الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لأول مرة في مصر ومع وسيلة إعلام عربية.. صدى البلد يحاور مستشار ترامب السابق للأمن القومي جون بولتون.. الصقر الأمريكي: مصر نجحت في مكافحة الإرهاب.. وجود تركيا في ليبيا مرفوض.. ونفوذ إيران يتصاعد

جون بولتون
جون بولتون

  • انفراد ولأول مرة في مصر.. "صدى البلد" يحاول مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون:
  • مصر نجحت في مجال مكافحة الإرهاب ولديها الحق في الدفاع عن حدودها الغربية
  •  أرفض وجود تركي في ليبيا وسياسة ترامب هناك غير واضحة
  •  النفوذ الإيراني في المنطقة يتصاعد ويهدد الدول الخليجية ومصر.. وترامب ليس لديه استراتيجية لردع طهران 
  • خطة السلام الأمريكية لن تنجح في تسوية الأزمة الفلسطينية.. واقترحت حل "الدول الثلاث" لتعزيز اقتصاد فلسطين 
  • انفجار بيروت يعكس مدى قوة نفوذ حزب الله في لبنان.. والشعب اللبناني فاض به الكيل
  • الشارع الأمريكي قد يشهد "مفاجأة أكتوبر" قبل الانتخابات ويرى ترامب يتخذ قرارات مفاجئة 
  • ترامب لن ينجح في احتواء التوترات مع الصين وسيقدم تنازلات تضر بالمصالح الأمريكية 


ثمة مقولة شهيرة لوزير الخارجية الأمريكي الأسبق وأحد أقوى السياسيين ومحركي الخيوط في القرن العشرين، هنري كيسنجر، أوجز من خلالها عشرات الآلاف من الكتب والمقالات التي تحاول تفسير وفهم غايات السياسة الأمريكية البراجماتية في التعامل ليس مع خصومها فحسب، بل في كل شيء تقريبًا من السياسة وحتى صناعة ألعاب الأطفال.


"العسكريون أغبياء وحمقى وهم مجرد دمى تتحرك في فضاء السياسة الخارجية".. هكذا وصف كينسجر سلاح السياسة الخارجية للولايات المتحدة وتاريخها الطويل في استعماله لبسط نفوذها في العالم، وبالتحديد في الشرق الأوسط.


قد يكون من المبالغة والجور أن نقارن مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، بهنري كيسنجر، بيد أن الأخير قاد السياسة الأمريكية الخارجية في ظل الحرب الباردة واشتعال عشرات المناطق في العالم وفي أكثر القرون دمارًا في تاريخ البشرية.


لكن مجرد وضع بولتون في نفس خانة المقارنة مع كيسنجر، يعكس مدى أهمية وخطورة الدور الذي لعبه صاحب هذا الاسم ولقب "صقر الحروب" منذ مطلع الألفية الثالثة وحتى الآن ورغم استقالته في سبتمبر الماضي من إدارة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب.


إن بولتون شهد وخبر المطبخ السياسي الأمريكي في عهد كيسنجر، حينما كان ناشطًا شابًا في الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري باري جولدووتر، وفي مطلع السبعينيات كأحد المدافعين عن حرب فيتنام، وحينما دخل البيت الأبيض في عهد رونالد ريجن، وحينما كان أحد أهم صانعي القرار خلال إدارة جورج بوش الابن، وأحد أهم راسمي استراتيجية الغزو الأمريكي للعراق، وأحد أقوى السياسيين في العالم وفي القرن الـ21.


كل تلك الأمور من ضمن جملة أشياء أخرى، نستشفها في كتابه المهم والمثير للجدل "الغرفة حيث وقع الحدث"، الذي نشره بولتون في يونيو الماضي وبعد شهور من استقالته، والذي كشف فيه عن مفاجآت صادمة تبلغ أحيانًا مرتبة الكوارث داخل البيت الأبيض.


اليوم، ولأول مرة في مصر يتحدث بولتون للمصريين، فحينما حاول "صدى البلد" محاورته، لم ينجح في إخفاء غبطته - وهو السياسي المخضرم - وإنهاء الحوار بتعهد منه بأنه سوف يزور مصر قريبًا.


مصر تنجح



استهل "صدى البلد" الحوار مع الصقر الأمريكي على الطريقة "الأمريكاني".. أي الدخول في الموضوع بشكل مباشر وبدون مقدمات، حيث حذر-كعادته - من تصاعد النفوذ الإيراني في المنطقة، مشيرًا إلى أن الدول الخليجية والعربية، وبالتحديد مصر، في خطر محدق من قبل إيران وأهدافها الواضحة رغم أنها لن تعلن عنها بصراحة لكي تصبح القوة الإسلامية الوحيدة في المنطقة وصاحبة أقوى جيش فيها والذي يهدد الدول المنتجة للنفط وهو ما يهدد سوق النفط العالمي بشكل عام.


ولدى سؤالنا عن جهود مصر في مكافحة الإرهاب، قال بولتون: "لقد نجحت مصر جيدًا في مكافحة الإرهاب ولقد كان بيننا تعاون وثيق في هذا الصدد. ما يقلقني بشأن إيران هو أن دعم التطرف الإسلامي في المنطقة ككل، ظهر للعلن بعد الثورة الإيرانية سواء بين السنة أو الشيعة".


وأضاف: "بالتأكيد هناك توترات وتعقيدات في المنطقة، لكن هذه الميول نحو التطرف جاءت بسبب ما حصل في إيران. وهذا الخطر لا يزال موجودًا في جميع الدول وإيران ستساعد التطرف إذا أمكنها لأنها لو تمكنت من زعزعة استقرار خصومها العرب فمن المحتمل أن نفوذها سيصبح أقوى في المنطقة".


وأكد أنه حتى ولم تكن هناك تهديدات إرهابية سواء في مصر أو أي دولة أخرى، فإن أنشطة إيران الخبيثة لا تزال حقيقة.


وضرب الصقر الأمريكي مثالاً قويًا على ذلك، ألا وهو اليمن، حيث أكد أن الحرب الأهلية هناك  لم تكن لتصبح على ما هي عليه الآن لولا دعم إيران المستمر بالأسلحة إلى الحوثيين والأمور الأخرى التي تمكن طهران من السيطرة على اليمن.


ورغم أن الحوار أجرى قبل إعلان حكومة الوفاق غير الشرعية في ليبيا وقف إطلاق النار هناك، إلا أن بولتون استشرف أن إدارة ترامب وسياستها وأوروبا، غير واضحة في التعامل مع الملف الليبي.


وقال: "لا أرى نجاح مسألة التسوية السياسية بين السراج وحفتر بإشراف من الأمم المتحدة، وهي السياسة التي تحبذها الولايات المتحدة. لقد كان هذا الأمر مطروحًا لسنوات عديدة والنزاع بات أسوأ الآن وأصبح هناك تدخل أكثر من جانب القوى الخارجية في ليبيا".


وأضاف: "بالنسبة لمصر هذا سؤال شديد الأهمية، إذ تحتاج مصر إلى وجود استقرار على حدودها الغربية وعدم ظهور نظام إرهابي بالقرب منها لذا أرى من وجهة نظر الولايات المتحدة، وبما أنها اتخذت قرارًا بإطاحة القذافي في 2011 فإن المفارقة تكمن في أن إدارة أوباما تخلت عن ليبيا على غرار ما فعلت مع العراق  وهو ما ساهم في تعزيز الفوضى والدمار".


واستطرد: "لا أحبذ أن تركيا متورطة في دعم السراج أيضًا ولا أحبذ أن أرى تورط أي قوى خارجية هناك"، مشيرًا عن استمرار تدهور الوضع هناك ليس في مصلحة الولايات المتحدة ولا مصر أيضًا.


انفجار بيروت وحزب الله
سأل "صدى البلد" بولتون عن حادث انفجار مرفأ بيروت الأخير، ومطالبات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتفكيك ميليشيات حزب الله.


رد بولتون على الفور قائلاً: "هناك الكثير مما لا نعرفه حول أسباب هذا الانفجار، والأهم من ذلك ما المواد التي كانت موجودة في المرفأ، وبالتأكيد هناك أدلة جلية على أن حزب الله يسيطر على هذا المكان وقد استخدمه لسنوات طويلة".


وأضاف: "وثمة تكهنات مثيرة حول كمية مادة نترات الأمونيوم التي كانت مخزنة في المرفأ على مدار ست أو سبع سنوات وكيف تم استخدامها وإدخالها، لكن على مدار السنوات الماضية بدا جليًا في ظل حكومة الرئيس ميشال عون أن حزب الله كان الكيان السياسي الوحيد الذي له سيطرة في لبنان، خاصة أن عون يرى حزب الله في موقع السلطة".


وتابع: "كما أن نفوذ الحزب كان واضحا لوقت طويل، وأظن أن رد فعل العديد من اللبنانيين المتمثل في خروجهم إلى الشارع في أعقاب الانفجار واستقالة الوزراء ورئيس الحكومة واحتمالية إجراء انتخابات مبكرة تعكس أن الشعب بات يدرك أن لبنان أصبح يعيش في فوضى سياسية والآن فوضى اقتصادية".


وأكد بولتون أن كل هذه الأمور تؤثر بشكل خطير على المنطقة وتسلط الضوء على مدى اتساع نفوذ إيران من خلال الحرب على تنظيم داعش في العراق وسوريا، مشيرًا إلى أن "حزب الله لا يزال مجرد أداة في يد الحرس الثوري الإيراني الذي أسس الميليشيا اللبنانية في الماضي والولايات المتحدة تتذكر أن الذي فجر ثكنات المارينز في الثمانينات كانت مليشيات سبقت حزب الله في التوجه".


ولفت إلى أن الوضع هناك محزن في أعين الشعب اللبناني الذي يرى بلاده في فوضى عارمة، موضحًا أنه قد تكون هناك فرصة لأن يتولى أناس مسئولون زمام الأمور ويقوضون نفوذ حزب الله.


وحول التوترات الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل والتي تذكرنا بأحداث 2006، يؤكد بولتون أن المشهد لا يزال غامضًا وأنه قد يكون مرتبطًا بأحداث بيروت.


حيث يقول: "ما نعرفه هو أنه قد حصلت هجمات استهدفت منشآت صاروخية ونووية داخل إيران مثل مفاعل نطنز لتخصيب اليورانيوم، إضافة إلى الهجمات التي استهدفت منشآت عادية وعسكرية، ولا نعرف من المسئول عنها لكننا متأكدون من أن إيران لا تستطيع الدفاع عن أي مكان داخل أراضيها".


ويضيف: "وفي حالة رأى النظام الإيراني أن تلك الهجمات نفذت من قبل إسرائيل، لن نفاجأ أن نرى أن حزب الله تلقى أوامر بتنفيذ هجمات انتقامية. قد يكون هناك نقل أسلحة إلى بيروت بهدف تسليمها إلى حزب الله في وادي البقاع".


ويتابع قائلاً: "لقد عرفت أن هذه المستودعات في بيروت تشتهر أحيانًا باسم بوابة فاطمة، وهو نفس اسم معبر مغلق منذ سنوات على الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل، لكن من المثير للانتباه أن نفس الاسم يطلق على الاثنين. وحزب الله وكما قلت مسبقًا يعمل لحساب إيران لذلك إذا أرادت إيران الانتقام فمن المرجح أن يكون ذلك من خلال حزب الله".


خطة سلام تهدد فلسطين
مؤخرًا أبرمت دولة الإمارات العربية المتحدة اتفاقًا تاريخيًا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بإشراف من الرئيس الأمريكي.. ظهر هذا الاتفاق للنور أول مرة بعد يومين من مقابلة بولتون، الذي أكد لدى سؤاله عن تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أن خطة السلام التي رسمها صهر ترامب، جاريد كوشنر، لن تتحقق أبدًا، قائلاً: "لقد قلت لسنوات عديدة إن حل الدولتين سيفشل ولقد اقترحت حل التسوية من خلال وجود 3 دول وأعرف أنه اقتراح لم يلقَ قبولاً".


وأضاف: "لكني أقترح ربط المناطق الفلسطينية بدول اقتصادية قوية، ووجود دولة فلسطين بشكل منفصل لن يخلق اقتصادًا قويًا ويمكن للأردن أن يضم بعض الأراضي والمناطق بالضفة الغربية وإخضاعها لسيادته وهو ما كان عليه الأمر قبل حرب 1967".


واستطرد: "ويمكن ضم قطاع غزة مع مصر.. أعرف أن هذا اقتراحًا مرفوضًا من جانب مصر لكن بصراحة ومع الأخذ في الاعتبار مصلحة المواطن الفلسطيني العادي، إذا أمكن للاقتصاد المصري أن ينتعش سيؤثر هذا بشكل إيجابي على الشعب الفلسطيني".


وأشار إلى أن هذا المقترح سيعزز في النهاية الأمن والاقتصاد داخل مصر، وهو ما سيصب في مصلحتها ومصلحة جميع الأطراف في الشرق الأوسط والولايات المتحدة.


ما بعد سليماني
ولدى سؤال "صدى البلد" عن عن عدم وجود ردع أمريكي حاسم للنفوذ الإيراني في المنطقة حتى الآن، قال بولتون: "لقد وصفت في كتابي بالتفصيل رؤيتي لخطأ ترامب في عدم رده على استهداف إيران للطائرة الأمريكية المسيرة وتصرفاتها الأخرى مثل مهاجمة السفن واستهداف منشآت أرامكو السعودية".


وأضاف: "استهداف قاسم سليماني كان تصرفًا سليمًا، لكني لا أعتقد أن هذين القرارين، اللذين اختلفت مع أحدهما، يعكس استراتيجية متسقة إزاء إيران. وأحد عواقب الاتفاق النووي الإيراني عام 2015 كان نقل العديد من الأصول المجمدة إلى إيران بعد رفع العقوبات، واستئناف إيران لبرامجها الصاروخية رغم التزامها بعكس ذلك".


واستطرد: "لكن الاتفاق أيضًا ساهم في تنشيط الاقتصاد الإيراني وتعزيز قدرات طهران العسكرية، ما جعلها ترفع سقف دعمها للإرهاب والانخراط في حملة مكافحة داعش. هذا الأمر كان هدفًا استراتيجيًا قديمًا لإيران، أن تحصل على نفوذ قوي في العراق وسوريا ولبنان.. أي من إيران للبحر المتوسط".


وقال إن كل تلك الأمور جعلت إيران متفوقة استراتيجيًا على الدول العربية وإسرائيل، لذلك إيران تسعى لتحقيق استراتيجية كبرى، معربًا عن اعتقاده أن قرارات ترامب على غرار الانسحاب من الاتفاق النووي كانت مهمة للغاية، لم يكن لديها استراتيجية للردع.


مفاجأة ترامب
كان أول سؤال وجهناه لبولتون له هو قراءته للمشهد الانتخابي في الولايات المتحدة، وهل ما إذا كان ترامب سينجح أمام منافسه الديمقراطي جون بايدن أم لا، فيقول: "في الوقت الراهن، شهدت شعبيته انخفاضًا كبيرًا في استطلاعات الرأي، وقد أدرك ترامب هذا من خلال الفارق الكبير بينه وبايدن، وأعتقد أنه من المبكر جدًا التكهن بهذا الأمر، فلا تزال أمامنا 3 شهور قبل الانتخابات، وهذه الفترة تعتبر طويلة جدًا في السياسة الأمريكية".


وأضاف: "وهناك أمور شتى يجب النظر فيها، فمثلاً يجب على بايدن أن يختار مرشحه لمنصب نائب الرئيس، كما سيتعين عليه أن يخوض 3 مناظرات رئاسية في سبتمبر وأكتوبر، إضافة إلى أن جائحة فيروس كورونا وآثارها على الاقتصاد لا تزال مجهولة"، مشيرًا إلى أن الخوض في تكهنات مستقبلية حول الانتخابات سيكون غير مجدٍ، فالأمور لا تزال ضبابية.


ولما كان بولتون قد استهل الفصول الأولى في كتابه الجديد، بالتأكيد على أنه لا يتخذ أي قرار إلا بناءً على فلسفة أو استراتيجية مرسومة جيدًا، فإنه خصص تلك الفصول أيضًا للتأكيد على أن ترامب لا يفعل ذلك، وهو ما أثر على الأوضاع العالمية، خاصة في منطقتنا العربية.


وعن هذا يقول بولتون: "الشرق الأوسط مكان معقد جدًا، وأعتقد أن أي رئيس يتخذ قرارات كالتي يتخذها ترامب، سيجعل الأمور أكثر تعقيدًا وخطورةً. قد تتغير أساليب الرئيس بشكل مفاجئ، لكن ينبغي على الشعب الأمريكي أن يعرف أهدافنا وسياساتنا واستراتيجياتنا".


ويضيف: "على الشعب أيضًا أن يعرف أننا ينبغي علينا أن نحقق تلك الأهداف، وسياسات ترامب المتغيرة بحيث يتخذ قرارًا ثم يتراجع فيه في وقت قصير تسبب القلق لأصدقائنا وقد تعطي الفرصة لخصومنا باستغلال هذا التشتت والفوضى، لذلك أنا قلق للغاية من طريقة ترامب في التعامل مع تلك الأمور".


وأكد أنه قبل بدء الماراثون الانتخابي بيَّن ترامب، أن هناك احتمالية حدوث ما يطلق عليه الأمريكيون "مفاجأة أكتوبر" بحيث يشرع الرئيس ذو الشعبية المنخفضة في اتخاذ قرارات مفاجئة في سبيل ترجيح كفة الميزان لصالحه.


وقال: "بالنسبة للشرق الأوسط، أعتقد أننا بصدد مشهد صعب التكهن به مستقبلاً".


 الصين ووعود لن تتحقق
أما بالنسبة للتوترات مع الصين، مستقبل الاتفاق التجاري الذي يراهن عليه ترامب بعد فوزه في الانتخابات المقبلة، يقول بولتون: "المرحلة الأولى من الاتفاق قيد التنفيذ الآن، وهي المرحلة التي وقعت في يناير، وهي ضمن جملة الأسباب التي جعلت ترامب لا يلتفت للمخاوف المتعلقة بفيروس كورونا".


وتابع: "لم يرد ترامب أن يشكل هذا الأمر عقبة أمام الاتفاق، ولم يرد أن يسمح أي شيء بخصوص التدخل في الاقتصاد الأمريكي. وقد تبين لاحقًا أن هذا الأمر بات خطأ كبيرًا وهذا السبب الذي جعل الولايات المتحدة تفشل في مجابهة فيروس كورونا بشكل فعال".


وتساءل مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق: "ويبقى السؤال هو هل ستبقى الصين ملتزمة بشراء المنتجات الزراعية؟ فلقد قالوا إنهم سيفعلون ذلك وترامب شجعهم على هذا بهدف تعزيز موقفه في الانتخابات".


وقال: "من الواضح أن الموقف الراهن مع الصين شديد التوتر لأن ترامب يستخدم لغة عنيفة في تصريحاته بشأنها واتخذ تدابير صارمة مثل العقوبات الاقتصادية وإغلاق القنصلية الصينية في هيوستن. وفي الواقع لم تصعد الصين التوتر حتى الآن، فلقد أغلقت فقط القنصلية الأمريكية في تشنجدو ".


وأعرب بولتون عن اعتقاده أن الصين تحاول انتظار نتيجة الانتخابات ومن الذي سيفوز، مرجحًا أن ترامب حال فوزه سيعود للنظر في المرحلة الثانية من الاتفاق التجاري والمتعلقة بمسائل هيكلية.


وقال: "لا أعتقد أن ترامب سينجح في هذا الأمر ولكنه قد يحاول وقد يقدم تنازلات تضر بالولايات المتحدة، لذا سنرى من سيفوز وماذا سيحدث لاحقًا، لكن الصين تشكل تهديدًا حقيقيًا ليس اقتصاديًا فقط، بل سياسيًا وعسكريًا للولايات المتحدة وأوروبا واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا".