الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حقيقة الدور المصري في التوتر السوداني الإثيوبي!


توترات حدودية متصاعدة بين السودانيين والإثيوبيين، على خلفية استرداد الجيش السوداني لأراضي سودانية كان قد تركها نظام البشير المعزول للإثيوبيين، رغم كونها من أخصب الأراضي الزراعية، وتقدر بمليون فدان، في منطقتى الفشقة الكبري والصغرى الحدودتين وغيرهما.

كان هذا الاسترداد السودانى التاريخى من تطورات معارك تيجراى، التى تراجعت بشكل ما بعدما أعلنت ميلشيات آبي أحمد السيطرة على إقليم تيجراى، ولم ترضي الميليشيات الإثيوبية بهذا التحرير السودانى، فاقتحمت الحدود ودخلت الأراضي السودانية من جديد، وافتعلت اشتباكات مع القوات السودانية وقتلت خلالها ضابطا سودانيا وأربعة جنود، وخطفت مجندا سودانيا، وتطور هذا التصعيد العسكرى بسرعة إلى ردة فعل غاضبة شعبيا ودبلوماسيا بالخرطوم، واشتعلت السوشيال ميديا السودانية ضد هذه العربدة الإثيوبية، والتى كان احتفلت قبلها بأيام بالتحرير الاستثنائي.

ووصل الأمر إلى الاستدعاءات المتبادلة للسفيرين بين خارجيتى الدولتين، وكان غريبا أن الخارجية الإثيوبية أبلغت احتجاجها للسفير السودانى على ما أسمته (تعدي القوات السودانية على الأراضي الإثيوبية)، وطالبته بوقفها على الفور، والسفير رد بالتأكيد على أن تحركات القوات المسلحة السودانية تمت داخل الحدود السودانية واستهدفت تأمين أراضٍ سودانية ظلت تتعرض إلى تعديات مستمرة من قِبل عصابات الشفتة الإثيوبية، مشيرًا إلى أن الجيش السوداني تعرض إلى تعدياتٍ مسلحة أوقعت شهداء وجرحى بين صفوفه خلال الأيام الماضية.

الأغرب من ذلك أن السوشيال ميديا الإثيوبية تترك كل ذلك، وتتهمهم المصريين بأنهم السبب في الوقيعة بين السودانيين والإثيوبيين، وكأن الجيش المصري الذي يرعى العصابات الإثيوبية المعربدة، وليس الجيش الإثيوبي، ويرددون عبارات من نوعية "حلايب وشلاتين سودانية"، ولا أحد يعرف ما دخل ذلك بذلك، فما هو إلا توجيه أنظار عن جريمة إثيوبيا، في حق من يسمونها بشقيقة بلادى، ويقصدون السودان بذلك..فهل يفعل الأشقاء هذا في بعضهم البعض؟!

وتستغل هذه الأجواء، الصفحات  الإثيوبية باللغة العربية، بتجاوزات لكل الحدود في التطاول على المصريين، واستمرار الوقيعة بين السودانيين والمصريين، متهربة من حقائق الأحداث إلى ترويجات مستفزة ومفضوحة.

فما علاقة المصريين بالموضوع إذا، ولماذا تدخل حلايب وشلاتين في جملة، ولماذا يقدر من يقول من السودانيين أن إثيوبيا شقيقة بلادى، ويهاجم من يقول من السودانيين أن مصر شقيقة بلادى، ويعتبروه عبدا؟!

أجهزة الدولة المصرية بالتأكيد تعرف من يحرك هذه الصفحات، وهل هى من أديس أبابا فعلا، أم من تل أبيب والدوحة وأنقرة، وعموما أديس أبابا من أهم محطات الموساد، وأصبح أغلبهم كارهين للمصريين، ولا يحتاجوا تأليب البعض ضدنا!

وأكمل رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، التمثيلية الإثيوبية، بتصريحه الذي لا يعترف فيه بمسئولية جيشه عن الاشتباكات، لكنه يعترف بدور ميليشيات معروفة بأنها مدعومة منذ سنوات طويلة من القوات الإثيوبية لاستمرار احتلال الأراضي السودانية، وقال آبي أحمد إن "الحادث" الذي شاركت فيه ميليشيا محلية على الحدود مع السودان "لن يؤدي إلى توتر العلاقة مع الخرطوم".

وكتب أبي أحمد في تغريدة: "الحكومة تتابع عن كثب الحادث الذي شاركت فيه ميليشيا محلية على الحدود مع السودان. هذه الحوادث لن تكسر الروابط بين بلدينا لأننا ننتهج دائما لغة الحوار لتسوية الإشكالات"..وأضاف: "من الواضح أن أولئك الذين يثيرون الفتنة لا يفهمون قوة روابطنا التاريخية"، وهو طبعا يشير إلى المصريين الذين يتهمهم الإثيوبيون بالوقيعة، وواضح أن موقف الخارجية الإثيوبية كان أشد عدائية من أبي أحمد، مما يؤكد التخبط الذي يسيطر على الدولة الإثيوبية، على خلفية حرب تيجرى، والتى تلقي بظلالها في عدة زوايا!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط