الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زاد الطين بلة.. أردوغان يهدي ماكرون دعما أوروبيا ضخما.. وعقوبات في الطريق لـ تركيا

صدى البلد

زادت تصريحات أردوغان الشخصية بشأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الطين بلة، حيث تسببت إهانات أردوغان لماكرون في اصطفاف أوروبي خلف فرنسا ورئيسها، على خلفية الدعوات المطالبة بمقاطعة البضائع الفرنسية بسبب رفض ماكرون "انتقاد" الرسوم المسيئة للنبي محمد مبررًا ذلك بأنها ضمن حريات التعبير، كذلك يتهم الرئيس الفرنسي بشن حملة لاضطاد المسلمين، مع تأكيد الأخير على أن الحملة موجهة إلى المتطرفين باسم الإسلام.

ذكرت قناة "فرانس 24" في تقرير لها أن فرنسا شجعت، اليوم الثلاثاء، حلفائها في الاتحاد الأوروبي على اتخاذ إجراءات ضد تركيا بعد أن شكك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الصحة العقلية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ودعا إلى مقاطعة البضائع الفرنسية.

وفي وقت سابق من اليوم نفسه، حذرت مفوضية الاتحاد الأوروبي من أن عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي أصبحت أبعد من أي وقت مضى من الحدوث بعد تصريحات أردوغان الأخيرة.

وقال وزير التجارة الفرنسي فرانك ريستر لنواب البرلمان إن "فرنسا موحدة وأوروبا موحدة. في المجلس الأوروبي المقبل، سيتعين على أوروبا اتخاذ قرارات تسمح لها بتعزيز توازن القوى مع تركيا للدفاع عن مصالحها وقيمها الأوروبية بشكل أفضل"، من دون تحديد الإجراءات التي سيتم اتخاذها.

في وقت سابق يوم الثلاثاء، حذرت المفوضية الأوروبية من أن تصريحات أردوغان تجعل محاولة تركيا المتعثرة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي احتمالًا بعيدًا.

وقال متحدث عن المفوضية الأوروبية إن "الدعوات إلى مقاطعة منتجات أي دولة عضو تتعارض مع روح هذه الالتزامات وستبعد تركيا عن الاتحاد الأوروبي".

تمت إزالة بعض البضائع الفرنسية من أرفف السوبر ماركت في العديد من دول الشرق الأوسط بما في ذلك قطر والكويت. وصرح ريستر للصحفيين يوم الاثنين بأن الحكومة الفرنسية لا تخطط لمقاطعة متبادلة للمنتجات التركية.

وقالت القناة إنه من المرجح أن يكون للمقاطعات تأثير هامشي على صادرات فرنسا، حسبما أفادت الخبيرة الاقتصادية الفرنسية ستيفاني فيلرز لإذاعة "آر تي إل"، مشيرة إلى أن التعريفات الجمركية على النبيذ الفرنسي التي فرضتها الولايات المتحدة العام الماضي كانت أكثر ضررًا بكثير. وقالت فيليرز إنه "إذا كانت هناك نية حقيقية للإضرار بالاقتصاد الفرنسي، فستتم مقاطعة جميع المنتجات الفرنسية"، مشيرًا إلى أن قطاعات الطيران والرفاهية الأكثر ربحًا لم تتأثر.

ذكر التقرير كذلك أن الاتحاد الأوروبي سيتجه لفرض عقوبات على تركيا في حال لم تتوقف استفزازت أردوغان.

وأوضح أن زعماء ومسؤولو الاتحاد الأوروبي احتشدوا أمس الاثنين حول فرنسا، وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إن بلاده تقف إلى جانب فرنسا، من أجل "حرية التعبير وضد التطرف والراديكالية".

وصف وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إهانات أردوغان لماكرون بأنها "نقطة انحطاط جديدة، مضيفًا أن بلاده "تقف متضامنة مع أصدقائها الفرنسيين.

وأشار رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي إلى الانتقادات الأوروبية لخطاب أردوغان في وقت لاحق يوم الاثنين. وكتب على تويتر: "كلام الرئيس أردوغان للرئيس ماكرون غير مقبول. الاحتجاج الشخصي لا يساعد الأجندة الإيجابية التي يريد الاتحاد الأوروبي متابعتها مع تركيا، بل على العكس، تدفع بالحلول بعيدًا." في تغريدة كتبها بالفرنسية، أعرب كونتي عن "تضامنه الكامل" مع ماكرون، مشيرًا إلى أن تصريحات أردوغان لا تليق برئيس دولة.

وأضافت الرئيسة اليونانية كاترينا ساكيلاروبولو أن خطاب أردوغان يغذي التعصب الديني وعدم التسامح باسم صراع الحضارات، ولا يمكن التسامح معه".

وذكر بيان للمجلس أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وافقت في قمة في وقت سابق هذا الشهر على مراجعة سلوك تركيا في ديسمبر وهددت بفرض عقوبات إذا لم تتوقف "استفزازات" أردوغان.

قال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو يوم الاثنين إنه لن يستبعد عقد اجتماع عاجل لوزراء الاتحاد الأوروبي في موعد سابق عقب تصريحات أردوغان الأخيرة.

وقال ستانو في مؤتمر صحفي "من الواضح أننا نتوقع تغييرا في الإجراءات والتصريحات من الجانب التركي". وقال إنه ستكون هناك مناقشات كثيرة "لمعرفة ما إذا كنا سنواصل الانتظار أو اتخاذ إجراء في وقت مبكر".

أعلن أردوغان في تصريحاته يوم الاثنين أنه يتعين على القادة الأوروبيين وضع حد لأجندة ماكرون المزعومة "المعادية للإسلام". وتابع "أناشد جميع المواطنين من هنا لعدم مساعدة العلامات التجارية الفرنسية أو شرائها".

تركيا وفرنسا عضوان في التحالف العسكري لحلف شمال الأطلسي، لكنهما اختلفتا بشأن قضايا تشمل سوريا وليبيا، والولاية القضائية البحرية في شرق البحر المتوسط، والصراع في ناجورنو كاراباخ. تعد فرنسا عاشر أكبر مصدر للواردات إلى تركيا وسابع أكبر سوق لصادرات تركيا، وفقًا لمعهد الإحصاء التركي.

وتعقدت الأوضاع عقب ذبح مدرس فرنسي من قبل شاب مسلم من أصول شيشانية بعد عرض مدرس التاريخ رسومًا مسيئة للرسول، ما تلاه إعلان فرنسا ممثلة في ماكرون حملة "ضد التطرف الإسلامي"، وسط شكوك من أن تلك الحملة تستهدف المسلمين بشكل عام، بينما أصر ماكرون على أن الرسوم المسيئة جزء من حرية التعبير.