الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا أمرنا أن نصلي في ظلمة الليل ؟ خطيب المسجد الحرام: للنجاة من هذا المصير

لماذا أمرنا أن نصلي
لماذا أمرنا أن نصلي في ظلمة الليل ؟.. خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد،  إمام وخطيب المسجد الحرام، إن المرء مطالب بستة أمور ، وهي الاستغفار والتوبة واتباع السيئة بالحسنة، والصلاة في ظلمة الليل ، والصوم في الحر الشديد، والصدقة.

اقرأ أيضًا.. 

وأكد «بن حميد» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن المرء ليس معصومًا، ولا مطالبًا بالعصمة، بل هو مطالب إذا أخطأ أن يستغفر، وإذا زل أن يتوب، وليتبع السيئة الحسنة، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وليُصل في ظلمة الليل لظلمة القبور، وليصُمْ في يوم الحر الشديد لحر يوم النشور، وليتصدق بالصدقة للاستظلال بها في اليوم العسير.

وأضاف أن علوّ همة المرء عنوان فلاحه، فإذا عزمت - يا عبد الله - فبادر، وإذا هممت فثابر ، ولا يدرك المفاخر من كان في الصف الآخر، مستشهدًا بقوله تعالى :«سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ».

ومن ناحية أخرى أشار إلى أن الماء عجيب خلقه، غريب نبؤه ، أرخص موجود ، وأغلى مفقود ، أنزله ربنا بلا لون ، وأوجده بلا طعم ، وخلقه من غير رائحة ، عذب خفيف ، ورقراق لطيف، يُهلك إذا طغى ، ويهدم إذا جرى، إذا زاد أَغَرقَ وأَهلَكَ ، وإن نقص ضاقت الحياة ، وضعف الأحياء وإذا غار عجز الخلق عن طلبه وتحصيله.

وأضاف أنه قد حفل القرآن الكريم بذكر الماء وثمراته ، وعظيم أثره وبركاته ، في أكثر من ستين موضعًا ، فهو رحمة ونعمة ، وعذاب ونقمة ، ما بين نسمات لطيفة ، وقطرات صغيرة ، وغيث مدرار ، وسيل جرار و إذا نزل الغيث أخذت الأرض زينتها ، وأنبتت الأشجار ثمارها ، وأبهجت النباتات بورودها وأزهارها.

وأوضح أنه إذا نزل الغيث وجرت الأودية دخل على الناس السرور والبهجة ، ومن ثم خرجوا للتنزه والاستجمام ، وهذا حق مشروع ، ومطلب مرغوب الناس يتحرون المطر وينتظرونه، ويتناقلون خبره وينشرونه، فديننا دين يسر وسهولة، وفسحة وسماحة: إن لنفسك عليك حقًا ، ولأهلك عليك حقًا.

ولفت إلى أنه في الأجواء المطيرة، والسحب الغائمة، والبروق اللامعة ، والأودية الجارية ، والسدود الممتلئة ، تكون النفوس برحمة الله مستبشرة ، والقلوب بفضله مبتهجة ،فالتنزه محبب للنفوس، فيه ترويح ونشاط ، وسرور وانبساط، وكذلك في النزهة والرحلات، تظهر معاني الأخوة والإيثار، ويبرز الانضباط ، وحسن العشرة ، ويعلو المرح ، وطلاقة الوجه ، ويطيب لين الكلام ، والرفق ، والصبر ، والتواضع ، والمسارعة إلى الخدمة ، والتعاون فيما ينفع ويفيد ، ويجلب الراحةَ والسرور ، والمتعةَ للنفس وللرفقة.