الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السيرة الذاتية بين النميمة والحقيقة


يقولون إن السيرة الذاتية يجب أن تكون كتبت عن طريق "صاحبها " غير ذلك يقال مستوحى عن سيرة "فلان"، ويعتبر كتاب "الأيام " لعميد الأدب العربي طه حسين من أشهر كتب السيرة الذاتية، التي تحولت إلى عمل درامي ناجح وكان بداية صعود و تألق الفنان أحمد زكي وقتها.


بالطبع إذا صدرت السيرة الذاتية بقلم صاحبها ستوفر المصداقية المطلوبة والمفترض أن يكون فيها مكاشفة ومحاسبة للنفس وذكر الحقائق كما هي دون تأويل من أخرين.


ممكن القول إن أعمال السيرة الذاتية تثير فضول المشاهدين وهي بمثابة "نميمة" فنية يشاهدها الجمهور على الشاشة لكونها ترتبط بحياة أحد مشاهير الفن، والجمهور يريد دائما أن يتعرف عن قرب على تفاصيل حياة نجومهم المحبوبين، ولذلك هي أعمال جاذبة للجمهور ولكنها في نفس التوقيت مغامرة كبيرة لمن سيقدمها.


وخلال السنوات الماضية كان هناك عدد كبير من المشروعات الدرامية عن سير ذاتية لعدد من المشاهير لم يظهر معظمها إلى الأن وخرج القليل من تلك المشروعات للنور والمفاجأة رغم الأسماء اللامعة التي ارتبطت بالأعمال التي قدمتها الدراما إلا ان النجاح كان حليف القليل منها وعلى رأسها مسلسل " أم كلثوم " .


أذكر هنا رأي للكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة كان يرى أن اتجاه كتاب الدراما للسير الذاتية للمشاهير استسهال ولعب على المضمون واعتبرها عكاشة متاجرة " بجثث" الراحلين من المشاهير وأنه عرض على "عكاشة" كتابة أكثر من عمل سيرة ذاتية تجاوزت الـ 66 عملا ما بين حياة زعماء وساسة ورجال دين وفن وصحافة، لكنه رافض للمبدأ لأنه ليست حياة كل المشاهير تصنع دراما.


بالفعل ليست حياة كل المشاهير تصلح لتحويلها لمسلسل ثلاثين حلقة، ولذلك منذ الإعلان عن مسلسل عن حياة أحمد زكي والجدل كبير حوله وكيف سيتم تقديم المسلسل ومعظم حياة الفنان الراحل كانت شديدة الخصوصية، حتى نهاية حياته وداخل غرفته بمستشفى دار الفؤاد كانت القصص والجدل حول علاقاته كثيرة لم تنتهِ وتركت أثرها بخلافات بين نجمتين إلى الآن ! حياته مليئة بالأسرار والمناطق الشائكة هل يستطيع السيناريو الاقتراب منها؟! أم سيكون عبارة عن شريط فني لأفلامه وأعماله يتم تقديمها كمشاهد يتقمصها بطل المسلسل ليشبع رغبة تمثيل بتجسيد شخصيات لأفلام شهيرة عاشت ولاتزال في وجدان وذاكرة جمهور أحمد زكي! 


هل يستطيع السيناريو الحديث عن سلبيات الشخصية مثل الإيجابيات بمعنى أحمد زكي بما له وما عليه ؟!
الكاتب حر في أن يخلق موضوعًا دراميًا لكنه ليس حرًا في تناول سير المشاهير وفق هواه، ولذلك سيظل العمل يثير الجدل حتى ظهوره وبعد ظهوره أيضا، وسنرى كيف سيكون العمل.


الصدق والحيادية والدقة في السرد أساس كتابة أعمال السيرة الذاتية غير ذلك تكون أهواء ومتاجرة بالشخصية.
لذلك نتذكر أعمالا قليلة جدا هي التي نجحت مثل مسلسل " أسمهان" من الأعمال الجيدة جدا حيث ظهرت الشخصية دون " تجميل " ولم يكن المسلسل احتفالية تمجيد وتهليل للشخصية واعتماد روايات غير موثقة.


في النهاية سيظل هناك آراء كثيرة متباينة حول شخصيات المشاهير عند تقديمها كعمل درامي خاصة إذا كان هناك معاصرون لها على قيد الحياة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط