الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية رأس السنة الفرعونية.. وأشهر الأمثال الشعبية المرتبطة بالشهور القبطية

 رأس السنة الفرعونية
رأس السنة الفرعونية والشهور القبطية

من المعروف أن التقويم المصري القديم يعد من أوائل التقاويم التي عرفتها البشرية، وقد انفرد به المصريون لفترة طويلة من الزمن، ومع حلول يوم الحادي عشر من سبتمبر من كل عام يبدأ أول أيام السنة الفرعونية الجديدة.

سلط الكاتب سامح مقار في الجزء الثاني من كتابه "أصل الألفاظ العامية من اللغة المصرية القديمة" الضوء على هذا الموضوع وعلى العلاقة بين السنة المصرية القديمة والسنة القبطية، وذلك في فصل بعنوان "الشهور القبطية وأمثالها".

واستهل الكاتب حديثه موضحًا أن أسماء الشهور القبطية التي لازالت مستخدمة حتى وقتنا الحالي، وخاصة في أمور الزراعة وحساب المناخ والفصول، هي أسماء معبودات مصرية قديمة أو أسماء أعياد مخصوصة؛ وأشار إلى أن السنة القبطية "دي- رومبي" هي السنة المصرية القديمة "رنبت"، وهي سنة شمسية مكونة من 365 يومًا يزداد عليها يوم واحد في السنين الكبيسة.

وأضاف أنها سنة مكونة من 12 شهرًا كل شهر منها ثلاثون يومًا، وبالنسبة للمدة المتبقية، وهي خمسة أيام وربع، فقد جعلها المصريون القدماء شهرًا أسموه بـ"الشهر الصغير" أو "أيام النسى"، ومدته 5 أيام في السنوات الثلاث البسيطة، وستة أيام في السنة الرابعة الكبيسة.

ويسمي الأقباط أول يوم في سنتهم بـ"يوم النيروز" من الكلمة الفارسية "ني روز" ويُقصد بها "يوم الاحتفال"، ويوافق هذا اليوم الحادي عشر من شهر سبتمبر.

وأكد الكاتب سامح مقار أن هذا اليوم كان بالنسبة للفراعنة يعد بمثابة "تاج الأعياد" وذلك لارتباطه بالحياة الزراعية في مصر، ولذلك فقد كانوا يولون أهمية للاحتفال به باعتباره عيد الفيضان الذي يحيي أرض مصر؛ وأطلقوا على أول شهور السنة المصرية أو القبطية اسم "توت"، وذلك نسبة إلى العلامة الفلكي الأول الذي وضع التقويم المصري القديم؛ واستمرت عادة إحياء هذا العيد حتى عهد الإمبراطور الروماني "دقلديانوس"، الذي تولى الحكم عام 284 ميلاديًا.

يذكر أن قدماء المصريين كانوا يقسمون الشهر إلى "ثلاث عشرات" وليس أربعة أسابيع، لكن عندما دخلت الديانة المسيحية استبدل الأقباط التقسيم إلى أسبوع بلفظة "آن شاشف" القبطية أو "دي أبدوماس" اليونانية، وتسمى أيام الأسبوع بأعدادها.

وأوضح الكاتب كذلك أن المصريين القدماء لم يطلقوا على شهورهم أسماءً في البداية، حيث اكتفوا بالتعبير عنها بالأرقام، لكن في عهد الفرس في أيام الأسرة الفرعونية السادسة والعشرين، وتحديدًا في القرن السادس قبل الميلاد، أطلقوا على كل شهر اسم معبود من معبوداتهم.


الشهور القبطية وأشهر الأمثال الشعبية المرتبطة بها:

وشهور السنة القبطية أو المصرية القديمة هي كالتالي: توت- بابة- هاتور- كيهك- طوبة- أمشير- برمهات- برمودة- بشنس- بؤونة- أبيب-مسرى- النسيء.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من الأمثال الشعبية التي ارتبطت بالشهور القبطية وتوارثتها الأجيال عبر العصور وأبرزها على سبيل:

- طوبة يخلي الشابة كركوبة
- أمشير أبو الزعابير
- برمهات أشش من الغيط وهات
- برمودة ما يخليش في الأرض عودة
- في بؤونة لا ينضرب طوب ولا ينعمل مونة
- أبيب أبو اللهاليب

جدير بالذكر أن الشهر الوحيد من شهور الذي لا يوجد عليه مثل هو شهر النسيء، وهو مأخوذ عن اللفظة المصرية القديمة "ديو- هرو- حر- رنبت" ومعنى ذلك حرفيًا "خمسة أيام فوق السنة"، فالعبارة مركبة من "ديو- هرو" بمعنى "خمسة أيام"، و"حر" بمعنى "فوق أو على"، و"رنبت" أي "سنة"؛ أما لفظ النسيء في حد ذاته فيُقصد بها الأيام المنسية من السنة.