بينما تقترب الانتخابات الرئاسية الأمريكية ببطء من نهايتها، فإن أحد الأمور التي تسبب حالة من الارتباك، وتدفع بعض المشككين إلى الاعتقاد بوجود شبهة تزوير في الانتخابات الأمريكية الرئاسية، كما يصرح الرئيس دونالد ترامب، هو أن وسائل الإعلام المختلفة تظهر نتائج مختلفة للأصوات الانتخابية ما بينه والمرشح الديمقراطي جو بايدن، وفق ما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
قالت الصحيفة، يتم انتخاب الرئيس من خلال الفوز بما لا يقل عن 270 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابي، وليس نتيجة التصويت الشعبي بالانتخاب السري المباشر.
نظرًا لعدم وجود نظام انتخاب فيدرالي مركزي، فقد أصبح من المألوف في الولايات المتحدة، أن تقوم "مكاتب اتخاذ القرار" في المؤسسات الإعلامية بالاعتماد على اتصالاتها ومراقبتها من خلال مراسليها وصحفييها على الأرض في الولايات ومن خلال التحدث للمصادر المختلفة بأماكن الفرز، والتي تفيد بأن المرشح ترامب أو بايدن قد فاز بأصوات هذه الولاية أو فاز خصمه بعدما يتم فرز الأصوات الكافية.
ويجري الأمر كذلك في ولايات مثل نيفادا وجورجيا في الوقت الحالي واللتين لم تنتهيا بهما عمليات الفرز.
لكن نتائج الانتخابات المفرزة حتى الآن مختلفة ما بين وسائل الإعلام الأمريكية ذات السمعة والمصداقية الكبيرة، فنتائج "سي إن إن" غير NBC وFox News وغيرها، وإن كانت جميعها تصب في نفس الاتجاه حتى الآن.
فأرقام "سي إن إن"، تقول إن نتيجة تصويت المجمع الانتخابي 253 لصالح بايدن أما ترامب فـ 213 صوتا، من 270 اللازمة للفوز بالانتخابات من أصوات المجمع الانتخابي، من مجموع 538 صوتًا لكامل المجمع.
أما شبكة فوكس نيوز ووكالة أسوشيتد برس فتقول بأرقام أخرى مختلفة عن "سي إن إن"، وإن كانت تصب في نفس الاتجاه لصالح بايدن.
فأرقامها كانت 264 صوتًا لصالح بايدن أما ترامب فـ 214 صوتا من أصوات المجمع.
بينما تستخدم صحيفة "الواشنطن بوست" رقمًا أقل من "سي إن إن"، وإن كانت تقول بتقدم بايدن أيضًا، فلماذا يحدث هذا الاختلاف.
وأوضحت صحيفة الجارديان السبب وقالت، من الواضح أن الشبكات الأمريكية تستند إلى قراراتها على ما تقولها مكاتبها الخاصة، قد تختار القنوات الأخرى اتباع أحدها، أو تحصل على النتائج بنفسها.
هذا العام، أبرزت ولاية أريزونا هذا الأمر بشكل حاد، فإجمالي الأصوات الانتخابية الحالية البالغة 264 صوتًا لجو بايدن تتضمن حقيقة أن وكالة أسوشيتدبرس قد اعتبرت أريزونا قد ذهبت للمرشح الديمقراطي، وكذلك فعلت فوكس نيوز، حيث احتسبت وكالة أنباء اسوشيتد برس AP منذ أيام أريزونا لصالح بايدن ب 11 نقطة لتنقصه فقط 6 نقاط (مثل ولاية نيفادا) للفوز بالرئاسة، لكن سي إن إن كان لها رأي مختلف ولم تحتسب أريزونا، وبالتالي نتائجها والتي ذكرت سالفًا.