الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليلى زيدان تكتب: تفجيرات بيروت وتغيرات المشهد فى المنطقة

صدى البلد

قضت العاصمة اللبنانية  بيروت ، الثلاثاء الماضى ، ساعات من الرعب جرّاء الانفجار الضخم الذي هزّ مرفأ بيروت الذي أتى بحسب تقديرات الخبراء، نتيجة انفجار "مواد شديدة التفجير"  نيترات الأمونيوم في أحد مستودعات المرفأ المذكور.
 الانفجار كان مرعبا ووصل صداه على بعد أكثر من 200 كيلو  متسببا فى خسائر اقتصاديا فادحة ووجود أكثر من 300 ألف اسرة بلا مأوى الآن فى بيروت  .. فى انفجار يشبهه  البعض بانفجار هيروشيما مصغر وتم الاعلان  عن مدينة بيروت مدينة منكوبة مع انقطاع فى الكهرباء والخدمات بها .
وتأتى الأسئلة لتعصف بحالة الهدوء الفكرى جراء ما حدث 
- فما الذى تشير اليه تفجيرات بيروت ؟؟
- ومن المستفيد الأكبر من هذه التفجيرات ببلد عربي مهم مثل لبنان ؟؟ 
- وما دور حزب الله الممول من إيران وقطر فى التفجيرات ؟؟ 
- وهل سيتغير المشهد فى المنطقة  وشرق المتوسط  وسينجح مخطط  قلب الأوراق فى زعزعة الأمن والإستقرار ؟؟؟ 
- وهل سيتم التأثير على دوائر الأمن القومى فى المنطقة والأمن القومى المصرى ؟؟؟
وعند الإجابة على كل هذه الأسئلة فلا مفر منالإعتراف الكامل أنه اذا اهتز لبنان اهتز الإقليم  بأكمله، فمن المستفيد من العمل على إدخال الدولة اللبنانية في دائرة من الفراغ، وإعادة سيناريو الحرب الأهلية به في ظل واقع جديد يتشكل، ويستهدف ضرب الاستقرار في لبنان بأكمله  والوصول بدولة مثل لبنان الى حافة الهاوية والسقوط فى بئر سحيق سقطت فيه اربعة دول عربية من قبل ولم تخرج منه الى الآن.
وجود حزب الله فى المعادلة اللبنانية  يضر كثيرا بلبنان  فهو المتهم الأول والرئيسى بإدخال لبنان فى مواجهات مفتوحة مع اسرائيل ومع سوريا نتيجة تدخله فيها مع رفضه لتهدئة الأوضاع ونزع سلاحه الذى يتم تمويله بشكل مباشر من ايران وقطر .
زيارة الرئيس الفرنسى ماكرون كأول رئيس فرنسى للبنان وتقديمه ليد العون مع دعم الإتحاد الأوروبي والرئيس الأمريكى ترامب لتقديم مساعدات عاجلة للبنان سيكون من مصلحة لبنات ولكن على الجانب الأخر مطالبة ماكرون لتدخل الناتو أو اى مطالبات  لتدخلات أجنبية داخل لبنان هو أمر مثير جدا للقلق .
وأيا كان من المتسبب فى هذه التفجيرات ومن المستفيد فالمؤكد بلا شك هو أنه هناك أكثر من جهاز أمنى يتابع ما يحدث الأن فى المنطقة ويقيمه  ويحلله بشكل دقيق متأملا الأهداف التى تحققت من وراء هذه التفجيرات والأهداف التى يمكن أن تتحقق فى الأيام القادمة وبناء عليه سيتم  اعداد الأدوات واستخدامها .
ويأتى السؤال الأخير والأهم وهو عن دور جامعة الدول العربية  إزاء ما يحدث فى لبنان والمنطقة  الأيدى عاجزة أمام ما يحدث ويجرى فى لبنان والمنطقة وما سيؤثر بالتأكيد عليها على دول عربية مجاورة لها مثل سوريا وفلسطين وتباعا على مصر وباقى الدول العربية فدعم لبنان كان مطلوبا فى السابق من أشقائها العرب أما الآن فقد أصبح مهما وواجبا من أجل إستقرار المنطقة بأكملها  لأنه من المؤكد أنه اذا لم يتم احتواء لبنان الآن إعادته الى حالة الأمن والإستقرار سيتغير المشهد بشكل كبير للإسوأ.