على مدار قرن كامل، ظلت إشارات المرور تدور في نفس الدورة المألوفة: الأحمر يعني توقف، الأصفر استعداد، والأخضر انطلاق.
لكن يبدو أن ثورة جديدة تلوح في الأفق مع اقتراح الباحثين إضافة ضوء رابع أبيض اللون قد يحدث تحولًا جذريًا في طريقة إدارة التقاطعات المرورية حول العالم.
فكرة الضوء الأبيض في إشارات المرور
وفقًا لدراسة حديثة، يقترح فريق من الباحثين نظامًا جديدًا يسمح للسيارات ذاتية القيادة بإدارة حركة المرور عند التقاطعات.
في هذا النظام، سيعمل الضوء الأبيض كإشارة تنسيق ذكية، حيث يتيح للسيارات المتصلة بنظام القيادة الذاتية التواصل فيما بينها لتحديد أنسب توقيت للمرور.
أما بالنسبة للسائقين البشر، فسيُطلب منهم ببساطة اتباع السيارة التي أمامهم عند ظهور الضوء الأبيض، مما يقلل الحاجة إلى اتخاذ قرارات فردية قد تسبب الازدحام أو التأخير.
تشير نتائج المحاكاة التي أجراها الباحثون إلى أن هذا النظام الجديد يمكن أن يُقلل زمن الانتظار عند الإشارات بنسبة تصل إلى 94%، مما يعني تدفقًا أسرع للحركة وتقليلًا كبيرًا في انبعاثات العادم الناتجة عن التوقف الطويل في التقاطعات.
تبرز هذه النتائج كيف يمكن للتكنولوجيا الذكية والذكاء الاصطناعي أن يعيدا تعريف مفهوم إدارة المرور في المدن المزدحمة، خاصة مع التزايد المستمر في أعداد المركبات حول العالم.
يؤكد الباحثون أن إدخال هذا النظام سيتطلب تعاونًا بين الحكومات وشركات تصنيع السيارات لتطوير بنية تحتية قادرة على التواصل بين المركبات والإشارات.
وإذا تم تطبيقه بنجاح، فقد يكون الضوء الأبيض هو المفتاح لإنهاء معاناة الزحام المروري المستمرة منذ عقود.