الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نرمين الشال تكتب: إسرائيل تُفكر بالعربي

صدى البلد

في عام 2011  وبينما كانت بعض العواصم العربية تشتعل بأحداث ما سُمي بثورات الربيع العربي، وقد عمت أصداء تلك الثورات باقي أنحاء القطر، أطلقت إسرائيل صفحتين  عبر موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك " كونه التطبيق الأكثر شعبية حينها حيث تجاوز عدد مستخدميه  في ذلك الوقت 500 مليون شخص حول العالم،  وبالرغم من الهدف من تدشين تلك الصفحات لم يعلن عنه إلا أن تبعيتها لوزارتي الدفاع والخارجية جعل الهدف من إنشائهما واضحا إلي حد كبير.


بالرغم من مرور أكثر من تسع سنوات على إطلاق صفحتي المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي  "أفيخاي أدرعي "، و" إسرائيل تتكلم بالعربية"  ما زالتا محط سخرية أغلب المتابعين الذين يتعمدون  الدخول وترك تعليقاتهم المحملة بجميع أنواع السباب والشتائم، وتذكيرهم بالنهاية المحتومة  وزوال إسرائيل المحقق، ونصر الله المبين، ولما كانت إسرائيل غير عابئة بكل هذا، ولما كان النجاح على مواقع التواصل لا يقاس بنسبة الرضا والقبول، وإنما بعدد المتابعين  وحجم التفاعل،  فإن أمر الشتائم وإطلاق الوعيد لم يكن ليزعج مسئولي تلك الصفحات التي جاوز عدد متابعيها الآن الثلاثة ملايين ونصف المليون.  


فمازال الإسرائيليون يعبئون  أسماعنا وأبصارنا ليل نهار  بشعارات التعايش السلمي، ويمطروننا بالمعايدات، والتبريكات مع كل مناسبة دينية، واجتماعية، ويستشهدون بالأحاديث النبوية، يبجلون رموزنا الوطنية، والرياضية، والثقافية، يصدرون لنا صورة لإسرائيل المسالمة، والسر في  هذا أن عدونا الصهيوني يدرك ما يفعل، يعي أن غالبية الشعوب العربية شعوب عاطفية، يصدقون ما يسمعون ، ولا يقرأون التاريخ، كما يعلمون أيضا أن كلمة واحدة تُنطق أو تُكتب من فم وبقلم عربي لهي كفيلة أن يؤسس عليها الصهاينة  دساتير ومرجعيات، ومداخل شيطانية، لا  نستطيع مواجهتها إذا استشرت وتشعبت  وسط  قواعد شعبية، غير واعية، لا ترى في الأمر عيبا طالما اقتصر على رغبة في التعايش السلمي،  والتي هي في حقيقتها مجرد مرادفات للفظ " التطبيع " الذي فشلت إسرائيل في انتزاع اعتراف شعبي به بعد معاهدة  كامب ديفيد. 


أعلم أن أصواتا سترتفع لتقلل من تأثير هذا الأمر، لكن  الصورة  ستتغير إذا علمنا أن مسلسل  " أم هارون  " الذي عرض على قنوات mbc  خلال شهر رمضان الماضي،  وأثار جدلا كبيرا في الأوساط العربية، كان له أصداء واسعة داخل إسرائيل  أهمها مطالبة صحافيين وإعلاميين إسرائيليين باستعادة  أراضي اليهود، حسب زعمهم  في الكويت،  حيث  طالب الإعلامي الإسرائيلي إيدي كوهين،  بإعادة أراضي اليهود الذين هجّروا من الكويت وإعادة الجنسيات الكويتية لهم لوجودهم بالكويت قبل عام 1920 وذلك حسب الدستور الكويتي، وقال بالحرف: نملك صكوك الأراضي الأصلية في فريج سعود وساحة العلم وفريج الشيوخ، وبيتا في نقعة شملان و17 دكان خام و20 دكانا في سوق الذهب، والذين هجروا عددهم 1968 رجلًا".... وليس في حديثه هذا مفاجأة، لكنه يضعنا أمام سؤال آخر،  هل حقا تريد إسرائيل السلام؟ .

    
إسرائيل شحالك، وهو واحد من أجرأ المفكرين اليهود، المغضوب عليهم في إسرائيل،  تناول بالنقد الشديد اليهودية كديانة، تؤصل  للعنصرية، وكذلك إسرائيل كدولة تأسست على التفرقة وتكرس للعنصرية، وأفرد لذلك عددا من المؤلفات شرح فيها وقائع تاريخية، ومعاصرة توضح  النظرة الحقيقية التي ينظر بها اليهود لغيرهم من العرب والمسلمين، وكل من لم تكن له جذور يهودية خالصة،  ودعم ذلك بنصوص من التوراة والتلمود، والقانون  الإسرائيلي، تكشف زيف النبرة التي تحاول إسرائيل تبثها من خلال هذه الصفحات، ومخالفتها للواقع، فهل نجد في إسرائيل من يقوم بمناقشة مؤلفات إسرائيل شحالك،  والرد علي ما جاء فيها  بموضوعية؟، بالطبع لا فتلك الصفحات ليست سوى أبواق لبث الكذب، وتضليل العرب.