EN
تحت شعار «الصورة أبلغ من ألف كلمة»، استغلت فنانةتشكيلية مصرية فترة العزل خلال إصابتها بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) لتوثيق كل أعراض الإصابة بالفيروس المستجد على مدار الأيام العشرة الأولى من الإصابة برسومات بسيطة.
تروي الفنانة خلود كمال لـ «صدى البلد» تفاصيل إصابتها، فعلى الرغم من أنها واسرتها على حذر منذ بداية الأزمة، إلا أنها أصيبت في 28 مايو بفيروس كورونا، دراستها السابقة في كلية الفنون الجميلة، وعملها كفنانة تشكيلية ومصممة جرافيك في وكالة دعاية وإعلان، هو شغلها الشاغل، حتى أصبحت لا تجيد التعبير عن نفسها إلا بالرسم.
"الرسم هو اللغة اللي بتكلم بيها عن نفسي وبيعبر عن إحساسي"، متبعة خطى قدوتها وملهمتها الفنانة المكسيكية فريدا كاهلو، في التعبير عن إصابتها بكورونا، تماما كفريدا التي تعرضت لحادث في بداية حياتها الفنية وظلت في الفراش لمدة عام بسبب كسور في عظام الجسد، فرسمت لوحات شخصية تعبر من خلالها عن آلامها.
ومن هنا خطرت لها فكرة التعبير عن الأعراض اليومية لأزمة كورونا بأبرز موقف تعرضت له خلال أيام مرضها، "أرسم أكتر مشهد مؤثر، عرض شديد، أو حالة نفسية معينة" كما تقول خلود لـ «صدى البلد».
لم يؤنسها في غرفة العزل إلا أوراق الرسم، وأقلام صغيرة الحجم تجاور السرير، كانت هذه الأدوات رفيقتها في عزل كورونا، ففي رأيها «الرسم هو الصديق الذي لا يخون ولا يبدل المشاعر !» وحاولت خلال أيام مرضها توثيق تجربتها بأدوات الرسم بشلك بسيط باستخدام الألوان المائية.
اليوم الأول 28 مايو 2020، ظهرت أعراض بسيطة مثل الغثيان والدوخة، وازدادت قوة بآلام في المعدة وطفح جلدي وحمى، وحينها قررت عزل نفسها لمدة يومين حتى تستقر حالتها، وفي اليوم الثاني شعرت بأن قوة الأعراض تزداد، بالإضافة إلى التعب الشديد، وإحساس دائم بالإرهاق، آلام في الجسم مع ارتفاع في درجة الحرارة.
وتقول أنها في اليوم الثاني لم تحضر إحدى المناسبات مع أسرتها، واكتفت بالحضور معهم لدقائق مرتدية قناع الوجه "دخلت الأوضة رفعت شعري وقعدت أعيط لحد ما نمت " كما تقول خلود، وفي اليوم الثالي شعرت بآلام في الجسم، غرهاق، رغبة شديدة في النوم وخفقان في القلب وبداية ضيق في التنفس.
اليوم الرابع ميزه الرغبة في النوم، مع إجراء الاشعة والتحاليل اللازمة للتأكد من الإصابة، أما اليوم الخامس فتقول عنه "لو قلت جملتين، بفضل انهج بعدها ١٠ دقايق، ريقي ناشف .. وحلقي محتقن .. ضربات قلب سريعة، وجع شديد في عظم الصدر والظهر ، صداع".
في اليوم السادس كانت تقضي معظم الساعات في الشمس لان على حدوصف الأطباء لها، الشمس تعد أقوى مصدر طبيعي لفيتامين د، وهذا ما ميز الرسمة لليوم السادس بشمس ذهبية وزرع أخضر ينمو بجوارها، في اليوم السابع شعرت بخفقان في القلب ونهجان، مع ضغط دم مرتفع.
واليوم الثامن تلقت الكثير من رسائل الدعم والمساندة والتي هونت عليها مرضها رغم ثقل الأعراض، واليوم التاسع اضطرت إلى دخول المستشفى بسبب صعوبة ضيق التتنفس، واليوم العاشر استمرت الأعراض نفسها، مع ضعف حاستي التذوق والشم ولكنها شعرت بسلام وسكينة وهذا ما عبرت عنه بالحمامة البيضاء.
بعدما بدأت خلود في الشعور بالتعافي وتبدل حالها للأفضل، قررت نشر هذه الرسومات، ولتكون أكثر وضوحا أعادت رسمها بخطوط أقوى من الخطوط الي رسمت خلال مرضها، مع غضافة الألوان لها، وكان هدفها توثيق تجربتها من خلال اللغة التي تجيد التعبير بها عن إحساسها، ونقل الأمل للغير سواء مصابين أو الخائفين من أزمة كورونا.
