مساعد وزير الداخلية الأسبق للحماية المدنية: الإهمال وارتفاع درجة الحرارة سبب اندلاع حرائق الصيف

أجرى موقع "صدى البلد " الإخباري، حوارا مع اللواء ممدوح عبد القادر مساعد وزير الداخلية للحماية المدنية الأسبق، والذى كشف فيه عن تفاصيل جديدة ونصائح تهم المواطنين، واليكم نص الحوار:

يمكن القول إن أسباب حدوث الحرائق صيفا انتهت ومن هذه الأسباب ارتفاع درجة الحرارة والتي تؤدي إلى تهيئة المكان للحريق عند تعرضه لأي مصدر اشتعال بسيط ويظهر ذلك في المخازن وخاصة التي تحتوي على مواد كيميائية ينتج عنها أبخرة عند تعرضها لأي اشتعال بسيط مثل (تدخين السجائر) الأمر الذى يؤدى إلى حدوث حرائق هائلة.

عند حدوث حريق أول إجراء يتم اتخاذه هو إخلاء المكان من الأشخاص قبل البدء في التفكير في التعامل مع الحريق أو التفكير في فصل الكهرباء أو الغاز وإخراج الأشخاص من المركبة المشتعلة قبل استخدام وسائل الإطفاء وفي حالة التعرض للدخان يتم النوم على الأرض لتفادي استنشاق الدخان، وفي هذا الصدد نشير إلى أن خطر الدخان الناتج عن الحريق أكبر بكثير جدا من خطر النار ووضع الأوراق الهامة داخل علب صاج لتفادي حرقها.

الإهمال من الأسباب الرئيسية لحدوث الحرائق ويتمثل ذلك بأشكال عديدة منها إلقاء بقايا التدخين وهي مشتعلة بلا مبالاة، وترك مواد منتجة للنار (ولاعات كبريت) تترك لعبث الأطفال، عدم الاكتراث بصيانة الأجهزة والمعدات، تعمد الاستخدام الخاطئ للأجهزة الكهربائية وعدم توفير وسيلة إطفاء مناسبة تؤدي لكوارث.

في الحرائق التي لا ينتج عنها إصابات أو وفيات لا يتم محاسبة أحد بسبب أننا شعب عاطفي بطبيعته نقول حادث قضاء وقدر "كفاية اللي حصل له" بل يتم التعاطف معه ورفض اتخاذ أي إجراء ضده، أما في حالة حدوث إصابات أو وفيات أو ثبوت أن الحريق بفعل فاعل ويحدد الفاعل فإنه تتم محاسبته وفقا للقانون.

نتعامل مع هذه النوعية من البلاغات بمبدأ منع امتداد الحريق ومحاصرته وتبدأ عمليات الإطفاء من الخارج إلى الداخل ومحاصرة الحريق بخراطيم الإطفاء بكثافة واتخاذ أعمال الإطفاء هذا بالنسبة للأسواق العشوائية.

وفي المخازن فيتم محاصرة الحريق ومنع امتداده رأسيا أو أفقيا وبصفة خاصة لو أعلى المخزن مباني أخرى، ويتم التعرف على محتوى المخزن لاتخاذ أعمال الإطفاء بالوسيط الإطفائي المناسب حسب النوع والكمية المخزنة.

أما بالنسبة لناقلات البترول تبدأ أولا أعمال الإطفاء للجزء المشتعل والسيطرة عليه وإذا تمت السيطرة عليه تتم أعمال التبريد على جسم الخزان لحين الاطمئنان إلى تبريده فيتم نقل باقي البترول غير المشتعل إلى تنك آخر مع اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر.

يتم الاستعانة بطائرات الإطفاء في الحرائق بالأماكن المكشوفة وبمساحات كبيرة مثل الزراعات أو أماكن تخزين على مساحات كبيرة في العراء أو وجود البلاغ في مكان يصعب على سيارات الإطفاء الوصول إليه وتقوم هذه الطائرات بإلقاء الوسيط الإطفائي المناسب على الحريق لإطفائه.

تقيم هذه الاشتراطات وفقا للقانون والكود المصري لمكافحة الحريق وموضح به تفصيلا تلك الاشتراطات وفقا لطبيعة النشاط ويبدأ بتجهيز الأنشطة الصغيرة بطفايات حريق يدوية وخراطيم مياه بقطر 1.5 بوصة وصولا إلى تجهيز المنشآت الكبيرة بمنظومة إنذار مبكر مسموعة ومرئية بحساسات للحرارة والدخان للتدخل السريع لمكافحة الحريق ومرتبطة بنظام إطفاء تلقائي بالوسيط الإطفائي المناسب سواء كان مياه أو غاز مخمد للحريق أو سائل رغوي حسب كل نشاط.

استخدام أجهزة ومعدات غير مطابقة للمواصفات القياسية والاعتماد على السعر الرخيص في شرائها وتكليف غير المتخصصين لعمل التوصيلات الكهربائية وبأقل التكاليف سبب رئيسي فى معظم البلاغات.

كما أن الاستخدام الخاطئ لمصادر الكهرباء عن طريق وضع العديد من الأجهزة على مصدر واحد، وبمشترك سيئ الصنع، ونوصى عند شراء مستلزمات الكهرباء أن يتم شراؤها من أماكن معتمدة لضمان جودتها، والحرص التام عند استخدام دفايات الكهرباء وإبعادها عن أي منقولات أو ستائر لعدم نشوب حريق لأنها تعتبر بمثابة قنابل موقوتة داخل منازلنا.

من الناحية المهنية فإن أصعب البلاغات هي التي ترتبط بأشخاص سواء بلاغات الحريق أو الإنقاذ فإننا نتعامل مع هذه البلاغات بمبدأ ضرورة إنقاذ الأشخاص مهما كلفنا ذلك يلي ذلك بلاغات المواد الكيميائية لما ينتج عنها من آثار قد تكون مجهولة بالنسبة لنا.

أما أصعب البلاغات من الناحية النفسية فهي تلك البلاغات التي يسقط فيها شهداء من رجالنا ومطلوب منا استكمال الانتهاء البلاغ والسيطرة على القوات المشتركة في هذا البلاغ.

تقوم القوات بأداء واجبها خلال البلاغات ووفقا للتدريبات التي يتلقوها ويقوم المدير العام بواجبات عديدة أخرى بقيادة البلاغ من الإخطارات للجهات باللازم والتنسيق مع الأجهزة المعاونة وتلبية احتياجات المكافحة وأمور أخرى عديدة.

وقد يحدث تأثر نفسي لما سبق ذكره مما يستوجب معه الانضمام والمشاركة الفعلية في أعمال المكافحة، ويحدث أن يكون هناك احتياج لخبرة أكبر في التعامل مع البلاغ، كما أن وجود القائد وسط قواته يعطي دفعة معنوية للقوات.

نقاط الإطفاء بالقاهرة موزعه توزيعا جيدا لتلبية أي بلاغ ومع حركه العمران التي تشهدها البلاد في السنوات الأخيرة  فإن الأمر يحتاج إلى زيادة نقاط الإطفاء بما يتلاءم مع تلك الزيادة العمرانية.

تتكلف سيارة الإطفاء بالمعدات اللازمة حوالي 10 ملايين جنيه، ولكن الأهم من ذلك هو تدريب رجال الإطفاء تدريبا جيدا على استخدام تلك المعدات وبالطبع فإن التدريب مكلف أيضا، وعن سيارة الإطفاء فأنها تحتوي على وسائل إطفاء متعددة منها المياه والسائل الرغوي وطفايات حريق يدوية وخراطيم ومعدات إطفاء.

نعم توجد سيارة الإطفاء التقليدية السابق الإشارة إليها ويوجد نوع آخر يسمى خزان مياه ولا يوجد به معدات أو مهمات إطفاء ويقتصر دوره على نقل كمية كبيرة من المياه إلى مكان البلاغ، ونوع آخر يحمل سلم هيدروليكي لإطفاء الأدوار العليا وأعمال الإنقاذ.

أجهزه وزارة الداخلية تتمثل في إدارات المرور، لتسهيل وصول سيارات الإطفاء إلى مكان البلاغ، بينما الأمن العام دوره تأمين موقع البلاغ، وإدارة البحث لجمع تحريات سريعة عن البلاغ، أما المعمل الجنائي لبيان أسباب الحريق وكشف إذا كان بفعل فاعل من عدمه، وأخيرا الجهات الأخرى كمرفق الإسعاف والكهرباء والغاز كل فيما يخصه.

فور تلقي بلاغ مفرقعات وعند وصول مفتش المفرقعات إلى مكان البلاغ يتم عمل كردون عزل حول مكان البلاغ، ويبدأ باستخدام وسائل الكشف المتعدد ومنها كلب المفرقعات المدرب على كشف المفرقعات، وفي حالة التأكد من إيجابية البلاغ يقوم بارتداء البذلة والتعامل مع البلاغ بوسائل خاصة منها استخدام الروبرت والتعامل مع كل بلاغ حسب معطياته.

يتم التعامل بالروبرت حسب معطيات كل بلاغ، فهناك بلاغات يمكن التعامل معها بالروبرت، وهناك بلاغات لا يمكن فيها استخدامه وسعره يتوقف على نوعه وإمكانياته ولا يقل سعره عن 150 ألف جنيه.

وبخصوص عدد الأجهزة "الروبوت" يوجد العدد الكافي والاحتياطي لتغطيه كل البلاغات ومدربين عليها تدريبا راقيا، وتوجد أنواع عديدة منها حسب استخدامها ويخضع السعر لإمكانيات كل جهاز.

الوظيفة الوحيدة لبدلة التعامل مع المفرقعات هي الحفاظ على (جثة) مفتش المفرقعات حال انفجار العبوة لأنه يكون في مركز الانفجار، وتتكلف البدلة حسب نوعها وبلد التصنيع ويقدر ثمنها بحوالي 150 ألف جنيه ومنها الإيطالي والألماني والأمريكي.