الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مجازر وجرائم حرب.. انتفاضة أممية بسبب اللاجئين في إثيوبيا

الحرب فى تيجراي
الحرب فى تيجراي

الفرار من الموت، والزحف نحو الأمان فى السودان، هكذا فعل الأثيوبيين من اندلاع الحرب فى تيجراي، لتكون الحدود هى الملاذ الآمن لهم بعيدا عن وطنهم، الذى يشهد معركة دامية فى تيجراي، حيث طالبت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، بتحقيق شامل في احتمال حدوث جرائم حرب في إثيوبيا، بعد تقارير عن مجزرة استهدفت مدنيين في منطقة تيجراي.

جرائم حرب 

وقالت ميشيل باشليه "إذا تأكد أن أحد أطراف النزاع الحالي نفذ ذلك عمدا، فإن عمليات قتل المدنيين هذه ستكون بالطبع جرائم حرب" داعية إلى "المحاسبة  الكاملة"، معبرة عن "قلق متزايد" إزاء الوضع في شمال إثيوبيا، محذرة من خروجه التام عن السيطرة.

اقرأ أيضا: 

وعبرت باشليه عن القلق إزاء تقارير عن قطع إمدادات المياه والكهرباء ودعت الطرفين إلى بدء محادثات سلام قائلة "لن يكون هناك فائز" في حال استمر القتال، قائلة إن "نزاعا داخليا طويل الأمد سيلحق أضرارا مدمرة بكل من تيغراي وإثيوبيا ككل، ويقضي على سنوات من التقدم الحيوي في مجال التنمية.. يمكن أيضا أن يمتد بسهولة عبر الحدود، ما قد يؤدي إلى زعزعة منطقة جنوب الصحراء بأكملها".

أما منظمة العفو الدولية فقد أشارت إلى إن عشرات المدنيين قتلوا على أيدي قوات داعمة لجبهة تحرير شعب تيجراي التي اعتبرت الاتهامات "باطلة".

فيما أكدت الأمم المتحدة اليوم تسجيل اكثر من سبعة الاف اثيوبي معظمهم من النساء والأطفال الذين فروا الى داخل الحدود السودانية بعد اليومين الاولين من بدء القتال في منطقة التقراي الاثيوبية المحازية لولايتي كسلا والقضارف في شرق السودان و قالت أن المفوضية السامية للاجئين تعمل مع السلطات السودانية حاليا لتوفير المساعدات المنقذة للحياة لهؤلاء الفارين.

وقالت الامم المتحدة في بيان لها ان الفارين من النساء والأطفال والرجال الذين يصلون إالى السودان يبحثون عن الأمان بعد أسبوع من القتال بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية وقوات حكومة إقليم التيقراي

واشار بيان الامم المتحدة أنه حال الوصول للاراضي السوداني يتم إيواء اللاجئين القادمين مؤقتًا في مراكز العبور الواقعة بالقرب من نقاط الدخول الحدودية لودجي في القضارف والحميدية بولاية كسلا حيث يزودون بمياه الشرب والطعام بينما تقوم مفوضية شئون اللاجئين السودانية والسلطات المحلية في فرق مشتركة باجراءت الفحص وتسجيل القادمين

ومع توقع وصول المزيد من اللاجئين ،فقد ناشدت مديرة المكتب الإقليمي للمفوضية السامية، كليمنتين نكويتا سلامي دول الجوار قائلة "اننا نحث الحكومات في الدول المجاورة على إبقاء حدودها مفتوحة أمام الأشخاص الذين أجبروا على ترك ديارهم" جراء القتال في اثيوبيا.

وتقول الامم المتحدة انه ومع وصول آلاف اللاجئين إلى الحدود السودانية في غضون 24 ساعة، وتصاعد الصراع، فان المرجح هوأن يرتفع عدد الفارين و القادمين الى السودان بشكل حاد مما يتطلب تعبئة كبيرة للموارد لتلبية احتياجات االقادمين.

واشارت الامم المتحدة انه داخل اثيوبيا نفسها وبالقرب من مناطق القتال يوجد حاليا وقبيل اندلاع القتال أكثر من 96000 لاجئ إريتري يعيشون في مخيمات اربعة اللاجئين وابدت قلقها من وضعهم ووضع المجتمعات المضيفة التي تعيش بجانبهم، بالإضافة إلى 100000 شخص في التقراي اصبحوا نازحين جراء القتال .

واشارت الأمم المتحدة انه و رغم أن المخيمات ليست في منطقة الصراع المباشر، لا تزال المفوضية قلقة بشأن سلامة اللاجئين والعاملين في المجال الإنساني بسبب القرب النسبي للمخيمات من القتال وتدهور الوضع.

واشار البيان الصحفي للامم المتحدة الى انه ومع اغلاق الطرق وعدم وجود الكهرباء والاتصالات والإنترنت يصبح الاتصال شبه مستحيل مع نقص في الوقود، وتوقف الخدمات المصرفية مما أدى إلى نقص السيولة  فان كل هذه العوامل تشير الى تدفق المزيد من اللاجئين حال عدم توقف الصراع.

الا ان رئيس الوزراء الاثيوبي د. ابي احمد قال في تغريدة له على تويتر:" عند اندلاع القتال و حينما عراب بعض الجيران من الدول عن مخاوفهم من أن إثيوبيا ستنزلق الى الفوضى ، "ربما يعود لعدم ادراكهم طبيعة السياق الاثيوبي في التعامل مع مثل هذه الاوضاع" و قال ان ما يحدث هو إنفاذ للقانون في “دولة ذات سيادة لديها القدرة على إدارة شؤونها الداخلية” وقال ان الامر “سينتهي قريبًا” ولن يكون هناك فلتان من العقوبة لمثيري التمرد.

أسباب الحرب فى تيجراي

كانت نخبة إقليم تيجراي مهيمنة عل السلطة منذ عام 1991 حتى مجئ آبي أحمد إلى السلطة فى 2018 ومنذ ذلك الحين تراجع نفوذ جبهة تحرير شعب تيجراي ووجهت اتهامات لآبي أحمد بإقصائهم من الحكومة المركزية والجيش وعليه هدد الإقليم بالانفصال عن أثيوبيا.

ولكن آبي أحمد قام بحل تحالف الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الحاكم سابقا وتأسيس حزب الرخاء والذي رفضته جبهة تحرير شعب تيجراي وابدت عدم رغبتها فى الانضمام إليه.

الانتخابات

كانت شرارة الاحتجاج والحرب التى دخل فيها إقليم تيجراي هى قرارات الحكومة الفيدرالية بتأجيل الانتخابات في عموم البلاد بسبب تفشي وباء كورونا، والتي كانت مقررة في التاسع والعشرين من أغسطس الماضي.

إلا أن أقليم تيجراي لم يرضخ لهذا القرار وأجرت الإدارة داخل الإقليم انتخابات في سبتمبر الماضي في تحدٍ لقرار الحكومة المركزية.

وبعد يوم من تمديد ولاية رئيس الوزراء أمام البرلمان، قالت جبهة تحرير شعوب تيجراي إنه لم تعد لدى آبي أحمد سلطة نشر الجيش لانتهاء ولايته. ومنعت سلطات ولاية تيجراي نشر القادة العسكريين الذين أرسلوا لتولي مسؤولية القيادة الشمالية في ميكيلي عاصمة الإقليم.

حرب أهلية

تشير بعض التقارير الإعلامية إلى أن المواجهة المسلحة في إقليم تيغراي قد تؤدي لاندلاع حرب أهلية

واتهم بيان حكومي جبهة تحرير تيجراي الشعبية، بمحاولة إثارة الاضطرابات وحرب أهلية من خلال تنظيم هجوم للمليشيا على قاعدة رئيسية للجيش الإثيوبي في تجراي في الساعات الأولى من يوم الأربعاء الموافق 4 نوفمبر.