الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هيئة كبار العلماء بالأزهر تصدر 9 تعليمات جديدة لمواجهة فيروس كورونا

هيئة كبار العلماء
هيئة كبار العلماء بالأزهر

قالت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه في ضوء ما تشير إليه التقارير المتتابعة من سرعة تطور وانتشار فيروس كورونا «كوفيد 19»، ومع اشتداد ما يسمى بالموجة الثانية، والتي تشير التقارير إلى أن الخطر الحقيقي للفيروس هو في سرعة انتشاره، وشدة تأثيره، وأن المصاب به قد لا تظهر عليه أعراض ولا يعلم أنه مصاب به، ولكنه ينشر العدوى في كل مكان ينتقل إليه.

وأضافت «الهيئة» في بيان لها للأمة الإسلامية بشأن الإجراءات الاحترازية من فيروس كورونا، أنه لما كان من أعظم مقاصد شريعة الإسلام الحفاظ على الأرواح والنفوس، فإن هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف - انطلاقا من مسؤوليتها - تؤكد أنه يجب شرعًا التقيد بالإجراءات والتدابير الوقائية التي حددتها الجهات المختصة، ومن ذلك ما يلي:

أولاً: ارتداء الكمامات التي تقلل من فرص الإصابة بهذا الفيروس المهلك المميت، فالالتزام بذلك واجب شرعي في سائر تنقلات الإنسان أو حال مخالطته لآخرين، وهذا أوجب وألزم في صلاة الجماعة حتى لا يقع المصلي في إثم المخالفة لقوله تعالى: «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ» (البقرة الآية 195).

ثانيًا: تجنب المصافحة والسلام بالأيدي - والمعانقة والتقبيل من باب أولى- وذلك بناءً على ما أوصت به الجهات المختصة؛ احترازًا من الإصابة به أو نقل العدوى، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "لا ضرر ولا ضرار؛ فدفع الضرر عن الأنفس واجب، والعمل بالاحتياط في هذه الحال واجب كذلك.

ثالثاً: التهيؤ في المنازل أو في محال العمل لأداء صلاة الجماعة أو الجمعة قبل الخروج إلى المساجد لأداء الصلاة، وذلك بالوضوء أو الغسل؛ فهو يعد من أهم الإجراءات الوقائية التي تقلل من فرص انتشار العدوى، وهو قبل  ذلك طاعة عظيمة، وفعل رغب فيه رسول الله ﷺ إذ يقول: «مَن تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ، ثُمَّ مَشَى إلى بَيْتٍ مَن بُيُوتِ اللهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِن فَرَائِضِ اللهِ، كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إحْدَاهُما تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً». أخرجه مسلم

رابعاً: التباعد بين المُصلّين في صلاة الجماعات وأثناء الاستماع إلى خطبة الجمعة ولا يؤثر هذا في صحة الصلاة ولا في ثواب الجماعة؛ لأنه إجراء احترازي ضروري لمنع تفشي الإصابة بالوباء، مع وجوب تسوية صفوف المصلين مع التباعد.

خامساً: عزل أو انعزال من ثبتت إصابته أو ظهرت عليه أعراض الوباء أو اشتبه في إصابته به، وذلك في مستشفيات العزل أو في المنازل؛ منعا من انتشار المرض والإضرار بالآخرين.

سادسًا: تجنب الذين يعانون من أمراض مزمنة أو أمراض مناعية، وكذا كبار السن أو المصابون بارتفاع في درجة الحرارة، أو السُّعال، وضيق التَّنفس، والتهاب الحلق التواجد بالأماكن المزدحمة والاجتماعات المغلقة مهما كانت الدواعي والأسباب في ضوء ما أوصت به الجهات المختصة، مع الترخيص لهم في  صلاة الجمع والجماعات في البيوت.

سابعاً: تعقيم سائر أماكن التجمعات التي يغلب مرور المصابين أو المشتبه في إصابتهم فيها، كما يجب تعقيم المساجد بمواد كُحوليّة قبل الصَّلاة أو بعدها، ويجب التنبيه إلى أن المواد الكحولية المعدة للتطهير والتعقيم طاهرة واستعمالها حلال، بل واجب في مثل هذه الظروف؛ فالأصل في الأعيان الطَّهارة كما تقول القاعدة الشرعية. 

ثامنًا: التأكيد علي أن أداء صلوات النوافل في البيت أفضل من صلاتها في المسجد  - وذلك آكد بل أوجب في زمن الوباء – ففي صحيح الحديث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «صَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلاةِ صَلاةُ المَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا المَكْتُوبَةَ»  أخرجه البخاري.

تاسعاً:  تجنب الاجتماع للأفراح أو التعازي والاقتصار في التهنئة أو التعزية على الهواتف، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ لما تقرر شرعا من أن مصلحة الأمة مقدمة على مصلحة الفرد أو العائلة، ويثبت لمن عزى صديقه أو قريبه بالهاتف أو عبر وسائل التواصل كامل الأجر.

وشددت هيئة كبار العلماء بالأزهر على عموم الناس تقدير الظرف الذي يمر به العالم الآن، بالالتزام بالتعليمات الصادرة من الجهات المعنية؛ امتثالا لقوله تعالى: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ» (النساء: 59).