لاشك أن معرفة فضل صلاة العشاء قبل منتصف الليل ، لها أهمية كبيرة حيث من شأنها زيادة الحرص على هذه الفريضة اليومية ، ولعل صلاة العشاء وما يتعلق بها من أحكام مثل أفضل وقت لأدائها، وكيفيتها، وعدد ركعاتها، وأحكام أخرى كثيرة فيها، يبحث عنها كثيرون، لما عرفوا من فضلها العظيم، لكن يظل البحث دائم عن فضل صلاة العشاء قبل منتصف الليل ، فأكثر ما يشغل الغالبية في شأن صلاة العشاء هو وقتها، حيث إن الصلاة في أول وقتها هي الخيار الأمثل الذي يلائم غالبية الصلوات الخمس، فيما يختلف الأمر قليلًا بالنسبة لصلاة العشاء حيث يمكن تأخيرها لبعض الوقت، وهو ما يبين أهمية معرفة فضل صلاة العشاء قبل منتصف الليل منعًا لتأخيرها.
فضل صلاة العشاء قبل منتصف الليل
1- صلاة العشاء هي من أحبّ الصّلوات.
2- صلاة العشاء أكثرها أجرًا.
3- وجاء في الحديث الصّحيح قول المُصطفى صلّى الله عليه وسلّم: (مَن صلَّى صلاةَ العشاء والصُّبحِ في جماعةٍ فَهوَ كقيامِ ليلةٍ، وقالَ عبدُ الرَّحمنِ: من صلَّى العشاءَ في جماعةٍ فَهوَ كقيامِ نِصفِ ليلةٍ، ومن صلَّى الصُّبحَ في جماعةٍ فَهوَ كَقيامِ ليلةٍ)، ويدلّ ذلك على أفضليّة صلاة العشاء ومكانتها؛ فأداؤُها جماعةً يقوم مقام قيام نصف الليل، ومعلومٌ أنّ قيام الليل له من الفضل والأجر ما له.
4- الدعاء بعد صلاة العشاء مستجاب ، لأنها من الصلوات المكتوبة.
هل يجوز تأخير صلاة العشاء بعد الساعة 12
لا يجوز تأخير صلاة العشاء إلى ما بعد منتصف الليل أو قبل أذان الفجر بقليل كما يفعل البعض من الناس، ومنتصف الليل يحسب على عدد الساعات من بعد غروب الشمس إلى أذان الفجر، وفي شأن تأخير صلاة العشاء بعد الساعة 12 منتصف الليل فينبغي العلم أنه ليس من الضروري أن يكون منتصف الليل فى الساعة 12 صباحا ولكنه في الساعة الحادية عشر والربع مساء، لأن بين صلاة المغرب والفجر 12 ساعة، وبقسمتها على 2 يكون منتصف الليل بعد المغرب بست ساعات أي في تمام الحادية عشر مساءً.
حديث تأخير صلاة العشاء
جاء في حديث عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- يقول فيه: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ أَنْ يُؤَخِّرُوا العِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفِهِ" والمقصود هو تأخير العشاء في جماعة، والليل فيه بركة، والليل له اتصال بالقرآن الكريم، وتأخير صلاة العشاء كان سيجعل الناس يجلسون في المسجد يقرأون القرآن ويتدبرون ويتعبدون بدلًا من النوم.
ورد حديث تأخير صلاة العشاء عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- من جماله وحلاوته قال: " لولا أن اشق على أمتي لفعل ذلك" من أجل العبادة"، فالعبادة لابد أن يفعلها الإنسان وهو مبسوط ومسرور.
حكم تأخير صلاة العشاء بسبب النوم
ورد أنه إذا وجد الإنسان مشقة شديدة لا يستطيع معها أن يصلي الصلاة في وقتها فله أن يجمع الصلاة بسبب النوم ويعمل بحديث سيدنا عبد الله بن عباس أن رسول الله جمع بين الصلاتين في غير مطر ولا سفر، بشرط ألا يكون معتاد على ذلك وألا يلجأ لهذا الأمر إلا للضرورة حتى لا يضيع الصلاة.
ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، أنه أخبرنا عن أفضل الأعمال عند الله تعالى، وهو الصلاة في أول وقته، وورد في سُنن الترمذي، أنه سُئِلَ النَبِيُ -صلى الله عليه وسلم- أيُ الْأَعْمَالِ أفْضَلُ قَالَ «الصَلَاةُ لِأَوَلِ وَقْتِهَاَ».
صلاة العشاء
ورد فيها أنه عندما فُرِضت الصّلاة في السّماء السّابعة، جاءت فرضيّتها على أنّها خمسون صلاةً، ثمّ خفّف الله على عباده لتصبح خمسًا في العمل، وخمسين في الأجر، وقد وُزِّعت الصّلوات على أوقات النّهار والليل؛ لتشملها ابتداءً من الفجر، حتّى آخر أوقات اليوم؛ وقت صلاة العشاء ، بعد غياب الشّفق الأحمر، ولأنّ صلاة العشاء من الفرائض الخمس؛ فإنّ أداءَها واجبٌ على كلّ مسلمٍ، وهي صلاةٌ رباعيّة تتكوّن من أربع ركعاتٍ.
عدد ركعات صلاة العشاء
فقد أجمع العلماء على أنّ صلاة العشاء أربع ركعاتٍ؛ فهي من الصّلوات الرُّباعيّة، مثل: الظُّهر، والعصر، وهي صلاةٌ ليليّةٌ؛ تُؤدّى في الليل، وصلاةٌ جهريّةٌ.
وورد أن للعشاء سُنّة راتبة بعديّة فقط، وليس لها سُنّة راتبة قبليّة، إنّما يجوز أن يُصلّي المسلم قبل صلاة العشاء ركعتي نافلةٍ أو سنّةٍ لها، غير أنّها غير لازمةٍ، فيُؤجَر إن صلّاها، ولا يأثَم إن تركها، وتُسمّى تلك السنّة بالسنّة غير الرّاتبة.
و رُوِي من قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم؛ حيث صحَّ عنه قوله: «عشرُ ركعاتٍ كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ يداومُ عليهنَّ: ركعتينِ قبلَ الظّهرِ، وركعتينِ بعدَ الظّهرِ، وركعتين بعدَ المغرب ، وركعتين بعدَ العشاءِ، وركعتين قبلَ الفجرِ».
أفضل وقت صلاة العشاء
وورد أن تأخيرُ صلاةِ العشاءِ يعد أفضل وقت صلاة العشاء وذلك إذا لم يَشقَّ على الناسِ، وهو مذهبُ الحنفيَّة، والحنابلة، وقول لمالكٍ، وقولٌ للشافعيِّ، وبه قال أكثرُ أهلِ العِلم، واختارَه ابنُ حَزمٍ، والشوكانيّ، حيث وردعن سَيَّارِ بنِ سَلامةَ.
قال: دخلتُ أنا وأَبي على أَبي بَرْزةَ الأسلميِّ، فقال له أَبي: كيفَ كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي المكتوبةَ؟ فقال: «... وكان يَستحبُّ أنْ يُؤخِّرَ العِشاءَ، التي تَدْعونَها العَتَمةَ، وكان يَكرَهُ النَّومَ قَبلَها، والحديثَ بَعدَها...» وعن جابرِ بنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: «كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُؤخِّرُ صلاةَ العِشاءِ الآخِرةِ».
قد روي أهل العلم اختلفوا في آخر وقت يُصلي فيه الشخص العشاء حاضرًا، بحيث تكون صلاة العشاء بعد هذا التوقيت «قضاءً»، فمن العلماء من قال إن وقت صلاة العشاء ممتد إلى آخر ثلث الليل الأول، ومنهم من قال إلى نصفه، ومنهم من قال إلى طلوع الفجر الصادق الذي منه بدء الصوم، وهذا هو الراجح، وعليه الفتوى، وأن صلاة العشاء تكون أداء إذا أديت قبل أذان الفجر، فإذا أذن للفجر، فقد خرج وقتها اتفاقا، وهي بعد ذلك قضاء.
ماذا يقرأ في صلاة العشاء
وجاء في كتاب «الأذكار» : السُّنَّة أن تكون السورة ـ التي بعد الفاتحة ـ في العِشاء أوساط المفصل، وفي المغرب من قِصار المفصل، وأوسطها تبدأ من سورة (عم) إلى سورة (الضحى)،أما قصار الْمُفَصَّلِ فتبدأ من سورة (الضحى) إلى سورة (الناس).
ورد عَنْ أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: «مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَحَدٍ أَشْبَهَ صَلاةً بِرَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم- مِنْ فُلانٍ، قال سليمان -أحد رواة الحديث-: "كَانَ يُطِيلُ الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ مِن الظُّهْرِ، وَيُخَفِّفُ الأُخْرَيَيْنِ، وَيُخَفِّفُ الْعَصْرَ، وَيَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ، وَيَقْرَأُ فِي الْعِشَاءِ بِوَسَطِ الْمُفَصَّلِ، وَيَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ بِطُوَالِ الْمُفَصَّلِ»، أخرجه النسائي .
فضل الصلاة في وقتها
ورد عن فضل الصلاة في وقتها أن أداء الصلاة له فضلٌ عظيمٌ، ومن فضل الصلاة في وقتها ما يأتي:
1- نورٌ للمسلم يوم القيامة، إضافةً إلى أنّها نورٌ له في حياته الدنيا.
2- محو الخطايا وتطهير النفس من الذنوب والآثام، وتكفير السيئات؛ فبالصلاة يغفر الله – تعالى- ذنوب عبده بينها وبين الصلاة التي تليها، وكذلك تُكفّر ما قبلها من الذنوب.
3- أفضل الأعمال بعد شهادة ألّا إله إلّا الله، وأنّ محمدًا رسول الله.
4- يرفع الله تعالى بالصلاة درجات عبده.
5- تُدخل الصلاة المسلم الجنّة، برفقة الرسول - صلّى الله عليه وسلّم-.
6- عدّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- انتظار الصلاة رباطًا في سبيل الله تعالى.
7- سبب في استقامة العبد على أوامر الله تعالى، حيث تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر؛ قال اللَّه – تعالى-: «وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْـمُنكَرِ».
8- أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة.
9- يُعدّ المسلم في صلاةٍ حتى يرجع إذا تطهّر، وخرج إليها.
10- يُعدّ المُصلّي في صلاةٍ ما دامت الصلاة تحبسه، وتبقى الملائكة تُصلّي عليه حتى يفرغ من مُصلّاه.

