الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بركان "كراكاتوا".. قصة بركان قتل 136 ألف نسمة

بركان كراكاتوا
بركان "كراكاتوا


قبل نحو 137 عاما بالتحديد يوم 26 أغسطس 1883، انفجر بركان "كراكاتوا" الذي أودى بحياة و36380 قتيل، وتدمير 163 قرية، في واحد من أكثر ثورات الطبيعة تدميرا.

بركان "كراكاتو" هو في الأصل جزيرة بركانية تقع في مضيق سوندا بين جزيرتي جاوة وسومطرة في إندونيسيا، نشأ البركان في بدايته أسفل قاع البحر ومع مرور الزمن برزت فوهته في عام 1928. 

منذ الأيام الأولى لنشأته كان بركان كراكاتوا فيما يشبه حالة دائمة من النشاط البركاني، وهو ما كان يسبب حالة من لتخوف من قبل سكان الجزر المجاورة، فهو دائم الانفجارات لكنه في السابق كانت خفيفة ولا يوجد خوف على حياة سكان الجزر المجاورة لها إذ تحدث الانفجارات كل 3 سنوات بشكل سطحي ويمر دون أية خسائر مادية أو بشرية. 

عام الفاجعة
لم يكن يدرك العلماء أو سكان الجزر المجاورة مدى استعداد بركان "كراكاتوا" للنفجار والتسبب في خسائر فادحة على كافة المستويات، إذ أطلق موجات ضخمة من التسونامي دمرت نحو ثلثي الجزيرة، وحسب الاحصاءات العلمية فإن صوت الانفجار سجل أعلى صوت يسمع في التاريخ الحديث، حيث وصل صداه إلى 4,800 كـم.

على خلفية الانفجار الكبير خلف بركان كراكاتوا سحابة من البحار والرمال عاليا فى الفضاء، وتطايرت الحمم المشتعلة فى الهواء، في بداية الأمر لم يتسلل الخوف إلى نفوس سكان الجزء المجاورة، إذ ظن البعض أنه ثورة معتادة من البركان سرعان ما ستخمد وتخبو سريعا، إلا أنه مع مرور الوقت بدا واضحا أن البركان لن يهدأ مرة آخرى إذ بلغت سحابة الرماد المنبعثة من البركان 27 كليو مترا فى الفضاء، واستمرت الانفجارات المدوية على مدار الساعة.

وصادف ثوران البركان مرور سفينة تجارية تقاطع خط سيرها بالقرب من جزيرة كراكاتوا، وقال قبطانها أن أصوات الإنفجارات جاءت عالية ومصمة للآذان تشبه في قوتها أصوات المدافع الثقيلة بالتزامن مع انطلاق كتل نارية ملتهبة في الهواء أصابت جزء من السفينة. 

جزيرة خالية من الحياة
لم جزيرة كراكتاو تسمح لبني البشر من استعمارها، فلم يكن يعيش أحد على هذه الجزيرة البركانية، لكنها كانت ومازالت مقصد سياحي وعلمي للكثير من راغبي من لتعرف عن قرب على غضب الطبيعة سواء بالاستمتاع بالمناظر التي خلفها البركان أو بدراسة الأسباب والنتائج التي باتت حقيقة ملموسة جراء انفجار البركان.

وتحولت الجزير إلى جزء من متنزه "أوجونغ كولو الوطني" واحدا من اهم المناطق الأثرية المدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث.