مستشار المفتي:
الحلق والتقصير من واجبات الحج
مدير الفتوي:
ثلاث شعرات تكفي في حلق شعر الرأس للحاج عند الشافعية
الإفتاء:
حلق الحاج لنفسه جائز شرعًا
بدأت جموع ضيوف الرحمن منذ فجر يوم أول أيام عيد الأضحى المبارك، أداء مناسك أول أيام النحر برمي الجمرات وذبح الهدي، وطواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة وكذلك الحلق والتقصير، ويرصد «صدى البلد» الأحكام المتعلقة بالحلق والتقصير وكيفية التحلل من الإحرام.
ويعد حلق شعر الرأس أو تقصيره واجبًا من واجبات الحج والعمرة، عند مذهب جمهور الفقهاء من الحنفية، والمالكية، والحنابلة، ويتساءل الكثير عن كيفية الحلق والتقصير للرجال والنساء والأصلع.
وردت نصوص دلت على أن حلق الشعر من واجبات الحج والعمرة، قال تعالى: «لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ» [الفتح: 27]. فالله عز وجل جعل الحلق والتقصير وصفًا للحج والعمرة، والقاعدة أنه إذا عبر بجزءٍ من العبادة عن العبادة، كان دليلًا على وجوبه فيها.
وروي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما «أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج معتمرًا، فحال كفار قريش بينه وبين البيت، فنحر هديه وحلق رأسه بالحديبية». أخرجه البخاري، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما «أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حلق رأسه في حجة الوداع» أخرجه البخاري ومسلم، وقد قال عليه الصلاة والسلام: «لتأخذوا مناسككم»، مع كون فعله وقع بيانًا لمجمل الكتاب.
القدر الواجب حلقه أو تقصيره:
ذكر المالكية، والحنابلة، أن الواجب حلق جميع الرأس، أو تقصيره كله، واستدلوا بعموم قوله تعالى: «لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ» «الفتح: 27». أي أنه عامٌّ في جميع شعر الرأس، فالرأس اسمٌ لجميعه، ومن السنة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حلق رأسه في حجة الوداع، أي أنه عامٌّ في جميع شعر الرأس؛ لأن الرأس اسمٌ لجميعه؛ فوجب الرجوع إليه،وقد قال صلى الله عليه وسلم «لتأخذوا مناسككم»، والأصل في الأمر الوجوب.
ورأي آخرون أن حلق جميع الرأس أفضل من تقصيره، واستدلوا بأنَّ الله عز وجل بدأ بالحلق، والعرب إنما تبدأ بالأهم والأفضل، ومن السنة: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم ارحم المحلقين. قالوا: والمقصرين يا رسول الله، قال: اللهم ارحم المحلقين. قالوا: والمقصرين يا رسول الله، قال: والمقصرين»، بينما رأى إجماع الفقهاء أنه يجزئ التقصير عن الحلق.