق -سبحانه -عاقبة من يؤذي سيدنا رسول الله  - صلى الله عليه وسلم- بقول أو فعل، فقال - سبحانه-: {وَٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ رَسُولَ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، [سورة التوبة: الآية 61]

وأوضح الأزهر العالمي للفتوى أن الله - عز وجل- أنزل في من آذى أُمّنا عائشة خاصة قرآنًا يُتلى إلى يوم القيامة، بداية من الآية الحادية عشرة من سورة النّور التي قال فيها -سبحانه-: {إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُوا بِٱلإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ مَّا ٱكْتَسَبَ مِنَ ٱلإِثْمِ وَٱلَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}، [النّور:11]، إلى الآية السادسة والعشرين من السورة نفسها التي قال فيها -سبحانه-: {أُوْلَٰٓئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَۖ لَهُم مَّغۡفِرَةٌ وَرِزۡقٌ كَرِيمٌ}، [النور: 26]

وتابع أن  العلماء أجمعوا قاطبة على أن من رمى أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- بما برأها الله منه فهو معاند مكذِّب للقرآن، قال -سبحانه-: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ . إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ . لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}، [فصلت: 40 - 42].

وأكد أنه لا شك أن التبرأ من أي قولٍ لا يليق بنبينا - صلى الله عليه وسلم- ولا بأمَّهاتنا أمّهاتِ المؤمنين وآل البيت قاطبةً، من كمال إيمان المرء وأدبه مع سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. 


ولفت إلى أن  السيدة عائشة -رضي الله عنها- كانت مرجعًا علميًّا لكبار الصحابة، وفقهائهم في السُّنَّة والأحكام والاستلال، والفرائض والحرام والحلال، وكانوا إذا أُشكِل عليهم شيء في الدين استفتوها فأفتتهم.

وواصل أنها  روت - رضي الله عنها- عن سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-  كثيرًا من الأحاديث تجاوزت ألفي حديث، وروى عنها جَمْع من الصحابة منهم عمر بن الخطاب، وابنه عبد الله، وأبو هريرة، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وغيرهم.

وأكمل: وروى عنها من التابعين عروة بن الزبير، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وعلقمة بن قيس، وعكرمة ومجاهد، والشعبي، ومسروق، وسعيد بن المسيب، وطاووس، وعلي بن الحسين، وابن أبي مليكة وغيرهم. 

وأردف: ومن النساء عمرة بنت عبد الرحمن، ومعاذة العدوية، وعائشة بنت طلحة، وجسرة بنت دجاجة العامرية، وحفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، وخيرة أم الحسن البصري، وصفية بنت شيبة، وغيرهن.

واستشهد بما روى عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: «ما أشكَل علينا -أصحابَ رسولِ اللهِ ﷺ- حديثٌ قطُّ فسأَلْنا عائشةَ إلَّا وجَدْنا عندَها منه عِلْمًا». [أخرجه الترمذي]، وقول الحاكم في مستدركه: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالْعِلْمِ وَالشِّعْرِ وَالطِّبِّ مِنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ».