تايم: الحرية ما بعد القذافي تتسم بـ"الفوضى"

اعتبرت مجلة "تايم" الأمريكية أن الحرية في ليبيا -في مرحلة ما بعد القذافي- بمثابة حرية تتسم بفوضى آخذه في التزايد، وذلك عقب القتال العنيف الذي وقع بين الميليشيات المتنافسة أمس الثلاثاء في وضح النهار باستخدام الأسلحة الثقيلة في طرابلس.
وأشارت المجلة - في سياق تقرير بثته اليوم "الأربعاء" على موقعها الإلكتروني - إلى أن مثل هذه الاشتباكات أصبحت أمرا شائعا بشكل متنام في العاصمة الليبية على مدار الشهرين الماضيين، حيث تراقب الميليشيات المتنافسة الوضع في ظل فراغ السلطة الذي تسبب به سقوط نظام القذافي.
وأوضحت المجلة أنه في الوقت الذي كان فيه قادة كلا الجانبين في اشتباكات يوم أمس قادرين على التوسط من أجل وقف إطلاق النار، تأكدت الانقسامات العميقة بين القبائل والمناطق والمذاهب الفكرية، حيث لا توجد مؤشرات حتى الآن على ظهور سلطة سياسية مركزية ذات قوة عسكرية لفرض سيطرتها.
وأوردت المجلة أن السكان والميليشيات في طرابلس كانوا ولا زالوا يحاولون منذ أشهر إقناع مقاتلي مصراتة والزنتان الذين اجتاحوا العاصمة لإسقاط النظام بالعودة إلى بلداتهم لكن أولئك المقاتلين باقون في أماكنهم بل أنهم متهمون بإيذاء السكان المحليين.
وأضافت المجلة أنهم ينظرون إلى أنفسهم على أنهم من تحمل العبء الأكبر في معركة الإطاحة بالقذافي ويتشككون في قرارات المجلس الوطني الانتقالي الذي ينظرون إلى أعضائه على أنهم مجموعة أشخاص قادمين من بنغازي عينوا أنفسهم لإدارة البلاد.
وأشارت المجلة إلى أن المشكلة في ليبيا تتمثل بالطبع في أن الثوار الليبيين لم يكونوا أبدا جيشا ، فهم مجموعة من وحدات وميليشيات محلية صغيرة ومنشقين على الجيش النظامي بالإضافة إلى عدد قليل من المنفيين السابقين ذوي الخبرة العسكرية.
وأوضحت المجلة أن الأكثر من ذلك هو أن اعتراف القوى الأجنبية بالمجلس الوطني الانتقالي كان أمرا يسبق بكثير مدى استعداد الليبيين للقبول بقيادته، مضيفة أن حقيقة عدم إقامة قيادة الثوار مركزا بديلا للسلطة جعلت انهيار القذافي يعني انهيار له تأثير لسلطة الدولة.