كنت فى طريقى لشراء بعض حاجات للبيت رأيتها ورأتنى ولكن هربت وتخفت حتى لاتحدثنى فأسرعت وراءها وسلمت عليها وسألت عن أخبارها وسألتها لماذا أرادت أن لا ألقاها فقالت ظننتك من يتجاهل رؤيتى بعد ماكان منى _ وكانت متزوجة ونشرت لها قصة مع رجل آخر فطلقت وحرمت من أولادها وتزوجت _ فقلت لا ..إن الله يغفر الذنوب جميعا وانت طيبة العرق حسنة الطبع مؤمنة بالله تائبة إليه. شكرتنى وقصت لى ماساتها مع زوجها والمجتمع كله حتى أهلها وكل من يعرفها . فالكل يعاملها بذنبها ولايثق فى توبتها ..وبعد مواساتى لها ودعتها وعدت إلى بيتى وسؤال يطاردنى ..هل الخيانة طبع أم عرض لمرض قد يكتب الله له الشفاء ..هذا سؤال حيرنى ولكن كالعادة كلما احتار ارجع إلى كتاب الله وسنة رسوله أجد الجواب الشافى ..كلنا يسمع كثيرا مقولة ..إنت الخيانة فى طبعك . فهل هذا صحيح هل الخيانة سلوك وطبع أم حالة ضعف أمام شهوة المال أو الجنس أو السلطة أو الشهرة ...هل من الممكن أن يتوب الخائن ويصبح صالحا مصلحا..هل . ستجد إن علمت أن الإجابة نعم ..والدليل من القرآن والسنة . ألم يعفو الله عن امرأة العزيز ويقبل توبتها ويلتمس لها العذر بقوله تعالى ..قد شغفها حبا . ألم تتب وتؤمن ويحكى أن الله رد لها جمالها وشبابها وزوجها من من أحبت "يوسف عليه السلام "..ألم تحضر الغامدية لرسول الله وتعترف وهى لادليل عليها وتصر أن تنال عقابا ويقام عليها الحد ..ويقول رسول الله عنها ..لقد تابت توبة لو وزعت على أهل الأرض لوسعتهم. ألم يتب ماعز ويقف ويرجم حتى الموت وهو لادليل عليه ..ألم يشترط القرآن لإقامة حد الزنا أربعة شهود وهذا قد يستحيل توفره ...رغبة فى تراجع المذنب وإصلاح نفسه وضعفه بتوبة صادقة إلى ربه . ألم يعفو الله عن حاطب بن أبى بلتعة وهو من شهد بدرا.. حين أرسل كتابا يبلغ فيه قريش بموعد قدوم رسول الله لفتح مكة .ويتعاطف صلى الله عليه وسلم مع حال حاطب وضعفه أمام خوفه على ماله وأهله فى مكة ...ألم يقبل يوسف عذر إخوته ومافعلوه به ويقول ..لاتثريب عليكم اليوم ..وهم من اجتمعوا على قتله ونفيه....ألم يعفو رسول الله على من تبقى من الستة الذين قال فيهم لأصحابه اقتلوا فلان وفلان وفلان و....وإن رأيتموهم معلقين بأستار الكعبة . لأنهم خانوا الرسول وماذا بعد العفو لقد صلح حالهم بعد ذلك واستقاموا...ألم يعط الله فرصة وفرصة وفرصة للتغيير والتوبة والعودة فى طريق الصلاح والفلاح ..ألم يعد بالمغفرة والعفو والإحسان للمذنبين ..ولو لم يفعل مانجا منا من أحد أبدا. ألم يقل سبحانه ..فلاتزكوا أنفسكم هو أعلم بكم .... والله يزكي من يشاء ...ألم يقل وخلق الإنسان ضعيفا ...ألم يقل وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون ...ألم يقل والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا...إن السير على الصراط المستقيم صعب للغاية ولو لم يحفظنا الله بحفظه ويزكينا بفضله ماعرفنا للاستقامة دربا ولاطرقنا للصلاح بابا ..فلانتعالى على من أذنب ولانعير من أخطأ. ولانظن بأنفسنا الكمال فربما لو عشنا حاله لفعلنا أفعاله...فلننسى زلات الناس ونسأل الله الثبات ولنعف ولنصفح ولنعطى الفرصة مرات ومرات وندعو للجميع بالهداية وحسن الخاتمة ..قال تعالى ..ولتعفوا ولتصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم ....نعم يارب نحب أن تغفر لنا ولهم وتجمعنا مع عبادك فى جناتك برحمتك وفضلك يا أرحم الراحمين .
د. ضحى بركات تكتب: الخيانة طبع أم حالة ضعف
