وبين في وقت سابق، أن حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- يقول: « ثلاث آيات مقرونات بثلاث، ولا تقبل واحدة بغير قرينتها، وهن: أولًا: « وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ» [التغابن:12]؛ فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لم يقبل منه، ثانيًا: «وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ» [البقرة:43]؛ فمن صلى ولم يزك لم يقبل منه،ن ثالثًا: «أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ» [لقمان:14]؛ فمن شكر لله،
ولم يشكر لوالديه لم يقبل منه.
وأفاد «
جمعة» في منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك»، بأنه لأجل
ذلك تكررت الوصايا في كتاب الله -تعالى- والإلزام ببرهما، والإحسان إليهما، والتحذير من عقوقهما، أو الإساءة إليهما بأي أسلوب، قال الله -تعالى-: «وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا» [النساء:36] وقال أيضًا: «وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا» [العنكبوت:8] وقال - سبحانه-: « وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ» [لقمان:14].
وأضاف
عضو هيئة كبار العلماء أنه في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاء التأكيد على وجوب بر الوالدين، والترغيب فيه، والترهيب من عقوقهما،
ومن ذلك: ما صح عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أنه قال: «رضا الرب في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما»، (رواه الطبراني في الكبير).
ونبه المفتي السابق إلى أن بر الوالدين يكون أولًا: بالإحسان إليهما بالقول اللين الدال على الرفق بهما والمحبة لهما، وتجنب غليظ القول الموجب لنفرتهما، ثانيًا: مناداتهما بأحب الألفاظ إليهما: "يا أمي ويا أبي"، ثالثًا: ليقل لهما المرء ما ينفعهما في أمر دينهما ودنياهما؛ فيعلمهما ما يحتاجان إليه من أمور دينهما، رابعًا: ليعاشرهما بالمعروف: أي بكل ما عرف من الشرع جوازه؛ فيعطيهما في فعل جميع ما يأمرانه به من واجب أو مندوب أو مباح، وفي ترك ما لا ضرر عليه في تركه، خامسًا: لا يحاذيهما في المشي.
وأكمل: سادسًا: عدم التقدم عليهما إلا لضرورة نحو ظلام، سابعًا: إذا دخل عليهما لا يجلس إلا بإذنهما و إذا قعد لا يقوم إلا بإذنهما، ثامنًا: ولا يستقبح منهما نحو البول عند كبرهما أو مرضهما لما في ذلك من أذيتهما، مشيرًا: نحن عندما نكرر الوصية بطلب معرفة قدر الوالدين والإحسان إليهما والإقرار بحقهما في البر والصلة، إنما نفعل ذلك ليعود بالخير على المجتمع المسلم كله.
واختتم: "إذ لا تتحقق سعادة فرد أو أمة دون احترام صغارها لكبارها ممن أسدوا إلينا معروفًا، وبذلوا لنا عطاء وفاضوا علينا من بحور المودة والرحمة والحب"، مبينًا: "يأتي في مقدمة هؤلاء الرحماء الوالدان بكل ما لهما أو عليهما"، وداعيًا: "نسأل الله العظيم أن يهدينا الطريق المستقيم وأن يتوب علينا وعلى المسلمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين".