الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. ياسر شحاتة يكتب: وعي الشباب المصري بأهداف التنمية المستدامة

صدى البلد

تُعرف التنمية المستدامة بـــــــــــــ" تلبية احتياجات الحاضر بشرط المحافظة على احتياجات الأجيال المقبلة، وأن يعيش الإنسان مع الطبيعة وليس على حسابها" كما يمكن أن تُعرف بأنها "الحفاظ على جودة حياة الإنسان حاضرا ومستقبلًا ويتطلب ذلك زيادة النمو، وحماية البيئة، والاهتمام بجانب الصحة للأجيال الحالية والمستقبلية على حد سواء" بالإضافة إلي أنها" حماية قدرة الأرض على دعم الحياة بكافة أشكالها المتنوعة بناء على مبادئ كل من المساواة بين الأنواع والتكافل واحترام الحقوق الأساسية مثل الحرية وتكافؤ الفرص للجميع".

من خلال هذه  التعريفات نجد تعدد وجهات النظر فى تعريف التنمية المستدامة ولكني أري من وجهة نظري أن الاعتماد على تعريف التنمية المستدامة بأنها "نظام لصنع القرار وتحقيق صحة ورفاهية الإنسان في الحاضر والمستقبل بناء على مبادئ المساواة الأساسية التي تقول أن كل إنسان مخصص له نوع معين من جودة الحياة، ويجب الحفاظ على الحد الأدنى من ظروف تلك الجودة من جيل لآخر".

وأري أن التعريف الأكثر تطبيقًا ووضوحًا للتنمية المستدامة هو" توفير حياه كريمه للأجيال الحالية والمستقبلية". هذا من ناحية التعريف أما عن الأهداف فيجب علي الشباب المصري التعرف علي أن أهداف التنمية المستدامة تمثلت على سبيل المثال فى القضاء على الفقر، توافر الحياة الصحية السليمة، ضمان جودة التعليم، تعزيز فرص العمل، تحقيق المساواة، وتمكين المرأة، توافر الإدارة المستدامة للمياه والنظافة، تعزيز استدامة النمو الاقتصادي وتعزيز التوظيف الكامل، توافر البنية التحتية القوية، تقليل اللامساواة، توافر الاستقرار الإنساني المستدام، مقاومة آثار التغيرات المناخية، المحافظة على موارد البحار والمحيطات، مقاومة التصحر وإيقاف خسائر التنوع البيولوجي، تعزيز المجتمعات وتوفير العدالة داخل المجتمعات، تقوية وسائل تفعيل الشراكات للتنمية المستدامة عالميًا. 

من هنا تتلخص أهداف التنمية المستدامة بين الطموح والأهداف، حيث تركز أن تكون المجتمعات مزدهرة تستمد ذلك من خلال زيادة النمو والذى يؤدي بدوره لرفع المستوي المعيشي ومن ثم تحقيق الرفاهية، وضمان الاستدامة، وتوفير بنية أساسية قوية لكونها العمود الفقري للتنمية المستدامة، ومن ثم تعزيزا للاقتصاد القومي الذى يساعد على تحقيق مستوي أفضل من المعيشة، من هذه الأهداف يمكن تحديد ثلاثة أبعاد التي تقوم عليها عملية التنمية المستدامة مترابطة ومتداخلة فيما بينها وتتمثل في الأبعاد (الاقتصادية، الاجتماعية، والبيئية). فالبُعد الاقتصادي للتنمية  يركز على مبدأ العدالة فى التوزيع للموارد بين الأجيال حيث يهتم بما يحقق استدامة النمو، وذلك من خلال الاهتمام بنوعيته حيث يجب قيام النمو بالحفاظ على البيئة ومواردها، ويفضل أن يكون مقترنًا بخلق المزيد من فرص العمل، بما يؤدي إلى المساواة بين فئات المجتمع أو تقليل الفجوة بين زيادة الثروة والافتقار، والعمل على تقليل العديد من المشاكل الاقتصادية التي تصيب المجتمع كارتفاع معدلات التضخم أو ارتفاع معدلات البطالة، كما يجب أن يقوم النمو علي قدرات البشر، ومهاراتهم. وبالنسبة للبُعد الاجتماعي للتنمية  أري أن البُعد الاجتماعي هو البُعد الإنساني، وهو الذي يجعل من النمو وسيلة للالتحاق الاجتماعي ولعملية التنمية في الاختيار الإنساني الذي يفترض فيه أن يتضمن قدرًا من الإنصاف بين الأجيال المتعاقبة بمقدار ما هو بين الدول المختلفة حيث في هذا البُعد تبرز فكرة التنمية المستدامة في رفض الفقر والبطالة والتفرقة التي تحد من حقوق المرأة، والفجوة بين الأغنياء والفقراء، ويتضح البُعد الاجتماعي كأساس الاستدامة عن طريق العدل الاجتماعي.

 وأخيرًا البُعد البيئي أري أن جودة حياة الأفراد تتأثر بالسلب أو الإيجاب بفعل جودة البيئة، وقد يظهر ذلك الأثر بسبب عوامل معينة مثل تلوث المياه والهواء ونقص المرافق والأنظمة الصديقة للبيئة لذلك تقل قابلية الأفراد في تلك البيئة في الشعور بالانتماء لها. ولذلك  أصبح الاهتمام بالبيئة من أهم مؤشرات تقييم حضارة الدول، ولهذا فإن  إدارة البيئة بشكل سليم أمر لا بد من الاهتمام به لعملية التنمية، بالإضافة إلى تحقيق تنمية مستدامة من خلال حماية الموارد الطبيعية، وذلك عن طريق محاولة حسن التعامل مع تلك الموارد وتوظيفها لصالح الإنسان من أجل تحسين المستوى المعيشي.  حفظ الله بلادنا من كل سوء وحفظ شعبها الأصيل.