الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عالم من الصعيد يغير الخريطة الكيميائية.. حسن حلمي: المعدن الجديد بحرييات ثروة وخير لمصر.. حوار بالفيديو

عالم الجيولوجيا حسن
عالم الجيولوجيا حسن حلمي

خاض «طبيب الصحراء» رحلة طويلة من الدراسة والبحث العلمي، استطاع أن يتوجها بإنجاز جديد بعدما اكتشف عالم الجيولوجيا المصري حسن حلمي معدنا جديدا أطلق عليه اسم "بحرييات" بعد تسجيله رسميا في الجمعية الجيولوجية لعلم المعادن، منضما إلى إنجازاته السابقة في مجال الجيولوجيا وعلوم الأرض، هذا المعدن حال استغلاله صناعيا بطرق علمية قد يكون ذا عائد اقتصادي على مصر، وفي حوار خاص مع «صدى البلد» يتحدث العالم المصري من جامعة المنيا عن تفاصيل اكتشاف المعدن الجديد وإلى نص الحوار...


حدثنا عن تفاصيل اكتشاف المعدن الجديد
اكتشفت المعدن الجديد في الواحات البحرية خلال دراسة ميدانية بالمكان لدراسة عيون المياه الساخنة، وجمعت عينات عثرت فيها على مادة غريبة لا تتشابه مع أي معدن اتضح بالدراسة أنها تتشابه في نفس خصائص مادة برمنجنات البوتاسيوم المركبة المكونة من خام أكسيد المنجنيز وهيدروكسيد البوتاسيوم، وأطلقت عليه اسم "بحرييات" نسبة إلى الواحات البحرية حيث اكتشفت المعدن، ولهذا المعدن فوائد اقتصادية ستعود على مصر حال استغلاله بطريقة صحيحة لأن تركيب مادة برمنجنات البوتاسيوم باهظة التكلفة في حين توفرها بشكل طبيعي في معدن "بحرييات".



ما الذي يتميز به المعدن الجديد عن غيره؟
أهم ما يميز معدن "بحرييات" الجديد أنه يذوب في المياه، وهذه الخاصية لا تتوافر إلا في ملح الطعام، ومن المعروف أن المعادن القابلة للذوبان في المياه نادرة جدا على كوكب الأرض نظرا لقدرتها على التفاعل مع المياه على مدار ملايين الأعوام الماضية منذ تشكل الأرض.


والمميز أيضا في المعدن الجديد أن له نفس خصائص برمنجنات البوتاسيوم ولكنه معدن مكون بشكل طبيعي، وله شكل بلوري، وخصائص كيميائية وفيزيائية محددة، وأعتبر أن المهمة كانت أكثر يسرا من السابق نظرا للاكتشاف المسبق لخصائص برمنجنات البوتاسيوم المصنعة، وتلخص دوري في إجراء المقارنات بين المادتين للتأكد من أنها مادة طبيعية.


كيف يتم إطلاق معدن جديد على خامة مكتشفة؟
 اكتشاف معدن جديد المقصود به ألا يكون مسجلا من قبل، ولم يتم وصفه من قبل، وعند رؤية معدن جديد لا يعني ذلك حداثة وجوده على الأرض ولكن أنه تم العثور عليه للمرة الأولى، خاصة أن عدد المعادن المعروفة لا يتعدى 30 معدنا فقط وأغلبها تكون موجودة بالصخور.


عند ملاحظة وجود مادة غريبة من نوعها، يتم دراستها ومراجعة قواعد البيانات، كاللون والخصائص الطبيعية والبصرية واللون والشكل البلوري، للتأكد من أنه جديد بالفعل، وحال وجود الكيمياء الخاصة به لا تتطابق مع أي معدن معروف، هنا تبدأ مرحلة التسجيل، ويتم التأكد من ذك من خلال موقع لمراجعة الصيغة الكيميائية.


وما المرحلة التالية لـ البحث والتدقيق؟
بعد البحث والدراسة، يتم إجراء دراسات أخرى أكثر دقة، وأجريتها من خلال اصطحاب عينة معي من المعدن الجديد خلال مهمة في ألمانيا، وبدأت هناك الفحوصات المعملية، واتضح أن المعدن يتشابه مع برمنجات البوتاسيوم التي كان يتم إعدادها في المختبر فقط، قبل اكتشاف بحرييات، وهي مادة معروفة لقتل الميكروبات ولكنها ليست معدنا.


لماذا أطلقت عليه اسم بحرييات؟
لتسجيل المعدن يجب اختيار اسم له، وتم اختيار الاسم وفقا للمكان الذي تم اكتشافه فيه، وهذه هي المرة الأولى التي يتم العثور فيها على مادة برمنجنات البوتاسيوم بشكل طبيعي.



ما مراحل تسجيل معدن جديد؟
تسجيل معدن جديد يتطلب إصدار بصمة خاصة به تسمى "بصمة المعدن"، وبعد التأكد من البيانات التي جمعتها تقدمت بها للجمعية الدولية لعلم المعادن، لتسجيله رسميا باستخراج بصمة له والتأكد من عدم تكراره، على المستوى الشخصي أن أعمال في مجال علم المعادن منذ 35 عاما ولم أرى صفات مشابهة لهذا المعدن مسبقا.


ماذا عن القيمة الاقتصادية.. هل له تأثير على الاقتصاد المصري؟
أظن أن قيمته الحقيقية تتمثل في العثور عليه على أرض مصر، أما القيمة الاقتصادية فكما شرحت مسبقا هو الصورة الطبيعية لمادة برمنجنات البوتاسيوم التي يتم تحضيرها مختبريا، وتكون ذات تكلفة باهظة، وتدخل في العديد من الصناعات مثل المتفجرات، ومواد تطهير الجروح والتعقيم، والكثير من الصناعات الأخرى.


هل تم تبني تكلفة استخراج المعدن الجديد لاستخدامه في مجال الصناعة؟
حتى الآن لا، لم تتواصل معي أي جهة سواء حكومية أو خاصة، وكل ما وصلت إليه اجتهاد شخصي، التحاليل أجريتها بالمعامل الألمانية بمساعدة ألمان مشاركين في البحث، وحتى الآن لا أعلم إذا كان أحدهم مهتما بما وصلت إليه أم لا.


وأعتبر أن التكلفة الحقيقية تكمن في البحث والبقاء بين الجبال أيام وجهود قد لا تكون مكلفة ماديا ولكنها تحتاج الكثير من البحث والدراسة والتدقيق، ولكن حال استخدامها صناعيا على سبيل المثال سنكون بحاجة إلى حفر آبار على أعماق تصل إلى عمق 6 أمتار وهي تكلفة لا أستطيع تنفيذها بمالي الخاص.


في رأيك كيف تهتم الأجيال القادمة بعلم الجيولوجيا؟
علم الجيولوجيا من العلوم الشيقة على مستوى الدراسة والثقافة، من خلال التعامل مع حفريات عمرها مئات الملايين من السنين، وبالنسبة للتطبيقات الجيولوجية مصر بلد صحراوي والجيولوجي هو طبيب الصحراء يستطيع  معرفة ودراسة ما تحويه الأرض.


وعلى سبيل المثال، فإن مصر غنية بالحجر الجيري، وهو كربونات الكالسيوم، ويتم استخراجه من آلاف المحاجر المصرية، ويدخل في تطبيقات عالية الجودة والدقة للمنتج، لدخوله في مئات الصناعات من الدقيقة منها حتى البناء، ويتم استخدامها كيميائيا أيضا لأنها مادة نقية بنسبة 99%، وتدخل في صناعات عديدة مثل مستحضرات التجميل، معجون الأسنان، المنتجات البلاستيكية، وغيرها من المواد.


ويوجد غيرها الكثير من الخامات في أرض مصر في الواحات البحرية، والذهب أيضا موجود بكثرة، وأنا من أوائل العاملين على استكشاف منجم "السكري" للذهب في عام 1999، وحينها قمنا بإعداد نموذج بناءً على دراسة أكاديمية وشواهد جيولوجية، وأكدنا حينها أنه كلما زاد العمق زاد تركيز الذهب، وذلك بدون أن نستخدم مصدرا إشعاعيا فقط بالعلم والشواهد المتخصصين في دراستها وتحليلها، ومن الممكن استغلال الجيولوجيا في حل أزمة المياه من خلال المياه الجوفية أيضا.


 حدثنا عن فوزك بجائزة "جورج فوستر" الألمانية؟
أنا العربي الوحيد والجيولوجي الوحيد الفائز بهذه الجائزة في تاريخها منذ تأسيسها في عام 2015، والجائزة تمنع لـ 8 علماء سنويا على مستوى العالم، وتم ترشيحي من قبل جامعة "بون".


وعلى المستوى الشخصي أتمتع بعلاقات خارجية طيبة منذ حصولي على شهادة الدكتوراه من النمسا في عام 1995، واعتدت تبادل الزيارات ودعوتهم إلى مصر، ونتج عن العلاقات الشخصية الطيبة أنني مرحب بي في أي مكان أزوره، في كندا، والنمسا، واليابان، والولايات المتحدة، وتعاونت مع 60 عالما من بلاد مختلفة حول العالم.