اخُتمت، اليوم الأحد، فعاليات الدورة التدريبية المشتركة السابعة بين وزارة الأوقاف، ووزارة التعليم، لرفع مهارات معلمي التربية الدينية الإسلامية بمعسكر "أبو بكر الصديق" بالإسكندرية، وبمراعاة جميع إجراءات التباعد الاجتماعي، والتزام جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية اللازمة، حيث أجرى المتدربون لقاءً حواريًا ماتعًا مع الدكتور محمود فؤاد مستشار التربية الدينية بوزارة التربية والتعليم، والدكتور أيمن أبو عمر وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة.
وأكد الدكتور محمود فؤاد مستشار التربية الدينية، أن إعداد معلم التربية الدينية من الأمور الصعبة التي تحتاج لجهد كبير وخبرات متنوعة؛ لذلك نقوم بشراكات مع وزارة الأوقاف كي نستطيع الوصول إلى أعلى درجات تنمية مهارات معلمي التربية الدينية، بجانب استخدامنا لأحدث الطرق التربوية في مادة تدريس الدين.
وقال إن رسالة معلم التربية الدينية هي تخريج طلاب يعرفون أمور دينهم بجانب غرس القيم الأخلاقية لديهم، أما ما يخص صميم تعليم أمور الدين فالموكل بذلك الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف التي نُثمن دورها، ونستعين بعلمائها تنمية لمهارات معلمينا، ولكي يستقوا منهم فكرًا وسطيًّا مستنيرًا صحيحًا يغرسونه في عقول أبنائنا الطلاب.
وأشاد بجهود الدكتورمحمد مختار جمعةوزير الأوقاف، في تجديد الخطاب الديني، والحفاظ على منابر الدعوة من أن يتطرق إليها متشدد أو صاحب فكر متطرف.
وفي حواره مع معلمي التربية الدينية، أشار الدكتور أيمن أبو عمر، إلى سمو رسالة المعلم بوجه عام، ومعلم التربية الدينية بوجه خاص، موضحًا أهمية هذه المشاركات الفعالة التي تدل على تكاتف مؤسسات الدولة نهوضًا بمصرنا الغالية.
وردًّا على سؤال من أحد المتدربين حول اختلاف المذاهب الإسلامية في بعض الأحكام الشرعية، بيّن فضيلته أن اختلاف الفقهاء رحمة لعباده، وفيه من التيسير ما يحقق قول الله تعالى: «يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ»، وفيه بيان ليسر ومرونة الشريعة الإسلامية وصلاحيتها لكل زمان ومكان، فالنص الشرعي ثابت، وفهم النص متجدد، كما جاء اختلاف العلماء نتيجة لاجتهاداتهم في فهم النص، وأن البحث الدقيق والفهم الصحيح للنص صمام أمان في مواجهة الفكر المتطرف.
وحول قضية التعصب لمذهب بعينه، أفاد سيادته بأن التعصب ليس من الدين في شيء، وليس هناك مَنْ جمع العلم كله، وكان الصحابة -رضوان الله عليهم- يتحاورون ويتعاونون في الوصول إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد، مما يحمل التيسير في آرائهم.
وفي ختام اللقاء، تم إهداء مجموعة من إصدارات وزارة الأوقاف لكل متدرب ومتدربة، منها: "الكليات الست رؤية عصرية ، الفهم المقاصدي للسنة النبوية، ضلالات الإرهابيين وتفنيدها".
هذا وقد عبَّر المتدربون عن سعادتهم لمثل هذه المشاركات التي أضفت عليهم صقلًا في تنمية مهاراتهم، وكانت فرصة طيبة في مشاركاتهم الحوارية مع علماء وزارة الأوقاف، مطالبين بتكرار مثل هذه اللقاءات التي تثري مهاراتهم الفكرية.