قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

د. هادى التونسي يكتب: مع الآخر



- من هو الآخر ؟ عالم مثير بذاته ، حافل بالغموض والأسرار وربما التناقضات ، ضرورة ومخاطر ، وآمال و احباطات ، وبهجة وشقاء ، الحياة صعبة معه ، ومستحيلة بدونه ، علاقات مستقرة أو تبدو كذلك ، وأخرى مؤقتة ، بعضها نسعى إليها وأخرى نتجنبها .
- هل الآخر هو من نراه الأقل شأنًا فنندفع زيفًا الى الغرور ، وظلمًا إلى التعالي والشك والعدوان ؟ . أم من يشاركنا مشاعر الدونية ، فنرى العالم كئيبًا وأفاقه مظلمة و حال كل منا بائسًا وحيدًا ؟. هل الآخر هو غالبًا الأفضل ، الأكثر ذكاء وقوة وحظًا ، فنفقد الثقة بالنفس ونشعر بالإحباط واليأس والشقاء ؟. أم هو غالبًا من نراه واقعيًا سويًا وسعيدًا وجيدًا مثلنا ؟.
- فى كل الأحوال نسعى للاكتشاف والفهم لنحقق أهدافنا معه ، لندافع عن أنفسنا ضده ، لنتمتع بالتواصل معه ، أو لنعرف كيف نتجنبه أو نحيده ، فالإدراك قوة وضرورة لرسم معالم الطريق وتفاصيل الخطة والتعرف على محاذير التعامل ومخاطر التورط . ولكن الفهم يتطلب تجردًا وحيادًا ؛ جهدًا نزيهًا للبحث عن الحقيقة ، وشجاعة قد تصاحب ألمًا عندما نعلم عن أنفسنا أوعنه ما أراحنا تجاهله أو إنكاره أو التقليل من شأنه .
- إذا تطلب الفهم خبرة ، فالخبرة جمعتها المعاناة وربما احباطات الفشل ؛ فإذا كنا حديثي العهد بالحياة والآخرين لا يبقى أمامنا إلا صدق الإحساس والحدس ، وقد نضطر للمغامرة اذا لم نمتلك رجاحة العقل وصدق البصيرة وعمق الرؤية ، وإلا لأسقطنا توتراتنا وأخطاءنا عليه اذا ما أراحنا تجاهلها أو نكرانها.
- نعيش فى عالم ملئ بالمعاملات والمصالح المتشابكة ونحتاج الى الفهم وتلمس الطريق ، فما هو الحل ؟ .
- افهم نفسك . تمتع باكتشاف عيوبك وأخطاءك . حول ألم الاعتراف بالحق إلى فضيلة ممارسة الشجاعة والنقد الذاتي والى متعة التعلم لاكتساب القوة والمنعة وتصحيح الأخطاء .
- إذا رأيت نفسك على حقيقتها فما أسهل أن ترى الآخر بموضوعية ، المعلومة الصحيحة عن الآخر قوة تؤدى لكسبه وتحقيق المصالح .
- إذا رأيت نفسك بعمق سيمتلئ قلبك بالمحبة والتوافق والتسامح والغفران ، ستدرك أنه بدلًا من الإدانة والغضب تستطيع أن تكسب القلوب وتبحث عن الجوهر وتمد يد العون بنفس يسكنها اليقين والسلام والمحبة .
- بنفس كهذه تستطيع العيش من خلال الآخر ، فتشعر بأنك معه جزء من الكل الواحد ، يؤلمك ألمه وتفرحك سعادته . تخدمه فيسعدك عطاؤك . تستطيع اذن أن تعيش وتتعامل وتتصادق بقلب مفتوح وعقل واع وروح حاضرة ومتجلية ، يملأون حياتك بعمق الإحساس ونبل المقصد وصفاء السريرة .
- حياة كهذه تتسم بعمق الادراك وروعة الاحساس وبعد الرؤية وصدق الوجدان ، تكون فيها اللحظة عالمًا بذاتها وزمنًا مثيرًا حافلًا ، ويصبح الوجود قيمة ونشوة ، والتناغم مع الآخر والكائنات والطبيعة وحقائق الحياة نتيجة تلقائية وجائزة كبرى .
فهنيئًا لك بالآخر ان عرفت الطريق ...