الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبراء عسكريون: مصر غنية بأبطالها.. وجنودها أروع مثال للتضحية والفداء

صدى البلد

رسم انتصار السادس من أكتوبر 1973 صورة رائعة تظهر على مدار الأجيال المتعاقبة تكاتف الشعب كله وراء قواته المسلحة، ليصبح الشعب كله جيشا، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في تحقيق الملحمة والنصر الذي رد الاعتبار وفتح الأبواب أمام استعادة الأرض وتحقيق السلام.

وقال اللواء طيار متقاعد حسن راشد أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء- إن حرب الاستنزاف كانت التدريب الرئيسي لحرب أكتوبر 1973، ولا تقل عنها أهمية، حيث ساهمت بشكل كبير في إحداث تطوير حقيقي بالقوات المسلحة لتحقيق النصر في أكتوبر.

وأشار إلى أن القوات المسلحة استفادت بشكل كبير من حرب الاستنزاف، خاصة القوات الجوية؛ حيث تم استحداث طرق إمداد الطيران بالبنزين في أسرع وقت ممكن، فضلا عن الطيران على مسافات منخفضة، واستحداث نقط تحميل جديدة في الطائرات لوضع الصواريخ.

وأوضح أن خطة الخداع التي نفذتها القوات المسلحة ساعدت القوات الجوية على تنفيذ مهامها، وإحداث عنصر المفاجأة لدى قوات العدو، مشيرا إلى أنه كان يتم إعادة تمركز سرب الطائرات في مطار مختلف كل أسبوع؛ حتى لا ينجح العدو في رصد مكانه الحقيقي. 

وأشار إلى أن خطة الهجوم على أهداف العدو، كانت مجهزة من وقت كبير وتم تدريب جميع الجنود عليها، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في النجاح باستهداف تمركزات العدو بشكل سريع.

وأضاف أنه لحظة إعلان الحرب ردد الجميع كلمة "الله أكبر - الله أكبر"، مشيرًا إلى أن رجال القوات المسلحة والشعب المصري كانوا ينتظرون هذه اللحظة منذ 6 سنوات؛ لاستعادة الكرامة المصرية والعربية.

وأوضح أن مصر غنية بأبطالها في جميع العصور والأجيال، ودائما ما تقدم أبطالا سواء في الحاضر أو المستقبل وجميعهم يضربون الأمثلة في التضحية والفداء وحب الوطن.

من جانبه.. قال اللواء أركان حرب متقاعد فؤاد فيود أحد أبطال أكتوبر، إن رجال القوات المسلحة كانوا مستعدين لخوض حرب أكتوبر، بدعم الشعب المصري بكافة أطيافه، حيث إن الجميع كان لديه هدف واحد وهو تحقيق النصر واستعادة الأرض، وبالفعل تحقق الهدف. 

وأكد اللواء فيود أن الاستعداد للمعركة بدأ فور انتهاء حرب الاستنزاف، مشيرا إلى أنه قبل حرب أكتوبر نفذ أبطال القوات المسلحة العديد العمليات النوعية التي استهدفت قوات العدو، مشيرا إلى دور القوات البحرية التي نسفت بـ(لنشين بحريين) المدمرة إيلات في بور سعيد في 21 أكتوبر 1967.. وهذا اليوم يحسب لأبطال البحرية المصرية والذي صار عيدا لها، إضافة إلى عمليات الدفاع النشط والمعركة الشرسة لرجال المدفعية في 18 أغسطس 1968 والذي صار عيدًا لسلاح المدفعية والتي زادت شراسة وضراوة يومي 8 و9 مارس 1968 فقد ذهب الفريق عبد المنعم رياض إلى ميدان المعركة ليشاهد ما حققه الأبطال من نتائج في اليوم السابق وإذ بدانة قد أصابته وسط جنوده في الصفوف الأمامية للمعركة وصار 9 مارس عيدًا للشهيد.

وشدد فيود على أن التفاف الشعب المصري حول قيادته السياسية جعلنا ننجح في استرداد كل ذرة رمل في سيناء، مضيفا أن القوات المسلحة نجحت بفكر القيادات العسكرية والتدريب الشاق والعنيف في الاستعداد لمعركة العزة والكرامة.. مشيرا إلى أنه كان يتم تدريب الجنود على العبور في بحيرة قارون، فضلا عن التدريب على إنشاء الكباري لرجال المهندسين في الخطاطبة كان يستغرق 12 ساعة وفي عبور القناة أثناء الحرب استغرق 8 ساعات وهذا يؤكد أن المقاتل المصري لا يعرف المستحيل وأنهم خير أجناء الأرض.

وأضاف أن الحرب على الإرهاب التي تخوضها مصر، تعد من أصعب أنواع الحروب، حيث يقوم رجال القوات المسلحة والشرطة بكل بسالة من أجل الحفاظ على أمن المواطنين، وحفظ استقرار الدولة، مشيرًا إلى أنه يجب على الشباب أن ينظر إلى إنجازات الدولة، وعدم الالتفات للشائعات الهدامة التي يروجها من يريدون تدمير مؤسسات الدولة، بمحاولة التآمر على الوطن، لتحقيق مصالح شخصية أو مصالح مشبوهة لدول أخرى راعية للإرهاب.

بدوره، أكد اللواء أركان حرب متقاعد محمد هارون أحد أبطال حرب أكتوبر أن الشعب كان مؤمنا بقضيته، وكان الداعم الأول والحقيقي للقوات المسلحة حتى تحقق النصر واسترداد الأرض الغالية، مشيرا إلى أن المرأة المصرية كان لها دور بارز في تلك الفترة من تاريخ البلاد والتي سبقت انطلاق الحرب وتحقيق النصر.

وأشار إلى حالة التكاتف والتكامل التي كان يعيشها الشعب المصري في ذلك الوقت، فالرجل البسيط كان يتبرع للمجهود الحربي، والجميع كان يقف بالطوابير للحصول على الخبز، ولكن بسعة صدر ودون غضب أو ضيق من أي شخص، فالجميع كان يعلم ويقدر الظروف التي تمر بها البلاد، فكان شغلهم الشاغل في ذلك الوقت هو تحقيق النصر والتقدم لمصر.

وأوضح أن القوات المسلحة بكافة فروعها قدمت ملحة ما زالت تدرس حتى اليوم، مشيرًا إلى أنه شارك في حرب أكتوبر 1973 وعمره لم يتجاوز الـ20 عامًا، مؤكدًا أن كل مهنة في القوات المسلحة مهما كانت بسيطة ولكنها كانت أساس النصر، ولا يمكن اختزال العمل في شخص واحد أو جهة واحدة فهذا ليس عدلا.

وشدد على أن الجندي المصري يتسم بالإيمان والرغبة في التضحية من أجل الوطن، مؤكدا أن المنظومة العسكرية المصرية كانت ولا تزال تتسم بالوطنية عبر التاريخ.