الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سيناتور جمهوري وراء اعتراف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.. ما القصة؟

خلاف بين ترامب وسيناتور
خلاف بين ترامب وسيناتور جمهوري عجل بتطبيع المغرب وإسرائيل

لم يكن إعلان تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل مفاجئا بالنسبة إلى الكثيرين، لكن تزامن الاتفاق مع قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بسيادة المملكة على الصحراء الغربية، أثار أسئلة حول توقيت الكشف عن الصفقة.

يقول موقع "أكسيوس" الأمريكي، نقلًا عن مصادر مطلعة، إن خلافًا بين ترامب والسيناتور الجمهوري جيمس إينهوف، رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ الأمريكي؛ عجّل بإعلان اتفاق التطبيع بين المغرب وإسرائيل.

وذكر الموقع، أن "إينهوف" السيناتور عن ولاية أوكلاهوما، هو من أكثر المؤيدين لجبهة البوليساريو في الصحراء الغربية المدعومة من الجزائر، مشيرا إلى عدة رحلات إلى هناك لعقد اجتماعات مع قادة الحركة الصحراوية المطالبة بإعلان جمهورية انفصالية بالصحراء.

وأوضح في تقريره أن إينهوف هو أحد أقرب حلفاء ترامب في مجلس الشيوخ، وطلب من الرئيس الأمريكي على مدار العامين الماضيين عدم الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.

لكن خلف الكواليس، كان مستشار  ترامب وصهره جاريد كوشنر يناقش مع الحكومة المغربية إمكانية التطبيع مع إسرائيل، مقابل اعتراف واشنطن بسيادة المملكة على الصحراء الغربية.

ويشير التقرير إلى محادثات منذ عام 2018 بين وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة والمسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين حول عقد الصفقة، لكنها توقفت، ثم عادت للطاولة مرة أخرى بعدها بعام خلال لقاء كوشنر والعاهل المغربي الملك محمد السادس.

وأضاف أن كوشنر بدأ بتشجيع من الحكومة الإسرائيلية متابعة هذا المسار على أمل أن يوافق المغاربة على تطبيع العلاقات، وتوصل بالفعل منذ أكثر من عام إلى اتفاق مع الرباط، لكن السيناتور إينهوف عارض بشدة الصفقة.

وقالت المصادر إن ترامب الذي كان مقربا جدا من إينهوف وافق على عدم المضي قدما في الاتفاق مع المغرب، خاصة أنه كان بححاجة قوية إلى دعمه في مجلس الشيوخ.

وبحسب المصادر، توترت العلاقات بين ترامب والسيناتور الجمهوري منذ حوالي أسبوع تقريبا، بسبب قانون الإنفاق الدفاعي الذي يعارضه الرئيس الأمريكي.

وأشارت إلى أن ترامب كان يرغب من إينهوف تعديل مشروع القانون لإزالة حماية شركات التواصل الاجتماعي وإلغاء أحد البنود الخاص بإعادة تسمية المنشآت العسكرية التي تحمل أسماء القادة.

ورفض السيناتور الجمهوري مطالب ترامب، بحسب المصادر، وأجرى الطرفان مكالمة هاتفية صعبة قال الرئيس الأمريكي خلالها إن هذه هي الفرصة الوحيدة لتمرير مشروع القانون الخاص بهم.

وبعدها، غضب ترامب من حليفه الجمهوري مؤكدا أن موقفه سيضر بالأمن القومي للولايات المتحدة ونزاهة الانتخابات، مكررا تهديد باستخدام حق الفيتو ضد مشروع القانون.

وتوضح المصادر أن كبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز وجاريد كوشنر رأوا في هذا الخلاف فرصة لإنجاز اتفاق تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل.

وأكدت أنهم ناقشوا القضية مع ترامب الذي أعطاهم الضوء الأخضر، ثم سألوا المغاربة ما إذا كانوا مهتمين بالصفقة القديمة، وكانت الإجابة "نعم".

وبعد إعلان ترامب اعترافه بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، قال إينهوف إن القرار "مثير للصدمة".

وأضاف السيناتور الجمهوري أن قرار ترامب لن يغير من المركز القانوني للصحراء الغربية، وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، معربا عن أسفه لإنكار الرئيس الأمريكي حقوق الشعب الصحراء الغربية.

وفي وقت سابق جرت محاولات أممية ودولية أكثر من مرة لإجراء استفتاء حول حق السيادة في الصحراء الغربية، لكنها لم تصل في النهاية إلى نتيجة منذ وقف إطلاق النار بين القوات المغربية ووجبهة البوليساريو (الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووداي الذهب) في 1991.