الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحرب العالمية الثالثة وتبلور المحور الإيراني التركي


فى 2020-08-15  من  خلال لجوء روسيا والصين لاستخدام حق النقض “الفيتو”، فشلت الولايات المتحدة في تمرير مشروعها في مجلس الأمن، لتمديد حظر الأسلحة التقليدية على إيران المقرر أن ينتهي في  الاول من أكتوبر 2020، وفق شروط الاتفاق النووي. لم تنجح إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الحصول على الموافقة، رغم محاولات حشد الدعم منذ فترة لهذه الغاية، ورغم إجراء تعديل على مشروع قرارها، بعد رفض وتحفظ بعض الدول. وفي جلسة مجلس الأمن لم تستطع واشنطن الحصول على 9 أصوات مؤيّدة لإقرار مشروعها، لتنتفي بذلك حاجة موسكو وبكين إلى استخدام “الفيتو” الذي لوحّتا به. 



وتعليقا على رفض القرار، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن مجلس الأمن أخفق في محاسبة إيران، وأنه فشل في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.  واعتبر أن خطوة الرفض ستمهد الطريق أمام الدولة الرائدة في العالم لرعاية الإرهاب، لشراء وبيع أسلحة تقليدية دون قيود محددة. كما أكد أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن أصدقائها في المنطقة، الذين توقعوا المزيد من مجلس الأمن.  أما المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، كيلي كرافت، فأكدت أن واشنطن ستعمل على إعادة تفعيل كل العقوبات الدولية المفروضة على إيران خلال الأيام المقبل. وبدوره، وصف مستشار الأمن القومي الأميركي، روبرت أوبراين، امتناع بريطانيا وفرنسا وألمانيا عن التصويت بالمحبط والمخيب للآمال.  أما المندوب الإيراني في الأمم المتحدة فقد حذر الولايات المتحدة برد شديد، إذا حاولت إعادة العقوبات الدولية على بلاده. وأكد أن خيارات طهران “ستكون غير محدودة”، دون أن يوضح المزيد من التفاصيل.  إن فشل الخطوة الأميركية في تمديد حظر السلاح على إيران سيعزز المخاوف من تعاظم خطر طهران على المنطقة واستقرارها. هذا فى الوقت الذى دعا فيه مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى تجنب تصعيد المواجهة بسبب ملف حظر الأسلحة على إيران.



كما دعا نيبينزيا إلى الاطلاع على مبادرة الرئيس فلاديمير بوتين لعقد قمة سباعية للدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا وإيران حول برنامج طهران النووي. وقال فاسيلي نيبينزيا في اجتماع لمجلس الأمن الدولي اليوم السبت: “اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 14 أغسطس  2020، عقد اجتماع افتراضي لرؤساء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، والمانيا وإيران، لتحديد خطوات تتيح تجنب المواجهة حول إيران في مجلس الأمن الدولي”.وأضاف: “ندعو شركائنا إلى النظر بعناية في هذا الاقتراح وإلا فقد نرى المزيد من تصعيد التوتر ما يهدد بالصراع. يجب تجنب هذا السيناريو”. وأشار نيبينزيا إلى أن الحظر على عملية الأسلحة من وإلى إيران وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2231 (2015) لم يرتبط بحق إيران في تطوير برنامجها النووي السلمي ولم يكن جزءا من أي شروط أخرى. وقال نيبينزيا “منذ البداية كان ذات طابع مؤقت وتم اعتماده لمدة خمس سنوات بالضبط ولم يكن تمديده متوقعا”. وشدد على أن روسيا مستعدة للعمل البناء مع جميع الأطراف المعنية من أجل الابتعاد عن “المسار الخطير”.  



وعرض الرئيس الروسي في المقترح عقد لقاء في أقرب وقت، يجمع رؤساء “خماسية “مجلس الأمن الدولي وزعيمي ألمانيا وإيران”، بهدف “منع وقوع المواجهة وتصعيد الوضع داخل مجلس الأمن الدولي”.  وأعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو،   “رفض (مجلس الأمن) قرارا معقولا بتمديد حظر السلاح المفروض منذ 13 عاما على إيران ومهد الطريق أمام الدولة الرائدة في العالم لرعاية الإرهاب بشراء وبيع الأسلحة التقليدية دون قيود محددة من الأمم المتحدة والتي فرضت لأول مرة منذ أكثر من عقد”. هذا وقد رفض ترامب فكره المؤتمر الدولى.
من جانب ثان استدعت وزارة الخارجية الإماراتية، يوم الأحد، القائم بالأعمال في سفارة إيران في أبوظبي، وسلمته مذكرة احتجاج على خلفية التهديدات الواردة في خطاب الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بشأن قرارات سيادية لدولة الإمارات. وأكدت الخارجية الإماراتية، أن الخطاب الإيراني غير مقبول، كما أنه تحريضي ويحمل تداعيات خطيرة على الأمن و الاستقرار في الخليج العربي. فإن تهديدات روحاني تكررت على لسان وزارة الخارجية الإيرانية والحرس الثوري ومسؤولين إيرانيين آخرين. ونبهت الخارجية الإماراتية إلى أن هذا الخطاب التحريضي الصادر عن السلطات الإيرانية يمثل تدخلا في الشؤون الداخلية، مضيفة أن أن العلاقات والاتفاقات والمعاهدات بين الدول تشكل مسألة سيادية.  ونبهت دولة الإمارات إيران إلى مسؤوليتها تجاه حماية بعثة الدولة في طهران ودبلوماسييها، وذلك على خلفية سوابق الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية الأجنبية في إيران. 



ويوم الخميس 13- 2020 ، كان قد أعلن بيان إماراتي أميركي إسرائيلي مشترك الاتفاق على وقف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، مع مباشرة العلاقات الثنائية بين إسرائيل والإمارات. واندفعت ايران بتهديد صريح للدوله الامارات . ووصل يوسى كوهين رئيس الموساد لتأسيس العلاقات الفنية بين الدولتين فى 16-8-2020 . ويوسى كوهين يعرف بانه  من استطاع تهريب الارشيف النووى الايرانى  لاسرائيل وأمريكا من  خلال علاقاته فى  المنطقه العربيه.   وضح فى النصف الاخير من 2019 ان إسرائيل نفذت ضربات ضد القوات الإيرانية في سوريا. مثل الضربات الجوية الإسرائيلية ضد أهداف في سوريا المرحلة الأخيرة في الصراع المتطور بين إسرائيل وإيران، والذي يخاطر حتمًا بنشوب صراع أوسع بكثير. إيران حريصة على تعزيز وجودها العسكري في سوريا. إسرائيل حريصة على إيقافه.  لكن إيران لا تظهر أي بوادر على التعثر. إنها تطور قدراتها العسكرية وتظهر ثقة أكبر بالنفس. يكافح اللاعبان من أجل وضع "قواعد" جديدة للردع ، لكن الخطر يكمن في أنه مع زيادة مستوى التبادلات العسكرية بينهما ، يزداد خطر نشوب صراع شامل أيضًا.  ظاهريًا ، كانت الغارات الجوية الإسرائيلية مدفوعة بإطلاق أربعة صواريخ من الأراضي السورية اعترضتها الدفاعات الجوية الإسرائيلية من القبة الحديدية. 



وتشير تقارير إلى أن إطلاق الصواريخ ربما كان في حد ذاته ردًا بأوامر إيرانية على الهجمات الإسرائيلية ضد حلفاء إيران ، سواء في العراق أو في قطاع غزة. حجم الرد الإسرائيلي كان كبيرا. كانت الأهداف مرتبطة بفيلق القدس الإيراني ، وكان بعضها داخل منشآت عسكرية سورية. كما تم الهجوم على مقر سوري مع ست بطاريات صواريخ أرض - جو سورية ، لمنح الطائرات الإسرائيلية حرية العمل اللازمة. وأشار مصدر أمني إسرائيلي رفيع إلى أن هذا كان "انتقامًا واسع النطاق ، بما في ذلك سقوط ضحايا إيرانيين". الرسالة من اسرائيل الى طهران واضحة: أي هجمات خارج سوريا ستقابل برد غير متناسب". 



من جانب ثالث يجرى تشكيل تحالف عسكري ضد أردوغان بخصوص الدعم الفرنسي والاسرائيلي والمصرى  والسعودي لليونان في موقفها ضد تهديدات وخطط أردوغان للهيمنه على شرق المتوسط.  وهكذا، فإذا ما تم بالفعل إضفاء الطابع الرسمي على التحالف المناهض لتركيا، فسيجد أردوغان نفسه في وضع صعب للغاية. لن يتمكن من الفوز، ولا يمكنه قبول الخسارة. تعاني تركيا من وضع اقتصادي صعب، فقد انخفض سعر صرف الليرة بنسبة 20% منذ بداية العام. ولتحويل انتباه السكان، هناك حاجة، على الأقل، إلى تحقيق انتصارات في السياسة الخارجية، ولا وجود لمثلها مؤخرا. لذلك، يريد أردوغان الجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل حل جميع نزاعاته الإقليمية سلميًا مع الدول الجارة في شرق البحر المتوسط.  



هذا وقد وصل وزيرا دفاع تركيا وقطر طرابلس في زيارة غير معلن عنها  17-8-2020 . وذكرت وسائل إعلام ليبية أن الوزيرين سيجريان محادثات مع المسؤولين في حكومة فايز السراج والتي تبسط هيمنتها على طرابلس، بالإضافة إلى لقاء بعض قادة الميليشيات هناك. هذا وتتدخل تركيا عسكريا في ليبيا لدعم حكومة السراج بتقديم دعم جوي وأسلحة ومرتزقة متحالفين معها من سوريا بدعم وتمويل قطري. فقد نقلت تركيا حتى الآن أكثر من 20 ألف مرتزق سوري إلى ليبيا إضافة إلى نحو 10 آلاف متطرف من جنسيات أخرى، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ويكشف المرصد تفاصيل الطريقة التي تعتمدها المخابرات التركية لخداع المرتزقة السوريين، مشيرا إلى دور قطري في استضافتهم وتدريبهم قبل إرسالهم إلى جبهات القتال في ليبيا. حيث توهم تركيا المرتزقة السوريين، عبر سماسرة، بنقلهم إلى قطر لحراسة مؤسسات حكومية مقابل رواتب مجزية، ثم تزج بهم إلى ليبيا. وبمجرد الوصول إلى تركيا عبر ما يعرف بفصيل سليمان شاه والسلطان مراد الموالين للاستخبارات التركية، يتم إخبارهم أن الوجهة ستكون ليبيا وبراتب شهري أقل من المتفق عليه. هذا وقد هددت تركيا بانها  ستنظر فى قطع العلاقات مع الامارات  بخصوص اتفاق السلام الامريكى  الاماراتى الاسرائيلى. حيث تتهم  الامارات تركيا  بأنها من دبر الانقلاب الفاشل ضد اردوغان فى 2016 . كما تتهم  تركيا الامارات بأنها ترسل فلسطينيين فى عمليات مخابراتيه من غير دليل واضح حتى الان. 



من جانب رابع  ظهرت خطورة اتفاقية التعاون التى تم توقيعها بين ايران والصين،  من حيث  قدرتها على  جر إيران إلى مصيدة الديون وتجعل منها رهينة لسياسات الحكومة الصينية. رغم أن الاتفاقية في ظاهرها اقتصادية بحتة، إلا أنها تقتح المجال أمام بكين لتثبيت أقدامها في إيران من خلال بنود الاتفاقية، التي تمنحها ذرائع إجراء التدريبات المشتركة والحصول على امتيازات تجارية منحفضة التكلفة لمدة 25 عاما .  وكانت الاتفاقية المذكورة قد فجرت أزمة جدل في الأوساط الإيرانية، حيث هاجمها عدد من نواب البرلمان أثناء مداخلة لوزير الخارجية الإيراني، “جواد ظريف”، الذي أكد أنها مجرد اتفاقية بروتوكولية وقعت بعلم من المرشد الأعلى “علي خامنئي”.  في السياق ذاته، أن الاتفاقية، التي لا تزال سرية ولم يعلن عنها، ستفتح الطريق أمام استثمارات صينية بمليارات الدولارات في قطاعات الطاقة وقطاعات حيوية غيرها، سواء كانت في المجالات المصرفية أو البنية التحتية، وكانت  جذور وفكرة تلك الاتفاقية ظهرت في عهد الرئيس السابق، “أحمدي نجاد”.



من جانب خامس ، فى 15-8-2020 كشف وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، أن واردات النفط الإيراني، الذي صادرته الولايات المتحدة، أثناء توجهه عبر ناقلات نفط باتجاه فنزويلا، ستقدم لأسر الضحايا الأمريكيين، الذي قتلوا ضمن ما أسماه “إرهاب الدولة الإيرانية”، معتبرًا أن هذا الخيار سيكون أفضل من أن تتوجه تلك الأموال لتصب في خزائن المنظمات الإرهابية. وكانت وزارة العدل الأمريكية، قد أعلنت  عن مصادر شحنة نفط كانت محملة عبر أربع ناقلات نفط، من إيران إلى فنزويلا، لافتةً إلى أن تلك الشحنة تعتبر بمثابة كسر للعقوبات الأمريكية المفروضة على قطاع النفط الإيراني، منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران عام 2018.  إلى جانب ذلك، أشار الوزير الأمريكي إلى أن أموال تلك المصادرات النفطية، ستكون في المحاكم الأمريكية. 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط