الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ميران حسين تكتب: إوعي تفتكري إنك واخدة حريتك

صدى البلد

أوعي تفتكري إنك واخدة حريتك ... ده وهم وهتفوقي منه في يوم من الأيام على صدمة عمرك ما تخيلتيها، كونك أتربيتي تربية منفتحة ومعاكي حريتك طول العمر مش هيمنع إنك تتصدمي الصدمة دي، لإنك هتكتشفى طالما آرائك متفقة مع آراء أهلك وما أختلفتش عنها يبقى أنتي حرة تعملى اللي أنتي عايزاة، إنما لو أرائك أختلفت عن آرائهم يبقى هتكتشفى إن موضوع الحرية دي مجرد وهم ووقت الجد هتكتشفى حاجة تانية خالص.

يوم ما تختاري حد مش على هواهم كل الأفكار الشرقية هتطلع فجأة، هتلاقي نفسك ماتفرقيش أي حاجة عن معظم البنات (يعني من الآخر مالكيش حق أختيار شريك حياتك) جربي تقولي أنا عايزة فلان ومصممة عليه وشوفي اللي هايحصل.

فجأة هتلاقي البيت كله أتقلب ضدك ولا كأنك عملتي مصيبة سودة، أمك هتلاقي ضغطها طلع للسقف ونزل لزق في الأرض، ده إذا مامسكتش قلبها زي ميمي شكيب في فيلم (الحب كده) وقعدت تقول قلبي قلبي قلبي وإحتمال كبير تلاقيها فجأة طبت ساكته قدام عنيكي.

ولو ما طبتش ساكته وربنا سترها على قد الضغط وبس، هتوصل المناقشة بينكم ورفضها لحبيب القلب إنها تقولك لو أتجوزتي الزفت ده لا أنتي بنتي ولا أعرفك.

ولو صممتي أكتر على إختيارك وأتمسكتى بيه، هيتقالك عايزة تتجوزيه روحي أتجوزيه مش أنت كبيرة بما يكفي خلاص روحي جوزي نفسك بنفسك، إنما أنا مش راضيه عن الجوازة الهباب دي والبيت ده مش هيدخله ولو وقفتى على شعر رأسك.

أما عن أخواتك الصبيان فأحب أقولك إنك هتلاقي خط بارليف فجأة أتبني في وشك، هيأخدوا صف أمك وهيتقالك مش هنحط إيدينا في إيده ولو أنتي مصممة على الجواز منه أتجوزيه بس أحنا مش موافقين ومش هندخل بينكم مهما عمل فيكي، وأي مشاكل تحصل بينكم أنتي تحليها بنفسك وما تجيش تشتكي منه، ده إختيارك فتحملي نتيجته وطالما ماسمعتيش كلامنا ووقفتى ضدنا فاعرفي إنه لا هيدخل بيتنا ولا إحنا هندخل بيته، آه إحنا أخوات والدم عمره ما هيبقي ميه بس أنتي وقفتي ضدنا وصممتي عليه وأنتي اللي عايزة تبعدي مش إحنا فتحملى النتيجة.

هنا بقي بتنحصر  التربية المنفتحة والاختيار الحر في حاجتين:

أولًا: إنك واقفة بين نارين أحلاهم مُر .. هل تختاري تبقي على حريتك
       اللي أتربيتي عليها وتختاري شريك حياتك بإرادتك الحرة وتبقي
       طبعًا خسرتي أهلك .. ولا تختاري تبقي مجرد كرسي في البيت
       وتختاري رضي أهلك وتخسري الإنسان الوحيد إللى عايزة تكملى
       حياتك معاه.

ثانيًا: أنهم بيتعاملوا معاكي على أنك راجل زي أي راجل في مجتمع شرقي
        يعني عايزة تتجوزي الأخ ده روحي أتجوزيه وإحنا مالناش دعوة
        بأى حاجة ولا هنحط إيدنا فى إيده، وده إللى بيتقال لأي راجل فى
        موقفك ده لما يقرر يختار واحدة مش على هوا الست الوالدة (روح
        أتجوزها وماليش دعوة بيكم).

كونك وصلتي  للنقطة دي فده قمة الإنجاز، ماهو مش من السهل فى مجتمعنا الشرقي الذكوري ده توصلي لنقطة المساواة دي حتي وأن كانت في القهر.

السؤال إللى نفسي أفهمه  ومش لقياله  أجابه، أهالينا بيربونا علي شئ ونطلع بعد سنين نتصدم بشئ تاني ليه؟ ليه بتحطونا في إختبارات وضغوط صعبة بالشكل ده؟ مش كفاية الدنيا وإختباراتها وضغوطها علينا.

إيه يعني أن الواحدة أختارت واحد معين مش لازم تشوفوه كويس، يكفي هي شيفاه كده، مش لازم أساسا تحبوه يكفي إنها هي حباه وعايزاة، بتقولوا مش هيكملوا مع بعض وهتندم، وماله لما تندم من حقها تختار وتندم مافيش أى مشكلة، بس تبقى هى إللى أختارت أختيار حر، تبقى هى صاحبة القرار مش أى حد تانى.

من الاخر يا سادة هى وهو إللي هيتقفل عليهم باب واحد مش هى وهو وأنتم، آه حقكم تخافوا علي بناتكم بس بلاش تقهروهم  .. حقكم تتمنوا الأفضل ليهم، بس إحتمال كبير الأفضل من وجهة نظركم سئ من وجه نظرهم.

صدقوني يكفي تشوفوا السعادة في عيونهم، يكفي تريحوهم، خايفين عليهم مايرتحوش ربنا ماداش الغيب لحد، يكفي تدعولهم إن ربنا ييسر حياتهم للأفضل، وخليكم فاكرين يمكن أكتر واحد أنتم رفضتوه يكون أحسن واحد ليها ويبقى أكتر واحد يتقي ربنا فيها وأكتر واحد يخاف عليها.

يا سادة لو  ناويين تقفوا الموقف ده مع بناتكم بلاش تربوهم على الحرية، بلاش تخلوهم يحسوا أنهم مختلفين عن مجتمع جاهل بيقهر الست، بلاش تعيشوهم في وهم هيفوقوا منه على إنهم زي الباقين عايشين نفس القهر ومافيش أي فرق بينهم وبين أي واحدة تانية كانت بتصعب عليهم لما يلاقوها مقهورة.

زي مابتربوا زي ما تتعاملوا لأن غير كده يبقي ضد المنطق.