اظهر المهندس المصري على مر العصور القديمة والحديثة بأنه دائمًا صاحب رسالة عالمية وهي نشر روافد الحضارة المصريه حول العالم.
ويُقدم المهندس المصري العالمي وليد عرفه،نموذجًا هندسيًا لروافد الحضارة المصرية الحديثة، عندما صمم صرحًا معماريًا عالميًا لفت أنظار العالم الحديث شرقًا وغربًا.
وهذا الصرح المعماري العالمي هو مسجد آل ابوستيت الذي يقع بقرية باصونه التابعة لمركز المراغة بمحافظة سوهاج، بصعيد مصر.
وقد فاز تصميم هذا المسجد بجائزة الفوزان العالميةلعمارة المساجد حول العالم، حيث أن هذه الجائزة تُخاطب الأفكار الجديدة لتصميم المساجد حول العالم وتُشجع الافكارالتخطيطية والتصميمية والتقنية المُبتكرة التي يمكن أن تُشكل هوية عمارة المساجد في القرن 21.
وأشار
عبد الطيف الريس، وكيل متحف سوهاج القومي السابق، أن المهندس الذي صمم هذا الصرح
العظيم، قد راعى فيه روح المباني التاريخية بغرض تقديم عمارة للحاضر والمستقبل من
خلال التعامل المُباشر مع فلسفة القيمة وتقنيات البناء وخواص المواد وتاريخ
العمارة والنظم الإنشائية التاريخية.
وأضاف أن ذلك كان مع الحفاظ على شخصية المسجد التي لا تنفصل عن الأصل ولا تتجمد عند طراز مُعين.
وأوضح "الريس" أنه قد تم انشاء هذا المسجد على انقاض مسجد قديم تم بناؤه منذ٣٠٠عام، وقد دمرت السيول هذا المسجد، ولذلك فكر أهالي قرية باصونه في إعادة بناء هذا المسجد، وباستشارة الشيخ اسامة الأزهري، المُستشار الديني لرئيس الجمهورية وإمام مسجد الفتاح العليم.
أقرأ أيضًا |
تأجيل النطق بالحكم على المتهمين بالتنمر على "عم عاشور" في سوهاج إلى 11 أكتوبر
ولأن جذور الشيخ أسامة تنتمي لهذه القرية تحرك على الفور، واتصل بشركة دار عرفة للهندسة المعمارية والتي أشرفت على التصميم والبناء بقيادة المهندس وليد عرفة، الذي أخرج لنا تحفة معمارية، يبرز جمالها فيه قيمتها الدينية أولًا، ومن ثم الزخزفة في تصميم جدرانه وقبته وابوابه وانواره.
ولفت وكيل متحف سوهاج القومي السابق، إلى أن المسجد أُقيم على مساحة ٤٨٥ متر مربع واستغرق بنائه أكثر من عامي، كما أنه يُعد تجربة فريدة في الإبداع المصري في التصميم الذي كان يُمثل سقف مثلث كروي يستقبل الهواء النقي والضوء من أعلى، من خلال ١٠٨ فتحة من الفتحات، التي تظهر وكأنها رحمات تنزل من السماء على المُصلين.
وأكد أنه لا يوجد بهذا المسجد أية نوافذ ما عدا نافذة واحدة بجوار القبلة، وتم استخدام الطوب الرملي المحلي في البناء العازل للحرارة والصوت والمُقاوم للحريق، وواجهة المسجد والمدخل فقد تم استخدام الحجر الهاشمي لأنه يتحمل الشمس والأتربه ولونه مُشابه للبيوت المُجاورة.
كما
أن ابواب المسجد مُصممة على الطراز المملوكي والمِحراب مُستوحى من المُكعبات
المُنتظمه التي توحى بمنظر الكعبه المشرفة وقد صممه الفنان التشكيلي العالمي أحمد
مصطفى، من الألباستر مُكعب من ألف مُكعب مكتوب عليهم اسماء الله الحسن.