الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التسلط والأهمال والحماية الزائدة وضياع الأبناء



التنشئة وتربية الأبناء تزداد صعوبة يومًا بعد يوم، أصبح اللهث وراء الحصول على لقمة العيش الشاغل الأساسي للعديد من الآباء لتلبية احتياجات الأبناء الأساسية، وكما نعلم جميعا بظروف مجتمعنا منذ أوائل الثمانينيات والهجرة لدول الخليج العربي وخروج المرأة للعمل لمساعدة رب الأسرة في توفير حياة كريمة للأبناء، وأصبح المجتمع يعانى من إفرازات غياب قطبي الأسرة عن رعاية الأبناء، غياب جسدى وغياب معنوي.




أصبح الآباء المغتربين في الدول العربية لديهم أبناء
يشعرون بالاغتراب النفسي في أوطانهم يفتقدون القدوة والمثل يفتقدون الحنان والرعاية
الوالدية، وأصبح الأب بمثابة مصدر للأموال والهدايا، وأصبح الأب يعوض فترة الغياب
والأصدقاء فترة غيابة بأنة يلبي جميع احتياجات أبنائه ويوفر لهم الحياة الكريمة،
التى تطول بالعقود عن طريق اغضاق الأموال والهدايا حتى يبرر لنفسة وللأهل
تلك المشاعر السلبية لفترة وجيزة من الزمن حتى يعتاد الأب على الغياب ويصدق الكذبة
يحاول أن ينكر مسؤليته كأب وكزوج حتى يخفف من وطأة الشعور بالذنب والتقصير، وتستمر
وعلى الطرف الأخر يعتاد الأبناء على غياب الأب وأحيانا الأم، ويبحثون على آباء
على نفسه وعلى من حوله ويعيش في دور الأب الذي يكد ويعمل لتوفير احتياجات الأبناء، بديلين لآبائهم الأصلين، والبعض منهم يبحث عن سلوك أو جماعة من البشر أو أسلوب من
في نموذج آخر بديل للنموذج الأبوي الغائب.
الحياة يرضى به ألام الغياب والشعور بالاغتراب والوحدة النفسية، يبحثون عن القدوة




وعلى الطرف الآخر نجد نماذج عديدة من الآباء متواجدين
مع الأبناء كجسد فقط، جسد عليه الظهور أمام المجتمع والأبناء يقوم بلعب دور الأب
الذى يضحي من أجل الأبناء والعمل ليل نهار من أجل توفير احتياجات الأبناء المادية
ومتطلبات الحياة العصرية، ويظن بهذا أنه وفر للأبناء حياة مادية ورفاهية تضمن لهم
الاستقرار والهدوء وإشباع الحاجات الأساسية، متجاهل بذلك المشاعر والعواطف والاهتمام
والأحاسيس ومواجهة مشاكل الأبناء ومساعدتهم للتعامل معها ولإيجاد التعامل الصحيح
مع تلك المشاكل والضغوط التي تواجههم.

وعلى الطرف الآخر نجد العمود الرئيسي للأسرة وهى
الأم وغالبا ما نجد الأم المصرية أصبحت منهكة بالعمل خارج البيت ومتعبة من رعاية الأبناء
داخل البيت فأصبحت تلعب العديد من الأدوار خارجيا وداخليا، وهناك مثل نطلقه دائما
نجد أن هناك بعضا من البشر يمتلك قدرات وسمات شخصية للتعامل في وقت واحد مع أكثر
على من يقوم بأكثر من عمل في وقت واحد وهو، صاحب بالين كذاب، ومن المنظور النفسي من عمل ويستطيع أن يلعب العديد من الأدوار بشكل جيد، ولكن هناك العديد من الأمهات
الوقت وبنفس الكفاءة.
لاتستطيع التعامل مع الضغوط ومواجهة المشاكل وفنون الرعاية والتربية السليمة في نفس

وبناء على التغير الإجتماعى الذى يمر بمجتمعنا
المعاصر، وضغوط الحياة ورتم الحياة السريع، والتوجة نحو المادة كأداة أساسية ورئيسية
في التعامل مع فنون الحياة، وإعلاء وتثمين أي شيء مادي.

أصبح إجادة فنون التربية ورعاية النشئ من
المهام التى نجد العديد من الأسر في الوقت الحاضر لا تجيد تلك الفنون لتنشئة الأبناء
التنشئة السليمة الصالحة

أفرزت التربية الخاطئة تلوثًا إخلاقيًا،
وأنامالية، وإعاقات أخلاقية متنوعة، أصبحت العديد من الأسر وأفراد المجتمع يعانى
من تلك الاضطرابات السلوكية التى تنتشر بين غالبية الأجيال في الوقت الحاضر.

ونحن نعلم جيدا أن أي اضطراب نفسي أو سلوكي
منشأه اضطراب أو خلل في البناء الوظيفي للأسرة التى نشأ بها الأبناء.

فغياب القدوة والنموزج الإيجابي الذى يحتذى بة الطفل
ويحاكيه في تصرفاته وأفعاله وطريقة تفكيره أصبح غائبًا عن أعين العديد من الأجيال
الحالية.

أصبحت العديد من الأسر في ارتباك شديد وحيرة في
إتباع نموزج للتربية، فالبعض من الآباء أتخذ منهج فرض السيطرة والسلطة والأوامر
والنقد والنصح المتكرر نهج في تربية الأبناء لتقويم سلوكهم مما يفرزاجيال فاقدة للثقة
في قدراتها وتبحث عن معنى لوجودها ويصبح الابن غير قادر على إتخاذ قرارتة أو
التعبير عن أراءة بحرية يشعر بعدم الأمان ولدية قلق تجاة المستقبل 

ونجد البعض الآخر من الأسر اتخذ نهج التذبذب في
التربية والتناقض في أساليب التربية أحيانا أرفض بعض السلوكيات من الأبناء،
وأحيانا اخرى ابدى الموافقة والقبول لنفس السلوكيات، أحيانا افرض عقوبات على بعض
السلوكيات وأحيانا أخرى أكافئ الابن على نفس السلوك ويقع الأبناء في حيرة من أمرهم
ما بين ما القبول والرفض و الصح و الخطء، وهذا ما ينتج عنة الشخصية المهزوزة نفسيا
تتخذ من الإدمان والانحراف السلوكي شرعية لوجودها في المجتمع. 
التي لا تستطيع إبداء الرأى أو اتخاذ القرار او التعبير عن نفسها بثقة وفي الغالب

وعلى النقيض نجد بعض الآباء يتخذون من أساليب
التدليل الزائد وتلبية كافة مطالب الأبناء اسلوب في التنشئة ويقولون العبارة الشهيرة
أنا لاأرفض أى طلب لاأبنائى أنا أدلع ابنائى على حياة عينى متناسي بذلك تكوين شخصية
تستطيع القيام بدورها في المجتمع تلهث لسد احتياجاتها دون مراعاة لحقوق الآخرين.
أنانية غير ناضجة ترغب في ان تلبي طلاباتها في التو واللحظة لا تتحمل المسؤلية ولا

وهناك من يتبنى نهج الحماية الزائدة والخوف
المفرط على الأبناء، مما ينتج عنة شاب غير قادر على حماية نفسة لا يمتلك ادوات
للتعامل مع مجريات الحياة من حوله يفتقد مهارات التعامل مع الآخرين ليس لدية الخبرة
لا يمتلك المخاطرة المحسوبة لا يستطيع مقاومة تيارات الحياة العاصفة اعتمادى بشكل
مبالغ فيه على الآخرين اتكالى على من حوله.

ياسادة التربية لها أصول وفنون، على الآباء والأمهات
ان يوفروا من وقتهم بعض من الساعات للجلوس التفاعلى مع الأبناء لمناقشة احلامهم
وامالهم في المستقبل لنقل التراث الثقافى والعادات والخبرات إلى الأبناء، من خلال
الاعمال المشتركة والتعبير عن المشاعر بعضهم لبعض، على الآباء والأمهات طلب المشورة
من الخبراء في مجال التربية وعلم النفس عندما يشعرون بالحيرة والارتباك، لكي نتفادى
الكثير والكثير من التشوهات الأخلاقية في سلوك ابنائنا، وللحديث بقية.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط