الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم ذبح المرأة أضحية العيد.. دار الإفتاء تجيب

حكم ذبح المرأة أضحية
حكم ذبح المرأة أضحية العيد.. دار الإفتاء تجيب

قالت دار الإفتاء المصرية  إنه لا حرج في ذبح المرأة أضحية العيد، ولا مانع من ذلك من الناحية الشرعية، وهي والرجل في شأن الذبح سواء. 

وأوضحت « الإفتاء» في إجابتها عن سؤال: « ما حكم ذبح المرأة أضحية العيد؟» أنه لم يرد نص شرعي يستثني المرأة من هذه العبادة وذبح الأضحية بيدها.

وأضافت دار الإفتاء أن جمهور العلماء يجيزون للمرأة ذلك طالما توفرت فيها الشروط بأن تكون عاقلة مكلفة عارفة بشروط الذبح.

واستدلت بما روى عن سعد بن معاذ - رضى الله عنه- أن جارية لِكَعَبْ بَنْ مالك كانت تَرْعَى غَنَمًا له، فأصيبت شاة مِنْهَا، فأدْرَكَتْهَا وَذَبَحَتْهَا بِحَجَرْ، فَسَئَلَ النبي -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمْ- فقال: ''كلوها ''، منبهةً أن قول الله -تعالي- {إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ}، يشمل المسلم سواء كان ذكرًا أو أنثى.


وورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول صاحبه: "هل يجوز الإشتراك في الأضحية وما هو الحد الأقصى في عدد المشتركين، وهل يجوز أن تختلف النية لكل فرد؟

وأجاب الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عبر البث المباشر، أنه يجوز الاشتراك في الأضحية بشرطين: الأول: أن تكون الذبيحة من جنس الإبل أو البقر، ولا يجوز الاشتراك في الشياه.

وأفاد أن الشرط الثاني، أن البدنة أو البقرة تجزئ عن سبعة بشرط ألا يقل نصيب كل مشترك عن سبع الذبيحة، ويجوز أن تتعدد نيات السبعة، ويجوز أن يتشارك المسلم مع غير المسلم فيها، ولكل منهم نيته.

وأشار إلى أنه يجوز أن يدخل كل فرد بنية مختلفة عن الآخر بنصيبه، فقد يدخل أحدهم بنية الأضحية وآخر بنية العقيقة وآخر بنية الوليمة.

واستدل بما رواه مسلم عن جابر -رضي الله -عنه قال: «نَحَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ- عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ؛ الْبَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ».

وتابع: واختلف الفقهاء في الأفضل في الأضحية من أنواع الأنعام على ثلاثة أقوال؛ أرجحها قول المالكية أن الأفضل في الأضحية: الغنم، ثم الإبل، ثم البقر؛ لحديث أنس -رضي الله عنه- قال: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ، وَأَنَا أُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ» رواه الشيخان، وفي قول أنس رضي الله عنه: "كان يضحي" ما يدل على المداومة. 


وقال الدكتور أبو اليزيد سلامة، البحث الشرعي بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف: إن الأضحية سنة مؤكدة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا تكون واجبة إلا في حالة النذر الذي يوجبه المسلم على نفسه، فمن نذر أن يضحي فيجب عليه الأضحية.

واستشهد «سلامة» بما ورد عَنْ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا، وَأَنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا».

وأشار إلى أنه سواء دفع الإنسان المسلم ثمن الأضحية مقدما أو دفعه مؤخرا، فهو يحصل على ثواب الأضحية، طالما أن نيته خالصة لوجه الله
ننصح المسلم أنه طالما أن يملك ثمن الأضحية فلا داعي أن يكلف نفسه مالا تطيقه فقد لا يقدر على سداد الثمن بعد ذلك، وإن كان معه الثمن فليفعل، لقوله تعالى "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ".

وأكد أن الأضحية شعيرة من شعائر الإسلام، وقد شرعت تقربا إلى الله واستجابة لأمره، كما أن الأضحية فيها توسعة على النفس والأهل والمساكين وصلة للرحم وإكرام للضيف وتودد للجار وصدقة للفقير وفيها تحدث بنعمة الله تعالى على العبد، كما أن فيها إحياءً لسنة سيدنا إبراهيم الخليل حين أمره الله بذبح الفداء عن ولده إسماعيل، في يوم النحر.

ولفت: كما أن الأضحية دليل على التصديق المطلق والتام بما أخبر به الله عزوجل وشاهد على صدق إيمان العبد بالله وسرعة امتثاله لما يحبه ويرضاه، وأن الأضحية شعيرة يتعلم المؤمن من خلال فعلها الصبر، فكلما تذكر صبر إبراهيم وإسماعيل وإيثارهما طاعة الله ومحبته على محبة النفس والولد كان ذلك كله دافعا إلى إحسان الظن بالله وأن المحنة تولد من رحم المنحة وأن الصبر سبب العطاء ورفع البلاء.