الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فى ذكرى رحيله التاسعة والعشرين.. صدى البلد تنشر رحلة ضظوى بورسعيد ثعلب الملاعب وأول لاعب يدخل لنادي المائة هدف بالدوري المصري

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يعتبر السيد الضظوى علامة فارقة من علامات الرياضة المصرية فى بلاط الساحرة المستديرة سواء على الصعيد المحلى او الدولى لما اظهره من فنيات خارقة اذهلت الرؤساء و الملوك وكذا لما سببه من سعادة بالغة على جماهير بورسعيد بوجه خاص و جماهير الكرة المصرية بوجه عام

وتنشر صدى البلد رحلة ثعلب الملاعب المصرية فى ذكرى رحيله التى تتواكب مع اليوم 24 ديسمبر من 29 عام

وُلد نجمنا "السيد محمد التابعي" بحي العرب ببورسعيد عام 1926 ، وذاع صيته بين أقرانه في لعب "الطزة " وهي كرة تنس الملاعب التي أتقنها  أبناء بورسعيد  .

وفي مطلع الأربعينيات وأثناء لعبه في إحدى المباريات بالشارع المواجه لملعب المصري القديم "ملعب الشبان المسلمين حالياً" مع زميليه "السعيد الوحش" و"حسين الزامك"، لمحه شقيق الأخير "حمدين الزامك" نجم مصر والمصري آنذاك فاصطحبه إلى "حسن الديب" مدرب الفريق الذي أُعجب بمهارتهم العالية فضمهم إلى صفوف الفريق الثاني للمصري، وما هي إلا سنوات قليلة وتم تصعيد "السيد الضيظوي" لصفوف الفريق الأول.

ورغم ضآلة جسمه مقارنة بزملائه ولاعبي الفرق الأخرى لفت "السيد الضيظوي" الأنظار اليه بخفة حركته ورشاقته ومهارته الفائقة في استلام الكرة مهما كان الضغط عليه من المدافعين، والأهم من ذلك كله كان قدرته على احراز الأهداف بأقل مجهود يذكر ومن أقصر الطرق

أقرأ ايضا

بورسعيد رمز للصمود.. قصة معركة رأس العش البطولية


في هذا الوقت كان المصري يضم لاعبًا ايطاليًا يُدعى "ديزوي لوكيتي" وكان مهاجمًا فذًا، فتوقع الجميع أن يصبح "السيد التابعي" هو "ديزوي الجديد"، وبمرور الوقت أصبح اسمه "السيد ديزوي" إلى أن تحور الإسم وأصبح "السيد الضيظوي" وهو الإسم الذي التصق بصاحبه وبات كأنه اسمه الحقيقي.

ومع العام 1946، أصبح "السيد الضيظوي" هو المهاجم الأساسي لفريق المصري وقاد "الضيظوي" المصري للحصول على لقب بطولة منطقة القناة لعدة سنوات قبل أن تتوقف المسابقة مع انطلاق الدوري العام موسم 1949/1948، كما قاد المصري كذلك للوصول إلى نهائي كأس مصر عام 1947 قبل الخسارة من الأهلي بهدفين مقابل هدف.

تألق "السيد الضيظوي" بهذا الشكل دفع المسئولين عن المنتخب المصري لضمه إلى صفوف المنتخب الوطني الذي التقى في مباراة ودية مع فريق اليوبشت المجري على ملعب نادي بورفؤاد عام 1947، ومنذ ذلك اليوم و"السيد الضيظوي" لاعباً أساسياً في صفوف المنتخب الوطني، حيث قاد رغم صغر سنه هجوم المنتخب في أوليمبياد لندن 1948 والتي خرج فيها المنتخب بعد هزيمته أمام المنتخب الدانماركي بثلاثة أهداف مقابل هدف .

ومع إنطلاق بطولة الدوري العام في نسخته الأولى ينجح "السيد الضيظوي" في احراز لقب هداف الدوري برصيد خمسة عشر هدفًا، فيما حل ثانيًا في النسخة التالية بتحقيقه لتسعة أهداف، قبل يعود إلى الصدارة مرة أخرى في النسخة الثالثة برصيد اثنا عشر هدفًا، ليتم ضمه إلى صفوف المنتخب المصري المشارك في أوليمبياد هلسنكي عام 1952 وينجح "الضيظوي" في قيادة المنتخب للفوز على منتخب شيلي بالدور الأول للبطولة بخمسة أهداف مقابل أربعة، وكان نصيب "السيد الضيظوي" وحده ثلاثة أهداف، ليصعد المنتخب الى الدور التالي ويخسر أمام المنتخب الألماني بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد كان من نصيب السيد "الضيظوي" أيضاً.

ويعود "السيد الضيظوي" الى الدوري المصري فينجح في احراز لقب هدف الدوري موسم 1953/1952 محققاً ثمانية عشر هدفًا في نسخة كان المصري الأقرب لتحقيقها لولا عدد من الظروف المغايرة التي حولت مجرى درع الدوري من بورسعيد الى القاهرة، ويستمر "السيد الضيظوي" في تألقه مع المصري ويقود الفريق الى الوصول الى نهائي كأس مصر موسم 1954/1953 قبل الخسارة في الدور النهائي أمام الترسانة.

ولم تتوقف نجاحات السيد الضيظوي مع المنتخب فقط في الدورات الأوليمبية بل امتد لتشمل دورات البحر الأبيض المتوسط التي صال "الضيظوي" فيها وجال، كما امتد تألقه كذلك إلى المنتخب العسكري الذي قاده "السيد الضيظوي" لتحقيق انتصارات عديدة على عدد كبير من الفرق الأوروبية.

ومع مطلع موسم 1957/1956، يقرر "السيد الضيظوي" الانتقال للنادي الأهلي فينجح في التتويج معه ببطولة الدوري لخمس مرات متتالية، كما نجح كذلك في احراز لقب هداف الدوري للمرة الأخيرة موسم 1959/1958 برصيد خمسة عشر هدفًا، قبل أن يقرر "الضيظوي" العودة للمصري مطلع موسم 1962/1961 ورغم أنه في ذلك الوقت كان يبلغ من العمر 36 عاماً إلا أنه نجح في احراز سبعة أهداف، قبل أن يحرز ثلاثة أهداف في موسم 1963/1962، فيما أحرز هدف الفوز للمصري على فريق الترسانة القوي في مباراة الجولة السابعة من المجموعة الأولى التي جرت في 13 ديسمبر عام 1963 والتي انتهت بفوز المصري بهدفين لهدف، ليكون هذا الهدف هو الأخير له ببطولة الدوري، حيث خرج "الضيظوي" الى غرفة الملابس عقب المباراة وطلب من "حميدو" مسئول المهمات أن يأتي له ببعض البنزين ليشعل النار في حذائه وتكون المباراة الأخيرة له بمسيرته الحافلة  وهو قد تجاوز من العمر سبعة وثلاثين عامًا، ليُسدل الستار على رواية جميلة كان بطلها واحدًا من أعظم لاعبي مصر على مدار تاريخها إن لم يكن الأعظم بالفعل، فهو أول من دخل نادي المائة هدف في الدوري المصري، حيث أحرز نحو  127 هدفًا، منهم 89 هدفًا مع المصري نصبته الهداف التاريخي للنادي المصري بالدوري العام، علمًا بأن تلك الأهداف فقط هي التي تم توثيقها، فهناك وفقاً للكثير من المراجع تسعة عشر هدفاً للمصري ببطولة الدوري خلال نهاية  الأربعينيات و مطلع الخمسينيات  لم يتم توثيق صاحب تلك الأهداف والتي لربما يكون للسيد الضيظوي نصيب من تلك الأهداف وهو أمر شبه مؤكد نوعاً ما، كما سجل "السيد الضيظوي" في مسيرته الدولية البالغة 45 مباراة دولية فقط نحو 39 هدفًا دوليًا جعلته يأتي في المركز الرابع لقائمة هدافي منتخب مصر على مدار تاريخه، علمًا بأن عدد المباريات الدولية التي خاضها "السيد الضيظوي" تقل كثيرًا جدا عما خاضها أقرانه في جدول ترتيب هدافي المنتخب المصري على مدار تاريخه.

وعقب اعتزال "السيد الضيظوي" بسنوات وبالتحديد في عام 1978، أقيم له مهرجان اعتزال بمشاركة فريقي المصري والأهلي في مباراة حضرها الآلاف من جماهير المصري التي حضرت لتكريم هدافها التاريخي الذي رحل عن عالمنا في الرابع والعشرين من ديسمبر من العام 1991 عن عمر يناهز خمسة وستين عامًا تاركًا خلفه تاريخًا كبيراً يفتخر به الجميع داخل القلعة الخضراء.

رحم الله نجمنا الكبير "السيد الضيظوي"، بقدر ما أسعد جماهير المصري العظيمة على مدار سنوات طويلة رسم خلالها البسمة والسعادة على وجوه تلك الجماهير التي عشقت فنه ومهارته ولما لا وهو ثعلب الملاعب المصرية وأحد أبرز لاعبيها على مدار تاريخها الطويل.


-