الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد الحرام: من رحمة الله بهذه الأمة أن بعث إليها خير الرسل

خطيب المسجد الحرام:
خطيب المسجد الحرام: من رحمة الله أن بعث إليها خير الرسل

قال الشيخ الدكتور عبدالله الجهني، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-.

اقرأ أيضًا.. 

وأوضح «الجهني» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى قد أرسل الرسل وأنزل معهم الكتب لدعوة الناس إلى توحيده وحده لا شريك له .

وتابع: ولإخراجهم من الظلمات إلى النور ، ولهدايتهم بغد غوايتهم وقد كان من رحمته تبارك وتعالى أن بعث إلى هذه الأمة وهي آخر الأمم خير الرسل وأفضل الأنبياء رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي اختاره واصطفاه من بين الرسل كما اختار أمته واصطفاهم على كل الأمم ، ولا سبيل ولا سعادة إلا بتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر وألا يعبد الله إلا بما شرع.

وأضاف  أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان رحيمًا وشفيقًا وناصحًا ومحبًا للخير لأمته، فقال تعالى : «لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (128) فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129)» من سورة التوبة.

ونبه إلى أنه كان من هديه –صلى الله عليه وسلم- الوصية ، بمعنى العهد ، وتكون بالمال وغيره ، والتي بالمال هي الوصية الشرعية محلها الفقه ، ويتحقق فيه معنى الوصل ، لأن الموصي قد وصل بوصيته من أوصى إليه بها ، أي بجزئ من ماله فوصله بها ، أما الوصية التي في غير المال فهي بمعنى التوجيه والنصح والإرشاد ، وتتحقق المصلحة بجلب النفع أو بدفع الضر .

واستطرد: كأن تقول : أوصيك بتقوى الله ، ويقول الصحابي أوصاني رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، منوهًا بأنه بتتبع وصاياه نجد ألوانا متعددة وأشكالا متميزة قد شملت في جملتها مجالات الإنسان سواء كانت في أمر دنياه أم أمر آخرته ، ولكنها في أمر آخرته أغلب ، وتتسم بالإيجاز والإعجاز ، ومن تلكم الوصايا ، وصيته صلى الله عليه وسلم بكتاب الله تبارك وتعالى ، وتلاوته والعمل به ، قال أبو ذر رضي الله عنه : قلت يا رسول الله أوصني ؟ قال : عليك بتلاوة القران فإنه نور لك في الأرض وذخر لك في السماء رواه ابن حبان .

وأشار إلى أنه قد نظم هذا الكتاب العظيم حياة البشر في منهج قويم من جميع الجوانب ، فمن جانب علاقته بربه أوضح له العقائد الإلهية وما يتبعها من الغيبيات في أركان الإيمان الستة ، وفصل له في العبادات ، ثم نظم قواعد المعاملات التي يرتبط بها البشر بعضهم ببعض ، فوحد بينهم بالأخوة في الإسلام ، فقال تعالى : « إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ»، وأقام بناء الأسرة على قواعد المحبة والحقوق والرحمة والواجبات المتبادلة .

واستشهد بما قال تعالى : « وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ » الآية 228 من سورة البقرة ، كما نظم طريق الكسب والمعيشة في خصوص المال عصب الحياة ، فقال تعالى:  « فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ » ، ونظم ميزان العدل في الأرض قال تعالى:  لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ».

وأفاد بأنه وضع السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتتنفيذية في هذه الآية الواحدة ، وأكثر من ذلك ، كلها معان سامية وتوجيهات حكيمة ومناهج قويمة ، وصدق الله إذ يقول : « إِنّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشّرُ الْمُؤْمِنِينَ الّذِينَ يَعْمَلُونَ الصّالِحَاتِ أَنّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا».

وأكد أن القرآن العظيم نور لمن وفقه القران سبحانه وتعالى يرفع به أقواما ويضع به آخرين ، فمن أخذ به وعمل كان من السعداء عند الله ، ومن هجره وأعرض خاب وخسر في دنياه وأخراه ، وكان من أشقى الأشقياء .