الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مشيرة العوضى تكتب: الزوجة الثانية

صدى البلد

جاءتني إحدى الرسائل من أحدهم، لصفحتي الخاصة، تقص احدهن إحدى قصصها الخاصة بحياتها الزوجية، وكيف كانت، وكيف صارت، وكيف اختلفت بين الماضي والحاضر بزاوية المائة والثمانين درجة وتحكي كيف كانت، الظالم والمظلوم في هذه القصة، والتي كانت الزوجة المظلومة، التي تولت تربية الأبناء، والعناية والرعاية لكامل الأسرة، وبمرور الأعوام والسنين، وحتى يقظتها ذات أحد الأيام على قيام زوجها بالزواج من أخرى، لينتهي الحلم الوردي، ويبدأ الصراع النفسي بين الإستمرار والحفاظ على الأسرة والأولاد، وبين نظرة المجتمع لها، كزوجة تركها زوجها، لعيب أو لأخر بها، ونفوره منها، وتزوجه بأخرى، وبين النقيضين، فضلت الانفصال عن الزوج، وبدأ حياة جديدة، رافضة أن تكون صفحة من صفحات ماضي زوجها، بحياته الجديدة، لتتوالي الأيام والسنون لتعجز عن تحمل المسؤلية بمفردها، كارهة لوحدتها،، وما قررت معه إعادة تجربة الزواج، من رجل أحبته، كان له زوجة أولى، وأولاد،وأحسست، إنها في هذه المرة، هي الظالمة، فربما يفرق هذا الزواج بين هذا الرجل وزوجته، وابنائه، كما حدث لها في الماضي، فضلًا عن عودتها لتكون.. زوجة ثانية.

وتتساءل عن أمرها.. هل تقبل، بالإستمرار، أم الرفض لهذا الزواج؟؟؟؟
وجاءت لحظة التوقف مع النفس، ليحتار تفكيري، في أمر الزوجة الثانية، هل هي بالفعل مظلومة.. أم ظالمة؟؟؟ فنظرة مجتمعنا الشرقي، للزوجة الثانية، باعتبارها هادمة للأسرة القائمة، وبما يعرف بالعامية " خطفت رجل من زوجتة " ودون النظر إلى هذه المرأة، أو سعادتها، أو حقوقها المهدرة، ووقوفها خلف الستار، فهي تتمتع بأقل القليل، من زوجها أو زواجها الثاني، وسواء كان وقت أم مال، أو ظهور خاص أمام الجميع، فالبعض يجعل من ذلك الزواج الثاني، زواجا سريا، حفاظًا علي بيته وأسرته، فتهدر بذلك جميع الحقوق للزوجة الثانية، على العلم أن الله لم يحرم هذا الزواج، وشرعيته.

وبالمقابل، ينظر المجتمع للزوجة الأولى، وحين زواج زوجها بأخرى، وكأنما قد لحقها عار، فيفسر البعض، وينسب علي وجه القطع، أن زواج الزوج بأخرى يرجع لسبب ما للزوجة الأولى، أو عن تقصير منها، وأنها من أدت إلى نفور الزوج منها، وزواجه بأخرى، ، وما أصبحت معه المرأة رافضة علي وجه قطعي فكرة قبول الزوجة الثانية، لما سيوجهه لها مجتمعها من عيب بالنقص، يرجع إليها. ونجدها وقد أبت وان تصبح زوجة أولى لزواج ثاني، في حين أن تلك المرأة ذاتها، والتي طلقت لزواج زوجها بأخرى، لا تمانع وتقبل أن تضحي زوجة ثانية، لرجل متزوج بأولى، فتعتقد في هذه الحالة، إنها الأفضل، وأنها من فضلها الرجل على أخرى، وإنه قد وجد بها ما لم يجده بزوجته الأولى، فيمتلئ كبرياء نفسها بأنها الأفضل والأكمل، وأن الأخرى هي من بها النقص والعيب.

فتوقفت ثانية، أمام هذه المعضلة البشرية، والنفس المحيرة، فإنها هي ذاتها من رفضت أن يتزوج زوجها بأخرى، وأن تحافظ على أسرتها، في حين تقع ذات المرأة، في ذات المعضلة، بقبولها كزوجة أخرى، مهددة ومهدرة لأسرة قائمة تضحي هي ذاتها بالنسبة لها.... زوجة ثانية.
مع الأخذ في الإعتبار والملاحظة أنها تفقد جميع الأمتيازات والتي كانت تحصل عليها، وهي زوجة أولى.

ومن ثم يلعب المجتمع بثقافاته المنتشرة، دورا كبيرا في حياتنا الأسرية، ونظرته، التي تكاد تحرم حلالًا،، وتحلل حراما، فإلى متى سيتم تحريم شرع الله في أرضه، بالهروب من فكرة التعدد، مهما تكن الأسباب، فشئنا أم أبينا، فهو حق للزوج، ويقع حقا أصيلا للزوجة.. في الاستمرار أو الرفض، مع تحكيم نعمة العقل، فلا تضيع حقوقها بيديها، لا لشئ إلا لإرضاء نظرة المجتمع، متغافلة عن هدم أسرة وكيان، وما يلحقه، من تشتت للأبناء.
واستكمالا لحديثي، وما استوقفني لتارة ثالثة، ما نجده من بعض الزوجات، تقطع برفض فكرة الزوجة الثانية، في حين ترحب بنزوات زوجها، وعلاقاتة السرية، وتتغافل عامدة عنها، وتستمر في حياتها، دون النظر إلى ما يؤديه ذلك لمجتمع غير سوي، ملئ بعلاقات مشبوهة،غير متزنة، يأباها الشرع والدين،، فضلًا عنما قد تنجمه تلك العلاقات، من أطفال، نجد أثارهم، في المصارف، ومجامع القمامة، ونحن كمجتمع، في الأصل، من فعل ذلك بنفسه، فيما حرمناه، من حلال، وما حللناه من حرام، لنجني ثمار ثقافتنا، فيما وصمناه للزوجة الأولى، من اهدار  لكفاحها وتربيته للأبناء، ورعاية لأسرتها، وما نسبناه للزوجة الثانية، بلسان حال المجتمع من كونها خرابة البيوت، سارقة الرجال، سيئة السمعة.. وهنا اتوقف للمرة الأخيرة فيما وجدته من سؤال يطرح نفسه وبشدة، واطرحه في انتظار الرد من القاريء...
هل هذه الراسلة لقصتها عبر الأثير.. مستنجدة بضمائرنا.. ظالمة أم مظلومة؟؟؟
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.