الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأمين العام لهيئات الإفتاء: شيوخ السلطان كذبة روجتها الجماعات المتطرفة

ابراهيم نجم
ابراهيم نجم

قال الدكتور إبراهيم نجم مستشار مستشار مفتي الجمهورية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم إن جماعات التطرف والإرهاب روجت حزمة من الأكاذيب المغرضة بهدف الانتقاص من أهل العلم والفتوى المعتمدين، الذين حصلوا العلم من معينه الصافي وأخذوه عن أهله بطريقة صحيحة وكونوا ملكات راسخة في مجال الفتوى والاجتهاد جاءت نتيجة لجهود مضنية من الدراسة والتحصيل لعلوم الشريعة الإسلامية كالفقه والحديث والعقائد والأصول والقواعد والمقاصد مع الإلمام التام بعلوم اللغة العربية، ثم تأتي مرحلة الممارسة العملية من خلال الإلمام الدقيق بالواقع والإدراك التام للمراحل العلمية التي تمر بها صناعة الفتوى.


وأوضح مستشار المفتي أن هذه الطريقة العلمية الرصينة في التحصيل والإفتاء لا يمكن  أبدًا أن تتحصل لأي من أفراد هذه الجماعات حيث لا يهتمون بطلب العلم ولا تحصيله بل يهتمون بجمع مسائل محددة تدور حولها قضاياهم وتتمحور حولها ممارساتهم العنيفة، فلا يعرفون عن الفقه إلا بعض مسائل في باب الجهاد ولا يتقنون من العقيدة إلا المكفرات، ومن ثم فقد جاءت فتاواهم الشاذة المتشددة المبنية على اجتزاء بعض آيات القرآن الكريم أو بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم على خلاف ما أفتى به علماء المؤسسات العلمية العريقة الراسخة في العلم كدار الإفتاء المصرية وكافة المجامع الفقهية والمؤسسات الإفتائية، ومن ثم فقدت هذه الجماعات المتشددة مصداقيتها لدى جماهير الأمة حيث جاءت فتاواهم وآراؤهم مصادمة للواقع منافية لكل ما استقرت عليه فتاوى علماء الإسلام.


وأضاف نجم ، أن تشويه صورة مجتهدي المؤسسات الدينية كان هدفا أساسيا لهذه الجماعات، لأن المؤسسات الدينية وحدها هي القادرة وبجدارة على دحض افتراءاتهم وتفنيد شبهاتهم وتفكيك أفكارهم، وعلماء الأزهر الشريف بما يحملون من منهج علمي رصين هم حائط السد الأشد والأهم في وجه موجات العنف والتكفير الذي تبنته ونشرته هذه الجماعات الضالة، ولقد تفتقت أذهانهم الشيطانية عن عدد من التهم التي عمدوا من خلالها إلى تشويه رموز الوسطية والاعتدال ، وكان في مقدمة هذه الاتهامات التي روجت لها أبواقهم الكاذبة أن العلماء الرسميين هم علماء السلطان أو الحكام يفتون بما يوافق هوى الحاكم وإن خالف شرع الله عز وجل.


وأشار إلى أن حكام البلاد الإسلامية في أذهان المتطرفين المريضة ليسوا من المسلمين ولا يريدون بالإسلام ولا أهله خيرا والعلماء تبع لهم بلا شك، وإن هذا الهجوم الشرس على علماء المنهج الوسطي والذي اتفقت عليه هذه الجماعات الضالة يدل دلالة واضحة على حجم الرعب الذي ترتعد منه فرائص هذه الجماعات من الحجة والبرهان ومن العالم العميق الرصين الذي يفضح عنفهم ودمويتهم وتطرفهم وإرهابهم.


وأكد أن التهمة الزائفة التي يرددونها أن العلماء الرسميين هم علماء الحكام والسلاطين، فهي ليست تهمة أصلا لا للحكام ولا للعلماء لأنه لا يوجد دليل واحد عبر تاريخ دار الإفتاء المصرية أن حاكما طلب من العلماء فتوى محددة تخالف شريعة الإسلام والحكام جميعا يحترمون الإسلام وشريعته ومن ثم فإنهم يحترمون العلماء ويحترمون التخصص والاجتهاد، وعلى ذلك فإن لقب علماء السلطة ليس بعيب أصلا لأن السلطة التي تطلب رأي الشرع الشريف لم تفعل إلا الخير والصواب، وفي الواقع لا يوجد عندنا علماء مختصون بالسلطة وحدها فكل العلماء ذوي الرأي والاختصاص في أمور الاجتهاد والفتوى هم علماء الأمة بعامة حكاما ومحكومين يلجأ إليهم الصغير والكبير على حد سواء.


ولفت إلى أنه لا فرق بين حاكم ومحكوم أمام شرع الله تعالى، غير أننا نريد أن نبين أن الحكام أو أجهزة الدولة بشكل عام بما تمتلك من أجهز رصد دقيقة ومتخصصة ترصد الواقع والمتغيرات  في كافة الأمور والقضايا والأحداث التي تمر بها المجتمعات قد تكون أكبر معين للعلماء على بيان الحكم الشرعي الصحيح للمجتمع وللأمة لأن إدراك الواقع ركن ركين من أركان الاجتهاد والفتوى، فالعلاقة بين الحكام والعلماء هي في الأصل علاقة تعاون وتكامل للوصول إلى الحق والعمل به، فليست هناك تهمة من الأساس.


وذكر أن من التهم التي تتهم بها جماعات التطرف علماء المنهج الوسطي وبخاصة علماء الأزهر والإفتاء أنهم يتساهلون بل يميعون أحكام الشريعة ويتبعون أهواء العامة فيما يحرمون أو يحللون، ومبعث هذه التهمة أن هذه الجماعات قد ألغت الخلاف الفقهي وجمدت على آراء محددة وغالب اختياراتهم الفقهية من الآراء التي لم تعد مناسبة للواقع وإن الناظر في مجموع فقههم واختياراتهم يستطيع أن يطلق عليها (فقه التشددات أو فقه الجمود) لذلك فإنهم يعتبرون كل رأي يخالف تشددهم تمييعا للدين وتساهلا في الفتوى وتتبعا للرخص، ولا شك أن اختيار الأيسر والأوفق والأرفق بحالة الناس من الآراء الفقهية هو عين مذهب السلف الصالح الذي دلت عليه كلمة الإمام الحجة سفيان الثوري (الفقه عندنا الرخصة من الثقة وأما التشديد فيحسنه كل أحد).


واختتم الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء العالمية أن العلماء حينما ينتهجون نهج التيسير على العامة ويرجحون ما يناسب حالة السائل لم يخالفوا الشريعة ولم يحيدوا عن المنهج الحق بل إن صاحب الشريعة صلى الله عليه وسلم وصف الدين بأنه يسر ووصف أصحابه وأتباعه بقوله (إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين) رواه البخاري وعلى ذلك فإن هذه الجماعات بتطرفها وتشددها هي التي خرجت عن شريعة الله وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما العلماء فقد قاموا بواجبهم الذي كلفهم الله به تجاه أمتهم حكاما ومحكومين.